يرعى بمشيئة الله تعالى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- مساء اليوم الجمعة المباراة النهائية على كأس الملك للأبطال الذي ستجمع فريقا الاتحاد والأهلي على ملعب استاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة في تمام الساعة التاسعة مساءً بتوقيت مكةالمكرمة، وسيتوج بعد المباراة الفائز بلقب كاس خادم الحرمين الشريفين للأبطال للموسم الرياضي 1431-1432ه-.. تختلف العناوين وتبقى الإثارة في النهائي المنتظر بين الكبيرين قطبي جدة الاتحاد والأهلي، في اللقاء الذي سيحفل بكل تأكيد بالإثارة والندية الذي غاب عن الأنظار منذ العام 1427 بعد نهائي كأس ولي العهد الذي كسبه الأهلي أمام الاتحاد بهدفين لهدف، وستكون فاتورة هذا اللقاء غالية الثمن وباهظة التكاليف بعد الوصول المستحق للفريقين لهذا النهائي بعد جهد كبير منهما للظفر بلقب الكأس الأثمن والأغلى الذي سيستلمه الفائز من يدي الوالد القائد وراعي نهضة البلاد ومسيرتها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسيكون الكأس من يديه أغلى تشريف وأشرف وسام. وسيربح الفائز الجائزة المالية الأثمن (4 ملايين ريال) فيما سيحصل الوصيف على (2.5 مليون ريال).. سيسجل أي من الفريقين اسمه في لائحة الشرف لبطولات الموسم وهي ختام بطولات الموسم وأثمنها، ولذا ستكون المباراة على صفيح ساخن سيشعلها التاريخ والجوار والرغبة الجماهيرية في كسب الديربي التاريخي بينهما، يسعى من خلالها الفريق الاتحادي كذلك للحفاظ على لقبه الذي حققه العام الماضي ولتأكيد الحالة الفنية المنتشية بقيادة السيد ديمتري الذي غير معالم الفريق فنياً ونفسياً ولابد له من إثبات ذلك ببطولة، أما الفريق الأهلاوي فيسعى لتعويض جماهيره عن إخفاقات تكررت كثيراً هذا الموسم وجاء وقت رد الدين لجماهيره الكبيرة التي صبرت على عثراته وأوصلته للنهائي الكبير. وكان الفريقان قد التقيا هذا الموسم في الدوري في لقاءين كسبهما الاتحاد 2-0 و3-1، وسيعمل الاتحاديون على تأكيد هيمنتهم فيما يرغب الأهلاويون في الثأر ورد الخسائر وضرب أكثر من عصفور بحجر واحد فرد الدين أولاً وتحقيق الكأس والتأهل لدوري أبطال آسيا فيما لو حقق الكأس. الوصول الرابع والأصعب للاتحاد الفريق الاتحادي جاء تأهله للمباراة النهائية مستحقاً وكان طريقه صعباً للغاية حيث لعب مع النصر في دور الثمانية وتخطاه بفارق الأهداف خارج ملعبه بعد التعادل في الذهاب بالرياض 3-3 والإياب بجدة 1-1، ليلاقي الخصم الأقوى الهلال فكسب لقاء الذهاب في الرياض 3-0 وتعادل إياباً 1-1، ويعتبر هذا النهائي الرابع على التوالي للاتحاد فكسب النهائي الأخير أمام الهلال بركلات الترجيح، فيما خسر النهائي الأول والثاني من الشباب 1-3 و0-4. النهائي الأول للأهلي عبر الطريق الأسهل وعلى النقيض جاء التأهل الأهلاوي أسهل بكثير فلعب مع الشباب بدور الثمانية وخسر في اللقاءين ذهاباً 1-2 وإياباً 0-1، إلا أنه كسب الذهاب بالاحتجاج 3-0، ليتأهل لملاقاة الوحدة فتعادل ذهاباً في مكة 2-2 وكسب الإياب بجدة 4-1. ويعتبر هذا النهائي الأول الذي يصل له بعد فشله في المواسم الثلاثة الأولى من بلوغ نصف النهائي على الأقل. فوز وحيد لكل فريق يؤهلهما للنهائي من المصادفات أن تأهل الفريقان جاء عبر فوز وحيد فقط في البطولة فالاتحاد تعادل مع النصر في لقاءين والهلال في لقاء فيما كسب الهلال في الذهاب، أما الأهلي فخسر في لقاءين وتعادل مع الوحدة في الذهاب بينما كسب الإياب، فالفريق الفائز سيحقق الفوز الثاني له في المسابقة هذا العام. أحوال الفريقين قبل المباراة يدخل الفريقان في ظل استعدادات فنية و نفسية متشابهة بمعنويات مرتفعة وعزيمة وإصرار ورغبة كبيرة في نيل اللقب ويكاد يكون التكامل للفريق الأهلاوي أكبر من نظيرة الاتحادي الذي ربما يفتقد لخدمات بعض لاعبيه أمثال الصقري وأسيس ومناف، وسيدخل الفريق الاتحادي الضلع الأول في النهائي في ظل ثورة فنية كبيرة شهدها الفريق بعد استلام ديمتري لزمام الأمور والذي أعاد