في الوقت الذي لم تبرأ فيه آلام وأحزان أهالي مكةالمكرمة وزوارها ومعتمريها من صعوبة تزودهم بمياه زمزم، حتى امتدت أيادي العابثين لتطول عددا من مرافق المسجد الحرام وتجيير خدماتها الكهربائية في صالحهم من خلال فرضهم رسوما مالية لمن يرغب في تزويد بطاريات هواتفهم النقالة غير عابئين بحرمة المكان وروحانيته باستغلال حاجة المعتمرين والزوار إلى التواصل مع ذويهم خصوصا أن منهم من رفعوا شكاواهم لإدارة الساحات بالرئاسة العامة للحرم إلا أن الوضع بقي على ما هو عليه، وهو ما لم يجد معه البسطاء سوى رضوخهم مكرهين للأمر ومسايرة المتسلطين. “شمس” قامت بجولة خاطفة على عدد من وضاءات الحرم المكي المنتشرة بساحاته الخارجية ورصدت بعدستها بعض تلك الفئات وجميعهم من الجنسيات الوافدة، وكشفت قيام بعض منهم بارتداء الزي الخاص بعمال نظافة الوضاءات للمواراة عن أنظار الجهات الرقابية والأمنية وهو ما أثار غضب بعضهم الذين ألمحوا إلى أنهم يقدمون خدمات جليلة للزوار من خلال قدرتهم على فتح أفياش الكهرباء وجلب أجهزة شواحن الجوالات على اختلاف صنوفها ومن ثم قيامهم بشحن الهواتف النقالة للمعتمرين مقابل رسوم قالوا إنها أتعاب لخدماتهم حيث تبدأ من خمسة ريالات إلى عشرين ريالا حسب المدة الزمنية التي يتفق عليها مع صاحب الهاتف، مشيرين إلى أن ارتداء بعضهم للزي الخاص بعمالة نظافة الوضاءات إنما لتشتيت الأنظار عنهم متمسكين بأخذهم كاميرا الصحيفة بعدما استشعروا حجم الخطر الذي أوقعوا أنفسهم فيه عقب التقاط عدستها صورا حية لعدد منهم، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل بعد مشاهدتهم بعض رجال الأمن يتجهون إلى الموقع إثر بلاغات المعتمرين ليلوذوا بالفرار. واتفق المعتمرون ناصر الدائر ومفتاح الرحمن ومحجوب الطاش ومنصور العتيبي ورائد الحربي ولايق الصعب على أهمية تدخل الجهات المعنية، لافتين إلى أن مثل هذه الصور السالبة تشكل نقطة سوداء في لوحة بديعة نظمتها القيادة الرشيدة وجعلتها في متناول ضيوف الرحمن ليهنؤوا بمطالبهم بالأرض المقدسة في أجواء إيمانية عبقة. ومن جانب آخر نفت إدارة الساحات وجود مثل تلك التجاوزات وشدد مديرها العام أحمد شريعة في حديثه لشمس” على أن إدارته تتابع وعلى مدار الساعة الساحات الخارجية والداخلية للحرم المكي عبر منسوبيها، مشيرا إلى أنه لم يتم القبض على أي حالة مخالفة، وأكد أن المفاتيح المنتشرة بداخل وضاءات الحرم مقفلة جيدا ولا يتم إزالة أغطيتها التأمينية إلا أثناء مباشرة عمال النظافة مهامهم تجاهها حيث يتم بعد ذلك إعادة الأغطية الوقائية، لافتا إلى أن ذلك مجرد شائعات ونصح في ذات الوقت بعدم الانسياق وراء الشائعات والتركيز حول الخدمات الجبارة التي تقدمها إدارة الساحات من رقابة صارمة، والقضاء على كل المخالفات بساحات الحرم .