نائب أمير عسير: الخطاب الملكي يعكس ثقل المملكة السياسي وتجسيدها للإنسانية    أوقية الذهب تصعد الى 3645.04 دولار    نائب أمير منطقة عسير يتوّج المنتخب السعودي تحت 19 عامًا بكأس الخليج في نسخته الأولى    وزير الداخلية لنظيره القطري: القيادة وجهت بتسخير الإمكانات لدعمكم    أرامكو تصدر صكوكاً دولارية دولية    إسهاماً في تعزيز مسيرة القطاع في السعودية.. برنامج لتأهيل «خبراء المستقبل» في الأمن السيبراني    «الفطرية»: برنامج لمراقبة الشعاب المرجانية    وزير الدفاع لرئيس وزراء قطر: نقف معكم وندين الهجوم الإجرامي السافر    200 شخص اعتقلوا في أول يوم لحكومة لوكورنو.. احتجاجات واسعة في فرنسا    السعودية ترحب وتدعم انتهاج الحلول الدبلوماسية.. اتفاق بين إيران والوكالة الذرية على استئناف التعاون    المملكة تعزي قطر في وفاة أحد منسوبي قوة الأمن الداخلي جراء الاعتداء الإسرائيلي الآثم    إثارة دوري روشن تعود بانطلاق الجولة الثانية.. الاتحاد والهلال يواجهان الفتح والقادسية    هوساوي: أعتز برحلتي الجديدة مع الأهلي    الدليل «ترانسفير ماركت»    أكد أن النجاحات تحققت بفضل التعاون والتكامل.. نائب أمير مكة يطلع على خطط طوارئ الحج    نائب أمير منطقة مكة المكرمة يستقبل رئيس فريق تقييم أداء الجهات الحكومية المشاركة في تنفيذ الخطة العامة للطوارئ    منافسة نسائية في دراما رمضان 2026    معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2025.. موروث ثقافي يعزز الأثر الاجتماعي والحراك الاقتصادي    نائب أمير المنطقة الشرقية: الخطاب الملكي الكريم خارطة طريق لمستقبلٍ مشرق    اليوم الوطني.. نبراس للتنمية والأمان    حساب المواطن ثلاثة مليارات ريال لمستفيدي شهر سبتمبر    فيلانويفا يدافع عن قميص الفيحاء    باتشيكو حارساً للفتح    واشنطن تستعد لتحرّك حازم ضد موسكو    سكان غزة.. يرفضون أوامر الإخلاء ومحاولات التهجير    هيئة الشرقية تنظّم "سبل الوقاية من الابتزاز"    الكشافة السعودية تشارك في الجامبوري العالمي    مبادرات جمعية الصم تخدم ثلاثة آلاف مستفيد    العراق: الإفراج عن باحثة مختطفة منذ 2023    الفضلي يستعرض مشروعات المياه    "التعليم" توقع اتفاقية "الروبوت والرياضات اللاسلكية"    «آسان» و«الدارة» يدعمان استدامة التراث السعودي    «سلطان الخيرية» تعزز تعليم العربية في آسيا الوسطى    «الحج والعمرة» تُطلق تحدي «إعاشة ثون»    التأييد الحقيقي    "الشيخوخة الصحية" يلفت أنظار زوار فعالية العلاج الطبيعي بسيهات    إنقاذ حياة مواطنَيْن من تمزّق الحاجز البطيني    2.47 تريليون ريال عقود التمويل الإسلامي    59% يفضلون تحويل الأموال عبر التطبيقات الرقمية    الهجوم الإسرائيلي في قطر يفضح تقاعس واشنطن ويغضب الخليج    هل توقف العقوبات انتهاكات الاحتلال في غزة    المكملات بين الاستخدام الواعي والانزلاق الخفي    مُحافظ الطائف: الخطاب الملكي تجسيد رؤية القيادة لمستقبل المملكة    الأمير فهد بن جلوي توَّج الملاك