خلال ثلاثة عقود مضت قدمت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية دعما قدره 968 مليون ريال لما مجموعه 2667 بحثا من مجمل الأبحاث التي وصلت إليها، وذلك في عدة مجالات شملت المجالات الزراعية والطبية والهندسية وعلوم الأساس والعلوم الإنسانية، فضلا عن 1241بحثا لطلبة الدراسات العليا. وبحسب التقرير الذي أصدرته المدينة، أخيرا تحت عنوان “برامج المنح البحثية: الإنجازات والمردود”، فقد استهدفت المدينة من خلال برامج المنح البحثية التي تقدمها دعم البنية التحتية للبحث العلمي في السعودية، وبناء القدرات الوطنية والكوادر البحثية، ومعالجة المشكلات والمعوقات التي تواجه خطط التنمية، فضلا عن إيجاد القاعدة العلمية التي تساعد على اتخاذ القرارات والريادة في المجالات التي تحقق للسعودية مزايا نسبية. استثمار نتائج الأبحاث عملت المدينة على تطوير وتحديث قواعد المعلومات العلمية والتقنية لتتولى مهمة تزويد المؤسسات العلمية ومراكز البحوث والجهات المستفيدة بما يتوفر من معلومات عن الأبحاث والباحثين بالسعودية، وذلك من خلال قاعدة الأبحاث السعودية “قبس” التي بلغ عدد الجهات المشتركة فيها 40 جهة حكومية، فيما بلغ عدد المستفيدين من خدماتها ما يزيد على 25 ألف مستفيد. ويشكل قيام المدينة بنشر نتائج الأبحاث المدعمة لتتم الاستفادة من نتائجها واستثمارها على الوجه المطلوب، جانبا مهما يضمن عدم هدر هذه الثروة الوطنية، ويحقق الأهداف التي من أجلها تم دعم هذه البحوث، ومن أبرز هذه الوسائل توزيع أقراص مدمجة تحتوي على نتائج البحوث وأثرها على الجهات المستفيدة، نشر الأبحاث الجارية والمنتهية في قاعدة “قبس” على شبكة الإنترنت، ونشر النتائج النهائية على هيئة إصدارات علمية وتوزيعها على الجهات ذات العلاقة، إضافة إلى عقد اللقاءات العلمية وورش العمل المتخصصة لمناقشة نتائج البحوث. تقنية التشعيع في شكل آخر من أشكال الدعم، اهتمت المدينة بتشجيع الأنشطة البحثية المتميزة، وتحسين جودة الأبحاث، والارتقاء بنوعية النتائج، وزيادة فرص الاستفادة منها، حيث عملت على تكريم البحوث المتميزة والمدعومة من قبلها ذات النتائج العلمية العالمية التي تثري المعرفة الإنسانية بالاختراعات والاكتشافات، وفي هذا الصدد فقد حازت بعض البحوث المدعومة 11 جائزة عالمية وإقليمية ومحلية. وأسهمت نتائج البحوث المدعومة في المجالات المذكورة مساهمة فاعلة في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ففي مجال تنمية الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، ساعدت نتائج البحوث في تحديث أساليب الزراعة وتقويم التقنيات الجديدة وترشيد استخدام البتروكيماويات الزراعية، فضلا عن استخدام المخلفات الزراعية في إنتاج أعلاف جديدة. وفيما يخص مجالات تصنيع وحفظ وضمان سلامة الأغذية من التلوث توصلت البحوث التي دعمتها المدينة إلى مؤشرات نجاح تقنية التشعيع التي شكلت منطلقا رئيسيا في صدور قرار مجلس الوزراء الموقر بتشكيل اللجنة الوطنية الاستشارية الدائمة لتشعيع الأغذية عام 1420ه، كما توصلت إحدى الدراسات التي دعمتها المدينة إلى وجود مبالغة في استعمال المضادات البكتيرية في تربية الدواجن، الأمر الذي أفضى إلى إصدار تنظيم لاستخدام المضادات الحيوية والهرمونات في الحيوانات. الماء والصحة واهتمت المدينة في مجال الأمن المائي بالبحوث الموجهة