بعد أربعة أعوام من إنجاز المنتخب الإيطالي الذي أصبح حينها بطل العالم للمرة الرابعة في تاريخه، اعتزل عدد كبير من اللاعبين وتأثر مستوى بعضهم الآخر، إلا أن الحارس جيانليجي بوفون لا يزال لم يفقد بريقه، وهو ما جعل كل العاشقين ل «الازوري» يضعون ثقتهم فيه لكي يقود المنتخب للحفاظ على لقب كأس العالم للعام الثاني على التوالي.. بوفون الذي شفي أخيرا من إصابة في الظهر، كان الاسم الأكثر ترددا على وسائل الإعلام الإيطالية وأجرى معها حوارات عدة، وبدورنا ننقل لكم أهم ما جاء فيها: متى بدأت في لعب كرة القدم؟ وفي أي الأوقات أصبحت حارس مرمى؟ بدأت الكرة عندما كنت في السادسة من عمري، وحينها لعبت في مركز الوسط وأحببت تسجيل الأهداف، ولاحظت عندما كنت ألعب مع بقية الأطفال في الحي الذي أسكن فيه رغبتي في العودة للعب في مركز الحراسة، وعندما بلغت ال 13 من عمري، طلب مني في إحدى المباريات العودة لحراسة المرمى وقدمت أداء طيبا ومنذ ذلك الحين لم أغير مركزي. أنت من عائلة كروية.. والدك رامي قرص وبعض اخوتك يلعبون كرة السلة والطائرة.. لماذا اخترت كرة القدم بالتحديد؟ لأني لعبت كرة السلة والطائرة وفعلت ما كان يقوم به والدي أيضا، ولم أجد أي متعة في ذلك. بعد كرة القدم.. ما الرياضات التي تمارسها؟ للأسف، لا أجد وقتا كافيا لممارسة بعض الرياضات التي أحبها مثل التنس على سبيل المثال، لذلك غالبا ما اكتفي بمشاهدة المباريات والبطولات في تلك الرياضة على شاشة التليفزيون واكتفي بلعبها في أوقات الإجازات فقط، بينما الرياضات التي تفضلها عائلتي لا أهتم بها أبدا. ما الحلم الأكبر الذي تسعى لتحقيقه قبل الاعتزال؟ كأس العالم ونجحت في تحقيقه، والآن أرغب في إعادة الإنجاز ذاته للمرة الثانية على التوالي.. وبخلاف تلك البطولة أرغب في تحقيق كأس أمم أوروبا مع المنتخب ودوري أبطال أوروبا مع يوفنتوس. بما أنك تطرقت للفريق.. لماذا لم تغادره بعد هبوطه لمصاف أندية الدرجة الأولى عام 2006؟ لم يكن أمر البقاء سهلا، كنت أشاهد زملائي يرحلون واحدا تلو الآخر، بداية من فييرا وإبراهيموفيتش وانتهاء بالمدافع فابيو كانافارو.. في ذلك الوقت كنت أفكر في الجماهير فقط، كيف حالها بعد هبوط الفريق، وما مدى تأثرها برحيل النجوم التي اعتادت على مشاهدتهم، ولأني وضعت نفسي في موقف المشجع قررت البقاء لكيلا أزيد من آلامهم. كيف استعداداتك للمباريات.. طريقة أكلك على سبيل المثال؟ اللاعب المحترف لا يحدد بنفسه نوع الطعام أو الوقت الذي يأكل فيه.. وأنا من اللاعبين الذين يأكلون الوجبة الرئيسية قبل المباراة بثلاث ساعات، وأحرص ألا تكون دسمة بصورة أكبر من اللازم.. أتناول معكرونة مع قليل من زيت الزيتون إذا كانت المباراة بعد الساعة الخامسة مساء، وإذا كانت في فترة الظهيرة اضطر إلى الاكتفاء بالقليل من البسكويت وبعض الشاي. هل لديك طقوس معينة تقوم بها قبل انطلاق المباراة؟ أنا لست مقتنعا بتلك الخرافات، عندما يكون الشخص واثقا من نفسه عليه التركيز لكي يلعب بطريقة جيدة. الكثيرون يسخرون من حارس المرمى عندما يفرح بمجرد اقتناء قفاز جديد.. ما تعليقك؟ المسألة مرتبطة بالعاطفة فقط.. عندما تكون موظفا فإنك ستكون سعيدا متى ما استبدلت مكتبك القديم بآخر أحدث منه، والأمر ذاته ينطبق على حارس المرمى.. نحن نعده نوعا من التجديد مع العلم بأني لم أشاهد فروقات واضحة بين القفاز الذي ارتديته في بداياتي والذي ارتديه في الوقت الجاري. مَن مِن اللاعبين الذين تأثرت بهم في صغرك؟ أنا معجب بطريقة أداء الألماني لوثار ماتيوس والحارس الكاميروني نكونو.. كنت أشعر بأنهما مظلومان لأن الجميع كان يركز في تلك الفترة على الأرجنتيني دييجو مارادونا. اختر ثلاثة أسماء لحراس مرمى معاصرين تعتقد أنهم الأفضل. حارس ريال مدريد والمنتخب الإسباني إيكر كاسياس، وحارس مرمى تشلسي والمنتخب التشيكي بيتر تشيك، وأخيرا حارس مرمى إنتر ميلان والمنتخب البرازيلي خوليو سيزار. كيف ترى حظوظ إيطاليا في نهائيات كأس العالم؟ أعتقد أنه بإمكاننا تقديم نتائج طيبة، ورفع الكأس عاليا على الرغم من صعوبة المهمة. ولكن ألا تخشى من تقدم اللاعبين في السن؟ إذا قارنت بين أعمار لاعبي منتخب إيطاليا مع بقية المشاركين في المونديال فسيتضح معدل الأعمار المرتفع لدينا.. نحن نأخذها من منظور آخر لأن الأكبر سنا هو الأكثر خبرة وهذا سيصب في صالحنا. ما الأسباب التي جعلتكم أبطالا للعالم وبعدها بعامين خرجتم منذ الدور الأول في كأس أمم أوروبا؟ الكثير من الأمور اختلفت، المدرب مارتشيلو ليبي كان صاحب كلمة السر في إنجازنا عام 2006، ودونادوني يختلف عنه كثيرا ووجد بعض اللاعبين صعوبة في التأقلم مع خططه.. أنا لا أحمله سبب الإخفاق ولكن اعتبره ضحية ظروف، حيث قبل التحدي وحاول قدر استطاعته النجاح معنا ولكن ربما لم يساعده بعض اللاعبين. ما المنتخبات التي ترشحها إلى جانبكم لربح المونديال؟ إسبانيا وإنجلترا أعتقد أنهما الأكثر جاهزية، وبعدهما أضع البرازيل والأرجنتين، أما عن منتخبات مثل ألمانيا وفرنسا هم جديرون بالاحترام، ولكن الألمان لا يملكون الكثير من الخبرة التي كانت ترجح كفتهم في الكثير من المباريات، وفرنسا لم تعد كما كانت في السابق خصوصا بعد اعتزال زين الدين زيدان