الفائزين في تاسع أيام المهرجان    تعليم الطائف يعلن بدء استقبال طلبات إعادة شهادة الثانوية لعام 1447    السبع العجاف والسبع السمان: قانون التحول في مسيرة الحياة    فضيلة المستشار الشرعي بجازان: " ثمرة تماسك المجتمع تنمية الوطن وازدهاره"    نائب أمير منطقة تبوك يستعرض منجزات وأعمال لجنة تراحم بالمنطقة    ختام بطولات الموسم الثالث من الدوري السعودي للرياضات القتالية الإلكترونية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل رئيس وأعضاء جمعية الوقاية من الجريمة "أمان"    البرامج الجامعية القصيرة تمهد لجيل من الكفاءات الصحية الشابة    أمير المدينة يلتقي العلماء والمشاركين في حلقة نقاش "المزارع الوقفية"    أحلام تبدأ بروفاتها المكثفة استعدادًا لحفلها في موسم جدة    نيابة عن خادم الحرمين.. ولي العهد يُلقي الخطاب الملكي السنوي لافتتاح أعمال الشورى في الدور التشريغي 9 اليوم    "التخصصي" يفتتح جناح الأعصاب الذكي    إنتاج أول فيلم رسوم بالذكاء الاصطناعي    مجلس الوزراء برئاسة ولي العهد: سلطات الاحتلال تمارس انتهاكات جسيمة ويجب محاسبتها    أهمية إدراج فحص المخدرات والأمراض النفسية قبل الزواج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي

أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي المسلمين بتقوى الله عز وجل.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام : "فمما يطلبه المؤمن ويسعى في تحصيله العلم النافع؛ فقد كان نبينا يسأل ربَّه بقوله: "اللهم إني أسألك علماً نافعاً" وبقوله : اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علمًا"، وفي الحديثين من التوجيهات أنه لا يُطلبُ من العلم إلا النافع، وفيهما أيضا تعليم للأمة أن يسألوا الله أن يعلمهم ما ينفعهم بل قد جاء الحث مصرحا به في قوله: "سلوا الله علماً نافعاً "، ولا يكتفي العبد بسؤال الله العلمَ النافع بل يطلب الزيادة منه كما قال عز وجل: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾، أي ربِّ زدني علماً إلى ما علمتني، فأمر نبيه بمسألته من فوائد العلم ما لا يعلم، ولم يأمره سبحانه بطلب الزيادة في شيء إلا في العلم، وفي هذا دلالة واضحة على فضيلة العلم، وأنه أفضل الأعمال، فلم يزل صلى الله عليه وسلم في الزيادة والترقي في العلم حتى توفّاه اللَّه تعالى.
وبين الشيخ فيصل غزاوي أن أفضل العلوم على الإطلاق هو العلم بالله، حيث قال ابن رجب رحمه الله : أفضل العلمِ العلمُ بالله، وهو العلم بأسمائه وصفاته وأفعاله، التي توجب لصاحبها معرفة الله وخشيته ومحبته وهيبته وإجلاله وعظمته والتبتل إليه والتوكل عليه والرضا عنه والانشغال به دون خلقه"، وقال ابن تيمية رحمه الله: والعلم بالله يراد به في الأصل نوعان: أحدهما العلم به نفسِه، أي بما هو متصف به من نعوت الجلال والإكرام، وما دلت عليه أسماؤه الحسنى، وهذا العلم إذا رسخ في القلب أوجب خشية الله لامحالة، فإنه لابد أن يعلم أن الله يثيب على طاعته، ويعاقب على معصيته.
