أكد الأمين العام لرابطة علماء المسلمين فضيلة أ.د.ناصر بن سليمان العمر، أن إساءة الغرب للنبي صلى الله عليه وسلم، تكشف مدى الحقد الذي يضمره هؤلاء للإسلام والمسلمين, مبيناً أنه كلما حاول البعض الترويج بأن الغرب أهل إنسانية وعدالة وحرية, يصدر منهم ما يدل على حقدهم للإسلام ومعاداتهم لأهله وذلك مصداقاً لقول الله تعالى {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهود وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهمْ..} جاء ذلك خلال وقفته الأسبوعية في مسجد خالد بن الوليد في العاصمة الرياض, حيث رد فضيلته على المزاعم القائلة ببراءة الولاياتالمتحدة من الفيلم المسي للنبي الكريم صلوات الله عليه، الذي أنتج على أراضيها, بحكم قوانينها التي تكفل حرية الرأي, وأنه من غير العدل أن نحملها هذا الخطأ, وقال: "إذا تكلمنا عن الحرية, فلماذا الحديث عن المحرقة يعتبر جريمة كبرى؟ فهل حق الأنبياء أقل من حق اليهود؟ فلماذا يتهم ويحاكم من يتكلم عن محرقة اليهود ولا يتهم من يتكلم عن الأنبياء؟"
وتابع: "ومما يدل على ذلك أيضاً أن نتائج هذا العمل أضرت بالمصالح الأمريكية ومع ذلك لم يجرم فاعله, بل تمت حمايته في حين أنه لو فعل البعض جزء يسيراً مما يضر بالمصالح الأمريكية لقدم إلى المحاكمة, مما يدل على تواطؤ الحكومة الأمريكية وأنها شريكة في الجريمة".
وتعجب فضيلته ممن أظهر دفاعاً وغيرة على الولاياتالمتحدة وعن مصالحها أكثر من دفاعه عن النبي صلى الله عليه وسلم, وقال " تألمت من أناس من بني جلدتنا إذا تكلموا عن جناب النبي الكريم وعن الفلم المسيء تكلموا بكلام بارد باهت, وإن تكملوا عن أمريكا دافعوا عنها باستماتة".
وأضاف: "ولا تجد هؤلاء يتألمون لجراحات المسلمين, لا تجدهم في مواقع الجهاد والدفاع عن المجاهدين والدفاع عن المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها, وإن تعدي على أمريكا ظهر حماسهم وغيرتهم وإنسانيتهم".
كما انتقد د. العمر تقاعس بعض المحسوبين على الخير وطلاب العلم في التصدي للإساءة للنبي الكريم وضعف مواقفهم, مبيناً أن هذه الأحداث تكشف إيمان كل منا وغيرته على النبي صلى الله عليه وسلم".
وقال مخاطباً إياهم: "أين مواقفكم؟ لو أن أحداً شاهد في قناة فضائية أو قرأ على الإنترنت أن هناك من تكلم عنه أو عن عائلته بكلام باطل هل سيكون موقفه تجاههم كموقفه الآن تجاه الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟ بل سوف يغضب ويتحرك ويتخذ كافة السبل القانونية, أما في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم فالتعاطي معه ببرود. وتساءل: " ما هي حجتهم أمام الله عز وجل؟ ".
وأنكر الشيخ العمر على القائلين بعدم الإنكار في مثل هذه الأحداث حتى لا يساهم في نشرها, وقال هذا غير صحيح, فيجب الإنكار, كما يجب تكون المواقف حازمة وقوية, لكنه حذر في الوقت نفسه من نشر هذا الفلم المسيء مؤكداً أنه لا يلزم من إنكاره مشاهدته فقد بان الأمر واتضح.
وأكد على أن تكون ردود الأفعال منضبطة بضوابط الشرع وكذلك العاطفة, موضحاً أن العاطفة مع أهميتها وأنها هي المؤثر في مثل هذه الأحداث تأثيراً إيجابياً,إلا أنها يجب أن تضبط بضابط العقل وضابط الشرع, وإلا فقد تؤدي إلى مصائب وإلى مفاسد أعظم, مبيناً أن العلماء قرروا أن المفسدة الكبرى تدفع بالمفسدة الصغرى. ثم تحدث الشيخ ناصر العمر عن قضية المعتقلين في السجون العراقية, مؤكداً أن إعادة محاكمتهم وصدور أحكام سريعة في حقهم بالإعدام, يكشف عن أهداف سياسية وحقد طائفي من الرافضة الذين يحكمون العراق ومن يقف وراءهم من الإيرانيين الصفويين.
وأشار الشيخ العمر إلى قانون سيصدر في العراق بمنع الإعدام والاكتفاء بأي حكم آخر غير الإعدام, مؤكداً أنهم يريدون من إعادة المحاكمات القضاء على هؤلاء قبل صدور هذا النظام.
وقال الشيخ العمر: "يجب الوقوف إلى جانب هؤلاء الأبرياء بكل ما نستطيع للدفاع عنهم وإثارة قضيتهم إعلامياً ومواساة ذويهم. كما يجب على المسؤولين وولاة الأمر ووزارة الخارجية والمنظمات الحقوقية أن تبادر لإنقاذهم قبل القضاء عليهم.