لرفع كفاءة الري الحقلي، وتطوير أنظمة الري، وتحديد الاحتياجات المائية الحقيقية للمحاصيل المهمة، واستنباط سلالات وأصناف جديدة مقاومة للجفاف، حيث توصلت نتائج البحوث إلى خفض الاستهلاك المائي لبعض المحاصيل بنحو 25 في المئة باستخدام نظام الري بالتنقيط تحت السطحي دون التأثير في إنتاجية أو جودة المحصول، كما تم تطوير نظام آلي لجدولة مياه الري في زراعة محصول القمح؛ ما أدى إلى توفير نحو 25 في المئة من كمية المياه المستخدمة وزيادة في إنتاجية المحصول بنسبة 10 في المئة. ومن أهم الأبحاث التي دعمتها المدينة في المجال الصحي الأبحاث التي تناولت الأمراض الوراثية، حيث أسفرت نتائج هذا الدعم عن إقرار إجراء الفحص ما قبل الزواج، كما أسهمت المدينة في الدعم والإشراف على دراسات الأمراض المستوطنة كحمى الوادي المتصدع والملاريا واللشمانيا، كما تم دعم مشروع الأطلس الوراثي الذي تم من خلاله دراسة استخلاص المورثات بواسطة التقنية الحيوية ودراسة وظائفها. الهندسة والكوارث وفي المجال الهندسي تم وضع منهجية وطنية للتأهيل المهني للمهندسين، كما استهدفت الأبحاث في مجال الطاقة إدارة الأحمال الكهربائية وتخفيض فقد الطاقة الكهربائية وترشيد الاستهلاك واستخدام الطاقة المتجددة، كما تم تحسين خواص الإسفلت بتغيير التركيب الكيميائي له عن طريق خلطه بالبوليمرات، وفي مجال البناء اعتمدت وطبقت مواصفات الخرسانة الجاهزة، وفي مجال البيئة اهتمت الأبحاث المدعمة بإدارة النفايات والملوثات وطرق معالجتها، كما وضعت المدينة قاعدة بيانات متكاملة للمواد الكيميائية السامة والخطرة كمرجع رئيس للكيميائيين والعاملين في هذا المجال. وفي مجال الكوارث الطبيعية اهتمت المدينة بدعم الأبحاث في هذا المجال، حيث تم إعداد خارطة للتقسيم الزلزالي لغرض التصميم، كما تم إعداد الأسس المبدئية للتصميم المقاوم للزلازل، إلى جانب دعم بعض الأبحاث ذات العلاقة بإدارة أنظمة السيول وتصريف مياه الأمطار في مدن السعودية المختلفة. المرور والتعليم أما في مجال المرور فقد كونت البحوث التي دعمتها المدينة النواة لتبنّي العديد من البرامج التطبيقية في مجال هندسة المرور التي تعنى بتخطيط وتصميم متطلبات تشغيل الحركة المرورية، حيث نتج من ذلك وضع دليل موحد لمواصفات تشغيل إشارات المرور، كما تم توحيد الإشارات والعلامات المرورية على الطرق داخل وخارج المدن، وتحديد الألوان والأشكال وأنواع الرسوم والخطوط المستخدمة في اللوحات الإرشادية على الطرق السريعة، ووضع دليل موحد لمحطات الكشف الفني على المركبات الصغيرة ونظام الفحص الدوري للسيارات. وتناولت الأبحاث التي دعمتها المدينة في مجال التعليم معالجة بعض العوامل المؤثرة في مسيرة التعليم بمراحله المختلفة، حيث اكتسبت الدراسة التي دعمتها المدينة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم حول إعداد برنامج الكشف عن الموهوبين أهمية بالغة، إذ نتج منها فكرة إنشاء مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع، كما تم إعداد اختبارات تحصيلية مقننة وكذلك معاجم لغوية للطلاب والطالبات في المراحل المختلفة. ولم تغب قضايا الأسرة والمجتمع عن اهتمام المدينة، إذ قدمت دعما للعديد من هذه القضايا التي شغلت بال المجتمع ومن ذلك قضية تشغيل الأطفال واستغلالهم، ومرض التوحد، إضافة إلى مجالات عمل المرأة في المجتمع السعودي.