ولفت فضيلته الانتباه إلى أن النوع الثاني من العلم بالله يراد به العلم بالأحكام الشرعية من الأوامر والنواهي، والحلال والحرام، قال ابن القيم رحمه الله: (فالعلم بالله أصل كل علم، وهو أصل علم العبد بسعادته وكماله ومصالح دنياه وآخرته، والجهل به مستلزم للجهل بنفسه ومصالحها وكمالها وما تزكو به وتفلح، فالعلم به سعادة العبد، والجهل به أصل شقاوته، ولا سعادة للعباد ولا صلاح لهم ، ولا نعيم إلا بأن يعرفوا ربهم ويكونَ وحده غايةَ مطلوبهم، والتعرفُ إليه قرةَ عيونهم، ومتى فقدوا ذلك كانوا أسوأَ حالا من الأنعام، وكانت الأنعام أطيبَ عيشا منهم في العاجل وأسلمَ عاقبةً في الآجل).
وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام أنه بحسب معرفة العبد بربه يكون إيمانه، فكلما ازداد معرفة بربه ازداد إيمانه ، وكلما نقص نقص قال صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أَنَا) حيث يستفاد منه أنه كلما كان الرجل أقوى في معرفة ربه، كان أقوى في دينه وكونه عليه الصلاة والسلام أعلمَنا بالله يتضمن أن علْمَه بالله أفضلُ من علم غيره به، وإنما زاد علمه بالله لزيادة معرفته بتفاصيل أسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه وعظمته وكبريائه وما يستحقه من الجلال والإكرام والإعظام، ولكون علمه بالله مستندا إلى عين اليقين، فلما زادت معرفة الرسول بربه زادت خشيته له وتقواه، فإن العلم التام يستلزم الخشية, كما قال تعالى: ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء )، وقال أَحْمَدُ الأَنْطَاكِيُّ رحمه الله : "مَنْ كَانَ بِاللَّهِ أَعْرَفَ كَانَ مِنَ اللَّهِ أَخْوَفَ"، فمن كان بالله وبأسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه أعلمَ كان له أخشى وأتقى، وإنما تنقص الخشية والتقوى بحسب نقص المعرفة بالله.
وأكد فضيلته أن العلم بالله وعبادته قضيتان متلازمتان لا تنفك إحداهما عن الأخرى وأمران مطلوبان لأنفسهما مقصودان لذاتهما لا يقوم أحدهما مقام الآخر، دل ذلك قوله تعالى : (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك)، (فاعلم) أمر بالعلم (واستغفر) أمر بالعمل، والعلم بأمر الله؛ أي العلم بحدود الله وأحكام شريعته من الحلال والحرام، إنما يطلب في الحقيقة بباعث العلم بالله تعالى، فيريد العبد أن يرضيه ويطيعه ويتبع أمره فيقبل على هذا العلم ليتبع أمر الله ويجتنب مساخطه، وبهذا يكون العلم بأمر الله دالاً على العلم بالله، وأما إن طلب هذا العلم لغير وجه الله فلا شك أنه يعود وبالاً على صاحبه، مستدلاً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عَرَضاً من الدنيا لم يجد عَرْفَ الجنة يوم القيامة) يعني ريحَها, قال الأوزاعي رحمه الله : سأل رجل ابن مسعود رضي الله عنه: أيُّ العمل أفضل؟ قال: العلم، فكرر عليه ثلاثاً، كل ذلك يقول العلم، ثم قال: (ويحك إن مع العلم بالله ينفعك قليل العلم وكثيره، ومع الجهل بالله لا ينفعك قليل العمل ولا كثيره).