الروح من جديد فتألق الفريق في مختلف المسابقات وتأهل لدور الثمانية بدوري أبطال آسيا واحتل المركز الثاني في دوري زين خلف الهلال ويعول كثيراً على هذه البطولة للظفر بها ليؤكد حضوره ولكي يحافظ على لقبه الذي حققه العام الماضي بركلات الترجيح على حساب الهلال، ويمتاز الفريق الاتحادي بالروح العالية والخبرة الكبيرة للاعبيه بقيادة النجم الكبير محمد نور، وسيعتمد السيد ديمتري على طريقة 4-5-1 والتي تمتاز بالتحركات المثمرة لنجمه نور بجانب البرتغالي باولو جورج عبر الأطراف وزياييه من العمق، وتشكل الهجمات المرتدة الاتحادية خطورة بالغة متى ما طبق الاتحادويون نفس طريقتهم أمام الهلال وهذا هو المتوقع، ويتميز الفريق الأصفر بصلابة الدفاع خصوصاً بعودة نحمه المتألق أسامه المولد من الإيقاف ليشكل مع حمد المنتشري ثنائي قلب دفاع صعب الاختراق يدعمه محورين مبدعين هما حديد وكريري مما يصعب المهمة على الفريق المقابل في الوصول لمرمى زايد، فيما سيكون دور ظهيري الجنب الرهيب والسعيد دفاعياً بحتاً لعدم فتح المساحات أمام الهجوم. في المقابل سيدخل الفريق الأهلاوي برغبة كبيرة في تحقيق اللقب والعودة لجادة البطولات بعد ثلاثة مواسم فاشلة كماً وكيفاً فخرج هذا الموسم بالمركز السادس في الدوري ولم يتأهل لدوري أبطال آسيا، وحانت الفرصة لمصالحة جماهيره ببطولة تعيد لهم البسمة والتأهل لدوري أبطال آسيا العام القادم، وربما يعتمد مدرب الفريق الكسندر أليتش على الطريقة الهجومية 4-4-2، واستطاع هذا المدرب منذ قدومه إعادة تشكيل الفريق من جديد وظهر الفريق بمستويات جيدة مقارنة ببداية الموسم السيئة التي ساهمت في خروجه خالي الوفاض من البطولات، ويتميز الفريق الأهلاوي بالقوة الهجومية الضاربة متمثلة في الثنائي الحوسني وفيكتور ومن خلفهما مارسيلنهو والجاسم كرباعي هجومي مرعب لديه القدرة على التسجيل في أي وقت من المباراة، ولكن ما يعيب الفريق هو الضعف الدفاعي وسهولة تقبل الأهداف خصوصاً من العمق وهذا ما سيزعج الأهلاويون، وجاءت عودة صاحب العبدالله لتحد من هذه المشكلة وسيلعب بجانبه معتز الموسى، ويمثل الطرف الأهلاوي الأيمن قوة إضافية بوجود كامل المر الذي يتميز بانطلاقاته الطولية، فيما ستكون مهمة الحربي منصور دفاعية بشكل أكبر، ويعيب متوسط قلب الدفاع الأهلاوي جفين البيشي وكامل الموسى عدم التفاهم والاتكالية ويتم عبر هذه المنطقة غزو مرمى المسيليم بشكل أكبر. نقاط القوة والضعف في الفريقين يمتلك الفريق الاتحادي سلاحاً يتميز به عن بقية الفرق ألا وهو الكرات العرضية والرأسية بتواجد أكثر من لاعب يجيد التسجيل بالرأس يتقدمهم نايف هزازي (حال مشاركته) وزيايية إضافة إلى نور والمنتشري والمولد، ويتميز كذلك بالخبرة الكبيرة في التعامل مع هذه المباريات والروح الكبيرة للاعبيه، ولدى الفريق سلاح التسديد من بعيد عن طريق أسامه المولد فيما يتميز باولو جورج بتسديد الكرات الثابتة، فيما يمتاز الفريق الأهلاوي بالجماعية في الأداء والروح العالية داخل الملعب خصوصاً في المباريات الأخيرة ولدى لاعبيه القدرة على التسديد من بعيد عن طريق لاعبه المميز فيكتور ومارسيلنهو والجاسم إضافة إلى امكانية الاختراقات من العمق بسهوله بفضل مهارة فيكتور والحوسني. التشكيل المتوقع للفريقين يدخل الفريق الاتحادي بتشكيل مكون من كل من مبروك زايد في حراسة المرمى وراشد الرهيب وأسامة المولد وحمد المنتشري ومشعل السعيد في الدفاع وسعود كريري وأحمد حديد وأمامهم محمد نور وباولو جورج وسلطان النمري في الوسط وعبدالملك زياييه في الهجوم. فيما سيدخل الأهلي بتشكيل مكون من كامل المر وكامل الموسى وجفين البيشي ومنصور الحربي في الدفاع وصاحب العبدالله ومعتز الموسى وتيسير الجاسم ومارسيلنهو في الوسط وعماد الحوسني وفيكتور سيمونس في الهجوم. ويمتلك الفريقان أورقاً بديلة على دكة البدلاء قادرة على الإضافة فالاتحاد لديه الثنائي نايف هزازي ومحمد الراشد كقوة هجومية بديلة فيما الأهلي لديه محمد مسعد وحسن الراهب.
