طالبت الصحف المصرية الصادرة اليوم العرب بأن يستعيدوا الوعي بحقيقة ما يسمى عملية السلام على مختلف المسارات ويوحدوا صفوفهم وقدراتهم ويزيلوا خلافاتهم بعد أن اثبتت التجربة الماضية أن السلام الجزئي هو الوهم بعينه. وقالت أن الولاياتالمتحدةالأمريكية حرصت على أن يرتبط طوق النجاة الذي قدمته لإسرائيل خلال حرب أكتوبر المجيدة بسياسة تعمل على تمزيق الجبهة العربية التي أسهمت في تحقيق النصر عن طريق إدخال كل طرف عربي مشارك بهذه الجبهة في مسار خاص من مفاوضات السلام بحيث تستطيع إسرائيل اللعب على مختلف المسارات لتحقيق مكاسب سياسية وجغرافية وخلق تناقضات في المصالح بين الأطراف العربية بالإضافة إلى اضاعة الوقت خلال التنقل بين مسار وآخر. وأضافت أنه في هذا الإطار يمكن تقييم التطور الحادث على المسار السوري بإطلاق مفاوضات غير مباشرة عبر الوسيط التركي في الوقت الذي نفضت فيه إدارة الرئيس الأمريكي بوش يديها من وعد إقامة الدولة الفلسطينية في حين استمرت حكومة إسرائيل في عنادها وتمسكها بالإستيطان في الضفة الغربية والقدس ولو على جثة المفاوضات. وفي الشأن اللبناني قالت الصحف أن ثمة تصور متفائل بأن الأزمة انتهت في لبنان وعاد الجميع أغلبية ومعارضة إلى المشاركة في الحكم وتوقفوا عن تعطيل حركة الدولة والناس والإقتصاد .. معربة عن اعتقادها بأن ما حدث في الدوحة أمس الأول من اتفاق بين الفرقاء اللبنانيين حول بنود حل الأزمة ليس سوى البداية على طريق طويل نحو عودة البلاد إلى حالتها الطبيعية التي غابت عنها خلال السنوات القليلة الماضية. ورأت أن النهر اللبناني قد جرت فيه منذ هذا الحادث الرهيب مياه مسممة وملوثة بل وممزوجة بالدماء بحيث لم تعد القضية خلافات سياسية بل انزلقت إلى المحرمات الوطنية والدينية وأصبح الخلاف على الهوية والتوجه والمستقبل سمة النقاش السياسي ليس بين المسئولين فقط بل بين المواطنين العاديين. ولفتت الصحف إلى أن اتفاق الفرقاء اللبنانيين على تشكيل حكومة وحدة وطنية وقانون إنتخابي وتحديد جلسة بعد غد الأحد لانتخاب رئيس جديد للبلاد وهو العماد ميشال سليمان يبقى مجرد نصوص لأن السياسيين اللبنانيين إعتادوا الإختلاف حول أمور بديهية تراضى السياسيون عليها في كل دول العالم ولذلك فإن العالم لن يندهش إذا ظهرت خلال الفترة القليلة المقبلة محاولة لعرقلة تنفيذ الإتفاق من جانب أطراف مرتبطة بهذه الدولة أو تلك. وطالبت الصحف القادة اللبنانيين بأن يحولوا لقطات الفرح والبهجة التي بثتها تليفزيونات العالم ونشرتها الصحف إلى واقع على الأرض اللبنانية من خلال التوافق على حلول سريعة للأزمات التي تراكمت نتيجة عدم اعتراف المعارضة بشرعية الحكومة .. مؤكدة أن إرتباط بعض السياسيين بالخارج أسهم بدور أساسي في تفاقم الأزمة واستعصاء حلها بما جعل من تنفيذ الإتفاق الجديد فرصة أمام هؤلاء الساسة لإثبات أن الولاء الأول والأخير بالنسبة لهم هو لبلدهم وليس لدولة أخرى. // انتهى // 0927 ت م