وزير الحرس الوطني يرعى تخريج 2374 طالباً وطالبة من «كاساو»    السوق السعودية ضمن أول 10 دول في العالم المملكة أكثر الاقتصادات تسارعاً آخر 6 سنوات    26 % ارتفاع أعداد الركاب في المطارات لعام 2023    الصمعاني يشارك في قمة رؤساء المحاكم في دول G20    قمّة المنامة دعامة قوية للتكامل العربي والسلام الإقليمي    بمشاركة 11 دولة.. ورشة لتحسين نظم بيانات المرور على الطرق    أفضل الإجراءات وأجود الخدمات    5 استخدامات ذكية ومدهشة يمكن أن تقدمها القهوة    النفط يرتفع.. و"برنت" عند 82.71 دولاراً للبرميل    بايدن سيستخدم "الفيتو" ضد مشروع قانون يلزمه بإرسال الأسلحة لإسرائيل    جناح طائرة ترامب يصطدم بطائرة خاصة في مطار بفلوريدا    سعود بن بندر يثمّن جهود هيئة النقل    الاتحاد الأوروبي يوسع العقوبات على إيران    أمير القصيم: تطوير القدرات البشرية يحظى بعناية كبيرة من القيادة    خادم الحرمين يرحب بضيوف الرحمن ويوجه بتقديم أجود الخدمات    سفيرة المملكة في واشنطن تلتقي الطلبة المشاركين في آيسف    أمير تبوك ينوه بجهود القيادة في خدمة ضيوف الرحمن    «الداخلية» و«سدايا» تطلقان جهازاً متنقلاً لإنهاء إجراءات المستفيدين من مبادرة «طريق مكة»    إطلاق مبادرة «دور الفتوى في حفظ الضرورات الخمس»    سعود بن نايف: رؤية المملكة أسهمت في تحسين جودة الحياة    وزارة لتشجيع زيادة المواليد بكوريا الجنوبية    واتساب تطلق تصميماً جديداً    الوجه الآخر لحرب غزة    المجون في دعم كيان صهيون    الاحتراف تحدد مواعيد تسجيل اللاعبين في دوري روشن و"يلو"    المان سيتي يكسر عقدة ملعب توتنهام الجديد وينفرد بصدارة الدوري الإنجليزي    الهلال والنصر.. والممر الشرفي    ريال مدريد يحتفل بلقب الدوري الإسباني بخماسية في شباك ديبورتيفو ألافيس.. وفينيسيوس يُسجل هاتريك    كأس إيطاليا بين خبرة اليوفي وطموح أتالانتا    لجلب صفقات من العيار الثقيل.. النصر يعتزم الاستغناء عن 3 أجانب    في ختام الجولة 32 من دوري" يلو".. الصفا يستقبل الجبلين.. والعدالة في مواجهة العين    رموز رياضة المدينة    إعفاءات.. جمركية بالأسوق الحرة    صحة نباتية    أهمية الاختبارات الوطنية «نافس» !    شرطة الرياض تقبض على مروجي حملات حج وهمية    الهواء داخل السيارة يحتوي مواد كيماوية ضارة    حالة مطرية في معظم المناطق حتى السبت    وزير العدل يبحث مع رئيس المحكمة العليا في أستراليا سُبل تعزيز التعاون    الملك سلمان: خدمة الحرمين ورعاية قاصديهما من أولويات المملكة    بلادنا وتحسين إنتاجية الحبوب والفواكه    أمير تبوك يثمّن إهداء البروفيسور العطوي جامعة تبوك مكتبته الخاصة    انطلاق برنامج الرعاية الأكاديمية ودورة البحث العلمي في تعليم الطائف    ..أنيس منصور الذي عاش في حياتنا 2-1    مكانة بارزة للمملكة في عدد مقاعد «آيسف»    تمكين المواهب وتنشيط القطاع الثقافي في المملكة.. استقبال 2200 مشاركة في مبادرة «إثراء المحتوى»    محتوى الغرابة والفضائح !    ليس لأحد الوصول    طموحنا عنان السماء    الأمن والاستقرار    ترأس اجتماع لجنة الحج بالمنطقة.. أمير تبوك يؤكد اهتمام القيادة براحة ضيوف الرحمن    حمام الحرم.. تذكار المعتمرين والحجاج    تفقد محطة القطار ودشن «حج بلياقة».. أمير المدينة المنورة يطلع على سير الأعمال بالمطار    نائب أمير مكة يستقبل عدد من اصحاب السمو والمعالي والفضيله    ( قلبي ) تشارك الهلال الأحمر الاحتفاء باليوم العالمي    الكلام أثناء النوم ليس ضاراً    تأثير العنف المنزلي على الأطفال    مواد كيميائية تسبب السرطان داخل السيارات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي

أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور خالد الغامدي المسلمين بتقوى الله وخشيته في السر والعلانية فليس الإيمان بالتحلي ولا بالتهني ولكن بما وقر في قلب العبد من خشية الله وتقواه والكف عن محارمه وهواه , قال تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) .
