- الرأي - إبراهيم القصادي - جازان : قدّمت الأستاذة والمشرفة التربوية نعمة بنت جابر الفيفي من تعليم جازان دراسة تربوية تحليلية بسيطة بعنوان «الإشراف التربوي من المنظور الإنساني: دراسة تحليلية في جوهر العلاقة بين الإنسان والتعليم»، تناولت فيها البعد الإنساني في فلسفة الإشراف التربوي ودوره في تطوير التعليم وتعزيز العلاقات المهنية داخل الميدان التربوي. وأكدت "الفيفي" أن الإشراف التربوي يمثل أحد أعمدة المنظومة التعليمية الحديثة، إلا أنه لا ينبغي أن يقتصر على الجوانب الإدارية أو التقويمية، بل يجب أن يُنظر إليه كعملية تفاعلية إنسانية تقوم على قيم التواصل والاحترام والمشاركة والرعاية المتبادلة بين المشرف والمعلم. وأوضحت أن فقدان الإشراف لروحه الإنسانية يحوّله إلى سلطة رقابية جامدة تُضعف الإبداع والدافعية، بينما يسهم استعادته لبعده الإنساني في تحفيز المعلمين وإطلاق طاقاتهم المهنية، مما ينعكس إيجابًا على جودة التعليم. كما تناولت الفيفي في دراستها أبرز التحولات التي مر بها الإشراف التربوي من المفهوم التقليدي القائم على التفتيش والرقابة إلى المفهوم الحديث القائم على التوجيه والشراكة والتنمية المهنية المستدامة. كما أكدت أن المشرف التربوي في العصر الحديث يجب أن يكون قائداً ملهِماً، يدعم المعلمين بالثقة، ويحفزهم على الابتكار والتطوير. وركزت "الفيفي" على أهمية الاحترام المتبادل والتواصل الإنساني الفعّال والدعم النفسي والمهني في بناء علاقة إيجابية بين المشرف والمعلم، مشيرةً إلى أن الحوار والتقدير والثقة هي مفاتيح النجاح في العملية الإشرافية. وأشارت إلى أن الإشراف الإنساني يسهم في رفع جودة التعليم عبر تحسين المناخ المدرسي، وتعزيز التعاون بين الكوادر التعليمية، وترسيخ قيم الانتماء والولاء المهني. وفي ختام الدراسة، شددت "الفيفي" على أن الإشراف التربوي في جوهره قيادة إنسانية تهدف إلى تمكين الآخرين لا السيطرة عليهم، وأن بناء المعلم نفسيًا ومهنيًا هو الطريق الأكيد لبناء جيل متعلم ومبدع. وختمت بقولها: «حين يتحول الإشراف إلى ممارسة إنسانية راقية، يصبح التعليم ذاته رسالة تُبنى بالعقل وتُحييها القلوب، وتلك هي أسمى غايات التربية والإشراف معًا».