سعى بعض الإعلام لتصوير أي حديث عن لون المقاعد الجديدة على أنه تسطيح للموضوع وخلق لمشكلات غير موجودة، بل كاد التساؤل المنطقي البريء عن لونها الأزرق يصبح تهمة تجرّم القلم وتصنفه حتى لو كان التساؤل موضوعيا وفي محله تماما. ما قادني إلى هذه النقطة هو تعليق الزميل خالد قاضي عبر برنامج مساء الرياضية حينما قال الأسبوع الماضي » إن بلد مثل بنجلاديش سبقنا بثلاثين سنة في تركيب المقاعد فلا نبالغ بالإطراء...« ، ومع اني لا أعرف مدى صحة المعلومة إلا أني أتفق معه في المعنى ، فخطوة بسيطة مثل هذه كان يجب أن تحدث منذ سنوات طويلة وحينما حدثت كان يجب أن تكون بصورة أفضل. بعض المسؤولين برروا اختيار اللون بحجة غير مقنعة فهم قالوا إن اللون يعد الأكثر تحملا للأجواء الحارة والشمس، ولو نظرنا حولنا لوجدنا الطقس في دول الخليج أكثر قسوة، ومع ذلك تزدان ملاعبهم بكل الألوان وبتناسق بديع يعطي البعد الجمالي حقه كاملا.. ثم إن الصيانة الجيدة كفيلة بتقليل الأضرار الطبيعية، لكن الأغرب أنني شاهدت تقريرا متلفزا عبر برنامج الجولة حيال أول جلوس للجماهير على مقاعد ملعب الأمير فيصل بن فهد وانطباعاتهم، حيث أشار عددٌ منهم إلى تكسر بعض المقاعد مطالبين بإصلاحها!! إن التقليل من شأن الحديث عن اللون يعد تكميما للأفواه وتحجيرا على الرأي، فالمسؤولون عن اختياره يدركون حساسية جمهور الكرة في كل مكان بالعالم ويعرفون سخونة الوضع لدينا وأنه لا يحتاج إلى خلق مزيد من المشكلات بلا داع، فضلا عن افتقاد التنفيذ للمسة الفنية الإبداعية، فسيادة لون واحد تسلب المكان روحه وتغرقه بالرتابة والملل، بل تفقد اللون نفسه ميزاته وحضوره..! آمل أن يكون في الوقت متسع لإضفاء نوع من التغيير (ولو بدرجة بسيطة ) على مدرجات الملز.. على الأقل تبديل لون الأرضية والخلفيات بألوان أكثر تناسقا وجمالا، وأن يتم تلافي السلبيات الحاصلة عند استكمال مدرجات الدمام والقصيم. أعود لبداية العنوان.. الذي قادتني له عبارة للزميل سعود عبدالعزيز عبر مساء الرياضية أيضا، فهو قال: »إنه من الخطأ أن يقع النصر في مشكلات مع الشباب أو الرياض لأن المنافس الحقيقي هو الهلال، فالواجب أن تكون علاقتهم بالأندية الأخرى جيدة كي يتفرغوا لغريمهم الفعلي الأزرق« !!! ... وأقول إن ما أضر بالنصر أشد الضرر هو هذه الرؤية الخاطئة، فالمنافسة وكذلك الاحترام يجب أن تكون مع جميع الأندية (طبعا التنافس الرياضي ليس نقيض العلاقات الطيبة التي ينبغي أن تكون حاضرة دائما)، وإذا ما اقتنع النصراويون بأن ال 11 ناديا كلها تنافسهم فإن الفريق لو فاز في ثلثيها فقط سيكون في المراتب الأولى حتى لو خسر من الهلال.