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام : إن من العوامل التي كتب الله بها الخلود والبقاء والدين والإسلام وضمن له الحفظ والصيانة من التحريف والتبديل أن جعله سبحانه قائماً على أصول ثابته وأركان متقنة ومحكمات مشيدة كفلت لدين الاسلام أن يبغى عزيزا شامخاً ثابتاً ثبوت الرواسي بل أشد مع كل ما تعرض له هذا الدين من عاديات الزمن والمحاولات الحاقدة من الأعداء التي مارسوها ضده لهدمه ونقضه وتشويهه أو صهره وتذويبه منذ فجر الإسلام وإلى عصورنا هذه المتأخرة التي يشهد العالم فيها هذا الانفتاح الفكري والثقافي والإعلامي الهائل الذي يشكل في الحقيقة حالة فريدة لم تحصل في تاريخ البشرية قط , وقد أسهم هذا الانفتاح الهائل في عبور آلاف الأفكار المضادة والآراء المتطرفة والثقافات الوافدة والقيم الغريبة على المجتمع المسلم التي كان لها تأثير لا ينكر على عقول وقلوب فئات من الناس مما فتح الباب على مصراعيه لفتن الشبهات والشهوات أن تنخر في الأمة بغية إضعافها وتجريدها من الوصف العظيم الشريف الذي وصفها الله بها في قوله عزوجل (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) , ( وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) .
وأضاف : إن الاعتصام بمحكمات الشريعة وثوابتها المحكمة أصبح اليوم أكثر ضرورة من ذي قبل فالمسلمون بأمس الحاجة إليها وإلى تعلمها ودراستها وإشاعتها بين أفراد المجتمع وبناء الخطاب العلمي الدعوى والفكري والاعلامي عليها , ويوم أن كانت محكمات الشريعة وأصولها حاضرة في أذهان المسلمين الأوائل سلمت لهم عقائدهم وأخلاقهم وقيمهم وعاشوا في أمن فكري وعقدي ومجتمعي متيقظين لكل الواردات والآفات الوافدات , واستطاعوا أن يحافظوا على حوزة الدين ونقائه وحيويته من أن تطمسها تحريفات المبطلين وتأويلات أهل الأهواء وانتحال الغالين حتى وصل إلينا الإسلام نقياً صافياً غضاً طرياً.
وأكد امام وخطيب المسجد الحرام أن الاجتماع على كلمة محكمات الشريعة والدعوة إليها وتربية الصغار قبل الكبار عليها وحث الناس على التفقه بها والاعتصام بها هو واجب على كل العلماء والدعاة والمعلمين والمربين ومن تسنم منابر التوجيه في كل الوسائل , فالأمة اليوم تتعرض لهجوم وعدوان غير مسبوق على عقيدتها وفكرها وثقافتها وهويتها وهذه المحكمات والثوابت إذا رسخت في القلوب والعقول ونشأت عليها الناشئة فإنها من أعظم الأسباب التي تحفظ الأمة من ضياع الهوية وفقدان التوجيه الصحيح والتخبط بين أهواء البشر ورغباتهم وتحمي عقيدتها وأصولها في التلقي والاستدلال من عبث العابثين والمفسدين .