وقال فضيلته : "إن أعظم علم ينفع الإنسان في عاجله وآجله هو العلم بالله تعالى وبما يرضيه؛ فأعظم الجهل وأشده وأشنعه الجهل بالله تعالى وبدينه الذي ارتضاه لعباده، ومن عطل عقله عن تحصيل ما ينفعه من العلوم الشرعية التي بها يقيم دينه، ويعبد ربه فهو من الجاهلين، ولو كان مبرزا في علوم ا لدنيا؛ إذ إن أضر شيء على العباد أن يجهلوا ما ينفعهم وما يضرهم، وما يقربهم من الله تعالى وهو الإيمان به وطاعته، واتباع رسله؛ ولذلك امتدح الله تعالى العلم والعلماء، وذم الجهل وأهله، وأخبر أن أهل العلم وأهل الجهل لا يستويان أبدا مستدلاً بقوله تعالى (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ)، والجهل بالله تعالى وبدينه وبالحساب يوم القيامة من أعظم ما يعيق المرء عن الاستجابة للحق، ويدفعه إلى الوقوع في المحرمات والمعاصي، من عرف الله حق معرفته وآمن بصفاته الكاملة وقدرته التامة عصمه إيمانه من شرك العبادة، إذ لا يبتلى به إلا من لم يقدُر الله حق قدره فقد ذم الله تعالى عدمَ توقير طائفة من عباده له فقال تعالى : (ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز) فالمشركون لم يؤمنوا بقدرة الله عليهم، فلم يقدروه حق قدره.
وحذر فضيلته من موجة الإلحاد التي اجتاحت بلاد العالم فاكتسبت أنصارا وشهدت تمددا حتى زحفت نحو بلاد المسلمين وخاصة الشباب فعصفت بقلوب من جهلوا ربهم ولم تتأسس معرفته في نفوسهم وتسللت إلى عقولهم وفكرهم فجعلتهم حيارى متذبذبين بل قد أفضى ذلك ببعضهم إلى إنكار الرب وهجر العبادات وانقطاع الانتماء لمجتمعهم المسلم حاملين ثقافة دخيلة مستوردة قائمة على الشك وناقمة على الثقافة الإسلامية، وأن هذه الموجة الإلحادية تستدعي - من باب النصح للأمة ونصرة الحق - قيامَ أهل العلم بواجبهم في التصدي لها دحرا لجهود حاملي لوائها وكشفا لحقائقهم، فدعاة الإلحاد يحرصون على نشر باطلهم لدى الفتيان والفتيات خاصة؛ فيُخاف على افتتان الشباب بهم أكثر مما يخاف من غيرهم من دعاة الباطل؛ فإنهم لا يألون جهدًا في بث الإلحاد بأساليب شتى وصور مختلفة، فكان ضررهم أكثر وتأثيرهم أكبر.. ذلك أن فكر الإلحاد يعني في مضمونه ميل الإنسان عن فطرة الألوهية والتدين وعن المنهج الحق الذي أمره خالقه باتباعه، والمسلم بحاجة إلى أن تستقر معاني توحيد الربوبية في نفسه لأنه هو معرفة الله تعالى، وهو أصل الدين، فقضايا توحيد الربوبية تخفى على كثير من عوام المسلمين.
وأكد فضيلة الشيخ غزاوي على وجوب حماية مجتمعنا وشبابنا من هذا الخطر العظيم الداهم وهو الكفر بالله جل وعلا خاصة في مثل هذا الزمن الذي تعرض فيه موجات الإلحاد لبعض من لم يتعلم العقيدة الصحيحة ولم يتشبع منها وضعف تعظيم الله في نفسه، من خلال تأصيل هذه المسألة العقدية العظيمة وتفصيلِها بعرض دلائل توحيد الله في ربوبيته وإثبات وجوده وتبسيطها للناس والتعريف بها والتأكيد عليها، بما يكون حصنا حصينا للقلوب عن وقوع الشك والريب فيها فلا تنطلي عليها شبهات وأوهام أهل الضلال مشددا على أهمية دور المصلحين في هذه الأمة إذا جاءت الآيات التي فيها ذكر الله وذكر عظمته أن يرققوا القلوب بها ذلك أن عدم العناية اللازمة بقضية الربوبية يؤدي إلى تنامي ظاهرة الإلحاد وإنكار وجود الرب تقدس وتعالى.
