جازان. شمس يدخل أبناء وبنات النزلاء والنزيلات بسجون منطقة جازان بجانب السجناء المفرج عنهم اليوم «منافسة شريفة» على مدار أسبوعين للفوز بابن الحلال أو بنت الحلال في الدورة الجديدة لمشروع الزواج الجماعي للعام الجاري، وأوضح المشرف على المشروع الشيخ موسى خمج أن المشروع سيواصل استقبال طلبات الراغبين في التقدم خلال الفترة المحددة داعيا المتقدمين مراعاة توافر الشروط المعلنة في المتقدم مع التقييد بالمواعيد المحددة للتسجيل، وقال: «سيتم تنفيذ العديد من الدورات التدريبية للمتزوجين بمشاركة علماء ودعاة بهدف توعية الفائزين وتوجيههم بأهمية الحياة الزوجية ورعاية الأسرة والتحذير من بعض العادات الاجتماعية ومنها غلاء المهور وظاهرة ارتفاع معدلات الطلاق بين المتزوجين، راجيا من الله تعالى العون والتوفيق لجميع المتقدمين للمشروع». ويشير الشيخ موسى خمج إلى أن المشروع لا يتوقف عند تقديم الإعانات المالية للمتقدمين بل تأهيل الشباب والفتيات قبل الزواج ببرامج ثقافية ومعرفية لتكون نموذجا صالحا يحتذى به، حتى تعيش الأسرة الجديدة في ظلال القرآن وينشأ جيل صالح يخدم مجتمعه وأمته. وتلقى الخطوة الجديدة بإدخال تلك الفئة في المشروع الذي بدأ قبل أعوام، ارتياحا بالغا من أهالي المنطقة باعتبارها محاولة إيجابية لدمج النزيلات والمفرج عنهم في المجتمع ومساعدتهم في تكوين «أسرة صالحة» بعيدا عن عالم الجريمة في ظل دراسات تطبيقية أكدت عودة نسبة غير قليلة من السجينات السابقات إلى الجريمة بعد الإفراج عنهن لعدة أسباب منها افتقادهن التقبل الأسري والمجتمعي، ومن بين تلك الدراسات دراسة للباحثة الاجتماعية الدكتورة بدرية العتيبي على 153 نزيلة سعودية خلصت نتائجها إلى عودة 36 % من المفرج عنهن لارتكاب الجرائم سواء الأخلاقية أو العنف الأسري، والمخدرات، والقتل، والسرقة وغيرها. وتتقاطع توصيات الدراسة مع رؤية فريق من علماء الاجتماع بتأهيل السجينة أسريا وتدريبها وتأمين وظيفة لها؛ لضمان عدم عودتها إلى الجريمة مرة أخرى، وضرورة تفعيل دور وسائل الإعلام في بث ثقافة التوبة والقبول داخل المجتمع لأن عدم تقبل هذه الشريحة يصيبهن باليأس والإحباط والعودة للجريمة. وكان أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، أصدر توجيهاته الكريمة بمراعاة إدراج المفرج عنهم وأبناء وبنات النزلاء والنزيلات بسجون المنطقة ضمن الفئات المستفيدة من مشروع الزواج الجماعي لهذا العام، ومنحهم الأولوية عند المفاضلة للترشيح تقديرا لظروفهم، ووفقا لرئيس لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بمنطقة جازان علي بن موسى زعلة، وجدت هذه اللفتة الإنسانية من أمير المنطقة صدى واسعا وارتياحا بالغا لدى النزلاء والنزيلات بعد أن زفت اللجنة لهم هذه البشرى السعيدة، معتبرا التجاوب السريع من قبل المشرفين على المشروع فى دمج هذه الشريحة في المشروع وتقديم التسهيلات اللازمة لهم يحقق لهم الاستقرار النفسي والعاطفي لهم من خلال القفص الذهبي بعد نهاية أيام القفص الحديدي .