عقدت في العاصمة اللبنانية بيروت اليوم، ورشة العمل الإقليمية حول تطوير إحصاءات النقل ومؤشرات التنمية المستدامة ذات الصلة بالنقل في البلدان العربية، برعاية معالي وزيرة الداخلية والبلديات اللبنانية ريا الحسن، وبتنظيم من لجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، بالتعاون مع المعهد العربي للتدريب والبحوث الإحصائية (AITRS). حضر الورشة الإقليمية، نخبة واسعة من خبراء أكاديميين منتدبين من قبل مختلف الدول العربية والأجنبية تتقدمهم المملكة العربية السعودية. وألقت الوزيرة الحسن كلمة قالت فيها : "إن الإحصاءات التي توليها الإسكوا اهتماماً كبيراً، وأبرزها إحصاءات النقل تتيح توفير الصورة الدقيقة والصحيحة لصانعي السياسات، لتكون قراراتها مستندة على البيانات الصحيحة المحدثة، وذلك من شأنه أن يضع جهود التنمية المستدامة على الطريق الصحيح". ولفتت الحسن إلى أن "قطاع النقل يربط بين شركاء الإنتاج والاستهلاك ويعمق التفاعل بين المناطق، ويفعل التبادل البشري في مختلف الأصعدة، إلى جانب التطور الحضاري وتنمية الأرياف، فضلاً عن ربط دولة بدول الخارج". وأشاد المدير العام للمعهد العربي للتدريب والبحوث الإحصائية الهادي السعيدي "بالتعاون الوثيق والتنسيق بين المعهد العربي للبحوث الإحصائية والإسكوا في كل المجالات والإحصاءات في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، عاداً أنه أمر يسمح بمشاركة كل الإمكانيات الموضوعة لتوفير الدعم التقني اللازم للأجهزة الإحصائية العربية، وبخاصة في المجالات التي تشهد صعوبات في جمع وتحليل البيانات الإحصائية". وأشار إلى أن "هذه الورشة تكتسب أهميتها من ضرورة توفير معطيات إحصائية لأهداف التنمية المستدامة من قبل الأجهزة الإحصائية العربية وتبادلها مع الجميع في قطاع النقل، حيث يشهد هذا القطاع العديد من الصعوبات في جمع بياناته وتوفيرها". ورأت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة الأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا ( الإسكوا ) رولا دشتي، أنه يتعذر في قطاع النقل التخطيط والإدارة إذا لم تتوفر البيانات الأساسية الآلية المفصلة اللازمة التي توفر لواضعي السياسات أدلة يستندون عليها؛ للاطلاع على الاتجاهات السائدة في هذا القطاع، والمشاكل التي تشوبه، ويبنون توقعاتهم حول تطوره والتحديات المحدقة به" . وشددت على أن "هذه الورشة تتماهى مع إستراتيجية الإسكوا والمعهد العربي للتدريب والبحوث الإحصائية، التي ترمي لتطوير الإحصاءات الاقتصادية، بما في ذلك إحصاءات النقل ومؤشرات التنمية المستدامة في المنطقة العربية، وتهدف لمواكبة التطورات في مجالات وسائل النقل واستخدام التكنولوجيا في البنية التحتية ووسائل النقل واستخدام التطبيقات الذكية في عمليات التخطيط والتنفيذ والادارة". وعدت دشتي "تطوير قاعدة البيانات وإحصاءات النقل وسلامة المرور ضرورة حتمية لضمان تمتع الإنسان في الحياة وحماية أغلى ثروة لنا في المنطقة العربية، ألا وهي الشباب"، متطرقة إلى "حوادث المرور التي تودي بحياة الآلآف سنوياً من الشباب، وهي أرقام مخيفة تحثنا للعمل معًا على إستراتيجية إقليمية لخفض عدد الوفيات والإصابات بحوادث المرور في الدول العربية، عن طريق قاعدة بيانات توفر إحصاءات موثقة وآنية ومفصلة عن الأشخاص المعرضين لحوادث، وأوجه القصور والتجارب الناجحة". عقب ذلك بدأت جلسات عمل تستمر ليومين، تهدف إلى تقوية قدرات موظفي المكاتب الإحصائية الوطنية في البلدان العربية في التعرف على الفجوات الإحصائية، إضافة إلى مناقشة سبل تعزيز التعاون مع الشركاء الإقليميين والوطنيين لضمان اتساق ومواءمة منهجيات تجميع البيانات ونشرها مع تلك المعمول بها إقليمياً ودولياً، وتبادل المعارف عن أفضل الممارسات والدروس المستفادة في مجال جمع بيانات النقل ونشرها .