- الرأي - بدرية عيسى - جازان : للشعر الشعبي حضوره المتميز في أدبيات حياة الإنسان القديم، وهو فن من فنون العصور المتأخرة يحكي حياة الإنسان ويوثق تاريخه ويصف حالته ويصور معانته. وفي منطقة جازان انتشر هذا الفن الجميل والموروث الأصيل وبرز شعراء شعبيين اثروا هذا المجال بشعرهم الجميل، وفي هذه الفقرة أحاول أن اتطرق لبعض من هولاء الشعراء. الشاعر: علي فارس النعمي شاعر شعبي من قرية الدهناء التابعة لمركز العالية حاليا وهو ورئيس من رؤساء قبيلته عاش في أواخر القرن الثاني عشر الهجري وحقبة من اوائل القرن الثالث عشر.شاعر خصب الخيال جزل القول مشغوف بالتقاليد القبلية العربية والفروسية المثالية والفتوة والنجدة. وقصيدته الآتية من الملاحم الشعبية الخالدة التي تحفظ وتروى منذ ١٨٢ سنة بدون أن تسجل في كتاب أو في ديوان يقول الشاعر. الا ياالله ياعالم بسري ويا عالم بما يخفيه صدري ويا من تنزل الارزاق تجري مدام الروح تنزل من سماها إله فايت عنا قريب لمن يدعوه مستمع مجيب ولا سائل لسبحانه يخيب إذاما دعاه في حاجة قضاها وذا الرزق الوسيع وذا الجلالي عريض الجاه سائله ينالي وليس له بنون ولا كلالي رفع سبعا على سبع دحاها ولي ما له احد دليلا ومغنى الخلق جيلا ثم جيلا طلبتك يا مهیمن یا جليلا ذنوبي لا تحملني بلاها رجوتك لا تواخذني بفعلي إذا حملت نفسي أي حمل تدبرني على غيي وجهلي وتأمرني فاعطيها مناها اتابعها فتأمرني فأفعل الأفعال القبايح ثم أجهل فلما شانني منها فعالي فأيقنت الممات بلا محال فياأسفاه على ما قد جرى لي وكم طاوعت نفسي في هواها إلى ان يقول اجرني نجني وانظر اليا وبالعفو الوسيع اعطف عليا وجنبني عن النار الحميا وجارك لاتهبني في حماها