// يتبع //
14:19ت م

عام / خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي / إضافة أولى
وقال فضيلته : إنه لا ريب أن محكمات الشريعة من أجلّ الوسائل في حصول الأمن العقدي والفكري والنفسي والاجتماعي بين أفراد الأمة بما تحمل في ثناياها من خصائص الوضوح والبرهان والطمأنينة والسكينة والألفة والمحبة والاجتماع التي تكفل بإذن الله تحقيق مقاصد البعث النبوية وحكم التشريع وغاياته فالنبي عليه الصلاة والسلام إنما بعث بالحنيفية السمحة والشريعة المحكمة لكي يتمم صالح الأخلاق ومكارم الآداب والمرؤءات, وإن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد الإ غلبه ومن هنا كان الواجب الابتعاد عن كل الوسائل والأساليب التي تخالف المحكمات ولا تصلح أن تكون أصلاً وكلية تجتمع حولها الأمة بل تثير العامة وتدخل اللبس والفتنة عليهم لأن من خصائص محكمات الشريعة أنها تجمع الأمة وتقرب بين أفرادها وتمنع من الفتنة والزيغ والاختلاف المذموم وإن تربية الأمة على ثوابت الدين ومحكمات الشريعة يعصم بإذن الله من الفوضى الفكرية والاخلاقية ويحمي من التدين المغشوش والتلون في دين الله والتنقل بين أقوال الرجال وأهوائهم الذي أضر كثيراً وأفسد كثيراً وشوه صورة الإسلام الصافية النقية السمحة .
وبين أن من ثوابت الشريعة ما ورد في الوصايا العشر في آخر سورة الأنعام ،والمناهي العشر في أوائل سورة الإسراء والجمل العشر في سورة الشورى ،والأخلاق والآداب العامة في سورة النور والحجرات والآيات والأحاديث التي تأمر بالحجاب والستر والعفاف التي ندرأ بها كثيرا من الفتن والشبهات ، ومن ثوابت الدين أن من دخل في الإسلام بيقين فلا يخرج منه إلا بيقين فلا يجوز إطلاق التكفير على المسلم إلا بتحقيق الشروط وانتفاء الموانع ، والنصوص التي تأمر بطاعة ولاة الأمر في المعروف وتحريم الخروج عليهم والصبر على جورهم وعدم منازعتهم الأمر من الأصول المحكمة التي تحفظ استقرار المجتمعات وتحميها من تهور الجهلاء وسفه الحمقى والأغرار ، والنصوص التي تأمر بالاجتماع والوحدة والألفة والمحبة والأخوة الإيمانية ولزوم جماعة المسلمين وإمامهم وتحذر من التنازع والخلاف المذموم من أجل محكمات الشريعة التي تدرأ عن الأمة فتن الأحزاب والجماعات والخصومات والتصنيفات .
وأردف فضيلته قائلا : اعتصموا بهذه المحكمات والثوابت فهي حبل الله المتين , واجتمعو عليها وتدارسوها وعلموها أنفسكم وأبناءكم وأهليكم فإنها النجاة والعصمة والفلاح , وعليكم بسنة سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام وسيرته العطرة المباركة واعملوا بها وانشروها وأحيوها وعطروا بها مجالسكم , فإن السنة النبوية والسيرة المصطفوية أعظم شارح لآيات القرآن المحكمة تبين مجملها وتشرح مقاصدها , وتقيد مطلقها, وعليكم بالعلم النافع وهو العلم بالله والعلم بأمر, وإياكم والتبدع والتنطع والتعمق وعليكم بالأمر العتيق والهدي الأول القائم على الوسطية والاعتدال والسماحة , وعليكم بفقه الصحابة وعلومهم واقتدوا بآثارهم فهم أفضل الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم .
// يتبع //
14:19ت م

عام / خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي / إضافة ثانية
وفي المدينة المنورة تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي عن معجزة الإسراء بالرسول صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى, حين عرج به إلى السماء, مؤكداً أن في هذه المعجزة تتجلى قدرة الله تعالى وعظمته, وصدق رسالة نبي الهدى, كما تتبيّن عظمة بيت المقدس ومكانته وقدسيته عند المسلمين, إذ قال الله تعالى "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى? بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا".
