فكرة مقهى طريب الثقافي للقهوة والقراءة العامة واللقاءات الأدبية طرحتها قبل عدة سنوات في هذه الصحيفة بأسلوب فسره البعض بالدعائي، وأهم التعليقات جاء ساخراً بشكل جميل، لكن هناك رأياً واعياً عبر إتصال من شخص ليس من أبناء وادي طريب، مشفقاً على الفكرة التي وصفها بالحالمة والغير واقعية، ولم أقتنع حينها بكلامه بعكس اليوم!،فقد فاتني أن مثقفي المكان فقراء على المستوى المادي، ومستضعفين لا قبيلة لهم، وغير مرحب بدورهم في زوايا التأثير، والتأثير الموازي.. والحمد لله، اليوم ليس لهم صوت ولا ظل، ولسان حال عاقلهم يقول "فكنا يا أبن الحلال من وجع الرأس، أرض الله واسعة". لكن أظن الوضع تطور، وبما أن في طريب رجال أعمال كبار،أعيد طرح فكرة المقهى بشكل آخر ليكون شعبياً تجارياً بعيداً عن الثقافة والترتيب الإتيكيتي وبدون صور حائطية وخالياً من أي كتاب بتقنيات العصر، وبدون موسيقى تراثية، ولا بأس بشيلات محدودة يطرب على أيقاعها الكبار والصغار وحتى العمّال. والسعادة مطلب مهم.. أتمنى قبول الفكرة كإستثمار موسمي وكل ما أستطيع تقديمه هو توفير مكان لا تتجاوز مساحته المربعة 500 متراً في قريتنا العتيقة بموقع مهم وعزيزاً بتاريخه وماقدمه لمجتمع طريب طوال 60 عاماً من العمل الجاد وألحان الطرب، وهو مكان المنحى والجرين..