وأفاد الشيخ غزاوي أن القلوب إذا لم يحركها حادي معرفةِ الله عز وجل وتعظيمُه، فإن العطب سيتمكن منها، والران سيكسوها، فأيَّ شيء يريده قلبٌ لم يتعرف على الله عز وجل، فالحياة المادية إذا استغرق فيها العبد وابتعد عن تذكير قلبه بمعرفةِ الله فإنه ولا شك سيستجلب الهموم والغموم، ويبتعد عن التوفيق، بل وعن لذة الحياة، فأيُّ لذة في حياة من لم يتعرف على الله، أو غفل عن سبل معرفته، وإذا كان مقررا عندنا أهميةُ معرفة الله عز وجل والثمرة التي يجدها المرء في ذلك فالسؤال المهم الذي يتبادر إلى الذهن وينبغي أن يكون شغلنا الشاغل، كيف نتعرف على الله عز وجل، ومجملُ الجواب عن ذلك هو أن نتدبر القرآن الكريم كلام الله عز وجل، ونعيشَ مع أسمائه الحسنى وصفاته العليا، ونتعلمها، ونتدبر معانيها وآثارها، ونكثر من العبادة وخصوصا عبادة التفكر والتقرب إلى الله عز وجل بأنواع العبادات، ذلك أن العلم بالله وعبادته هما الغاية من وضع الكعبة البيت الحرام للناس ببكة, مستشهداً بقوله تعالى : (جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض وأن الله بكل شيء عليم) فأخبر الله سبحانه أنه خلق الخلق ووضع بيته الحرام والشهر الحرام والهدي والقلائد ليعلم عباده أنه بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير فقال: (الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما) فدل على أن علم العباد بربهم وصفاته وعبادته وحده هو الغاية المطلوبة من الخلق والأمر، ومن عرف الله وقدره حق قدره عظمه وعظم ماعظمه سبحانه قال تعالى: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)، فالمعظم لها يبرهن على تقواه وصحة إيمانه، لأن تعظيمها تابع لتعظيم الله وإجلاله فحري بمن عرف الله أن يعظم ما عظم الله وأن يستشعر شرف الزمان وشرف المكان فلا يتعدى حدوده ولا يرتكب محارمه.
// يتبع //
14:36ت م
0046
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

عام / خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي / إضافة أولى واخيرة
وفي المدينة المنورة أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم في خطبة الجمعة اليوم بتقوى الله ، فمن أتقى ربه نجا ومن أعرض عن ذكره هوى.
وذكر فضيلة الشيخ القاسم أن من صفات الله الموجبة لخشيته والخوف منه تعالى صفة الغضب فالله يغضب ويرضى لا كأحد من الورى وعقيدة سلف هذه الأمة إثبات ما نطق به الكتاب والسنة ولكل صفة أثرها في الخلق فالشقاء كله عاقبة من غضب الله عليه إذ قال تعالى (( ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى أي هلك ))، مبينا أن صلاح المجتمع في صلاح الباطن والظاهر ومن أبطن سوءا وأظهر خلافه فقد ساء ظنه بالله ولحقه غضبه لقوله تعالى (( ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا )) , والرسل عليهم السلام صفوة الخلق ومن آذاهم استحق أِشد الغضب من الله حيث قال عليه الصلاة والسلام " أشتد غضب الله على قوم دموا وجه نبيِ الله ".
وقال إمام وخطيب المسجد النبوي : إن الله عظم من حق الوالدين لعظيم قدرهما وجعل رضاه في رضاهما وسخطه في سخطهما , قال عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما " رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد " ، مبينًا أن اللسان ميزان العباد وكلمة قد تكون سبب فلاح العبد أو هلاكه إذ قال عليه الصلاة والسلام " إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عليه سخطهُ إلى يوم يلقاه ".
وأكد أن الطاعة جالبة لرضى الرحمن وبها ينال العبد رحمته , قال تعالى (( ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون )) , ومن سعة رحمة الله أنها تسبق غضبه لقوله صلى الله عليه وسلم " إن الله كتبَ كتاباً قبل أن يخلق الخلق : إن رحمتي سبقت غضبي فهو مكتوبٌ عنده فوق العرش ".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.