واستهل فضيلته خطبة الجمعة , مبيناً أن الله تعالى يمجّد نفسه ويعظّم شأنه لقدرته على ما لا يقدر عله أحد سواه, فتجلّت قدرته سبحانه في تلك الرحلة العجيبة والمعجزة الخالدة التي حيّرت العقول, وأذهلت الألباب لأنها خارجة عن مألوف البشر, وهي الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في مسافة شاسعة, رأى فيه عظيم آيات الله وجلال ملكوت الربّ ثم عاد في نفس الليلة.
وقال فضيلته, إنها أعظم آيات النبوة وأجل معجزاتها, فيها حكم وأحكام, ودروس بليغة عظام, رحلة اختص الله بها خليلة وصفيه محمداً صلى الله عليه وسلم من البيت الحرام إلى بيت المقدس موطن النبوات, وأولى القبلتين, تشريفاً لقدره وتعظيماً لمكانه, وتجديداً لعزيمة نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم وثباته, معجزة حيّة ربانية حملت بشراً إلى عالم السماء وأعادته إلى الأرض, فالكون كله في قبضته, لا إله غيره, ولا رب لنا سواه.
وبيّن أن عظمة الإسلام تتجلى في الإسراء, وأنه الدين الذي جمع الله فيه شرائع من كان قبلهم, وهو الختام لكل الشرائع, إذ وثّقت الرحلة آصرة الأخوة بين الأنبياء وأن رسالتهم جميعاً واحدة, وكلما حلّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بسماء يستقبل فيها بقولهم (مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح) , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة والأنبياء إخوة لعلات, أمهاتهم شتى ودينهم واحد).
وقال إمام وخطيب المسجد النبوي : إن كل الأنبياء أدركوا رسولنا محمداً صلى الله عليه وسلم لوجب عليهم الإيمان به واتباعه ونصرته, وكان هو إمامهم ومتبوعهم, قال صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ( لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي), كما قال تعالى " وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ? قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى? ذَ?لِكُمْ إِصْرِي ? قَالُوا أَقْرَرْنَا ? قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ".
وذكر أن الأنبياء اجتمعوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم على الصلاة في المسجد الأقصى لعلو مرتبته وجلالة قدره وأنه أفضل الأنبياء وسيدهم, كما جاء في الحديث الذي وصف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم رحلة الإسراء (فإذا موسى قائم يصلي فإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة, وإذا عيسى ابن مريم عليه السلام قائم يصلّي, أقرب الناس به شبهاً عروة بن مسعود الثقفي, وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يصلي, أشبه الناس به صاحبكم - يعني نفسه - فأقمت الصلاة فأممتهم), وأشار فضيلته أن هذا السلوك العظيم يحفّز دعاة الحق على أن يقتدوا بالأنبياء - عليهم السلام - ويجتمعوا على الطاعة والبر والتقوى, وينبذوا أسباب الخلاف والفرقة.
واستطرد الثبيتي قائلا : إن القدرة العجيبة التي انتقل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى تشبه سرعة انتشار الإسلام وبلوغه أًقاع الأرض, فهو دين يملأ الآفاق, ,يتخطى السدود والحدود, فقد انتشر الإسلام في الصدر الأول انتشاراً يكاد يكون معجزة ويجيء انتشاره في وقتنا الحاضر ليؤكد معجزة من معجزات الرسول صلى الله عليهوسلمم الذي قال لعدي بن حاتم : (فوالذي نفسي بيده ليتمنّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه) وقال عليه الصلاة والسلام : ( إن الله زوا لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها), وقال : ( ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار حتى لا يترك الله بيت مدرٍ ولا وبرٍ إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز وبذل ذليل).
وأشار فضيلته إلى أن انتشار الإسلام في طول الأرض وعرضها بشهادة المناوئين وأقلامهم, ويأتي انتشار الإسلام لسماحة تشريعه ويسر أحكامه, ولأنظمته العادلة وسعة رحمته الغامرة, حتى مع الأعداء فإنه لا يمارس التدمير أو الظلم أو الإبادة أو الانتقام, قال تعالى " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ".
وقال : عرج برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السموات العلى ونال هذه المرتبة السنية لشرف مقام العبودية التي تمثّلت في شخصه صلى الله عليه وسلم ولشرفها وصفه ربه بالعبودية في أعلى مكان وأجلّ مقام, قال تعالى : " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى? بِعَبْدِهِ", وتقرأ في رحلة الإسراء والمعراج التأكيد العميق على الارتباط الوثيق بين المسجد الحرام وهذا المسجد النبوي والمسجد الأقصى, وفي ذلك إشارة للأمة أن لا تفرط في المسجد الأقصى لمكانته وقدسيته وبركته.
// يتبع //
14:19ت م

عام / خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي / إضافة ثالثة واخيرة
وأورد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الأحاديث الدالة على عظمة المسجد الأقصى, إذ قال أبو ذر رضي الله عنه : (قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام, قلت : ثم أي ؟ قال : ألمسجد الأقصى, قلت كم بينهما؟ قال : أربعون سنة ), وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد, المسجد الحرام, ومسجدي هذا, والمسجد الأقصى). أخرجه البخاري.
وبيّن فضيلته أن المسجد الأقصى بتاريخه وفضائله يوقد في المسلمين مشاعر الوحدة, ويقوّي رابطة الأخوة لنصرته وتطهيره من أوضار الشرك والضلال, مؤكداً أن قضية الأقصى ستبقى حية في نفوس أبناء هذا الدين, لا يزعزع اعتقادنا بذلك إنكار المنكرين وافتراءات المعتدين.
وذكر أن الإسراء والمعراج يُعلمنا أن الحق ظاهر ومنصور, مهما علت دعاوى الباطل, وكثرت ادعاءاته, فالباطل مهتزة أركانه, ضعيف كيانه, سريع هلاكه, زاهق بنيانه, فقال تعالى " بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ" , مستشهداً بأن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وحول البيت ثلاثمائة وستون صنماً, فجعل يطعنها بعود بيده ويقول : "جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ? إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًاً".
وأردف فضيلته قائلا : نستلهم من معجزة الإسراء درساً بليغاً يتجلى في معية الله لعباده ونصره ورعايته لمن تمسّ: بحبله وهديه, معية الحفظ والتوفيق والنصر والتأييد والتمكين, وهذا يضمّد جراح المخلصين المرابطين الباذلين مهجهم دفاعاً عن حياض المسلمين, وليعلم المتربصون المتآمرون أن قدره سبحانه يتعدى الأسباب, لينصر المؤمنين وإن كانوا قلة, فينصر الله المؤمنين الواثقين بوعده, قال تعالى " كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ? وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ".
وأضاف : وإذا كان القدس والمسجد الأقصى محل اهتمام قلوب المسلمين فقد وجب عليهم التضرّع لله بأن يحفظه من كل تدنيس, والدعاء لأهل فلسطين بالثبات والنصر, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما على الأرض مسلم يدعوا الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدعُ بمأثم أو قطيعة رحم, فقال رجل من القوم إذا نكثر الدعاء, قال صلى الله عليه وسلم : الله أكثر).
وذكر أن أبي بكر الصديق رضي الله عنه حينما جاء المشركون إليه صبيحة ليلة الإسراء ليخبروه أن صاحبه يزعم أنه أسري به من مكة إلى بيت المقدس ثم عاد في ذات الليلة, ظناً منهم أنه سيكذب صاحبه, فقال كلمته المشهورة وقاعدته المأثورة : (إن كان قال فقد صدق), والمشركون أنفسهم يعلمون من سيرته أنه الصادق الذي لا يكذب, والمصدوق الذي لا يكذب, فهذا التصديق الراسخ في قلب أبي بكر رضي الله عنه ثمرة الإيمان, وحين تذبذب الإيمان واهتز اليقين في زماننا نشأ من بني جلدتنا من يشكك في هذا الدين ويتمرّد على الثوابت, ويهاجم نصوص القرآن ويكذّب سنة وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجعل عقله القاصر حاكماً على نصوص الوحيين, أما المؤمنون الذين يكن الإيمان قلوبهم واطمأنت به نفوسهم فيتمثلون قول الشافعي - رحمه الله - (آمنا بالله وبما جاء عن الله على مراد الله وآمنا برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.