نجحت ب «امتياز» .. واتهامات الفشل لا تهمني

عمل بجد أملا في تحقيق تطلعات جماهير ناد لم ينتم له مسبقا، وكان قريبا من ذلك، بيد أن الظروف لم تسر بالطريقة التي أرادها.. اقتحم المجال الرياضي من الباب الواسع بعد أن ترأس النادي الملقب ب «مدرسة الوسطى»، وتلقى بناء على العمل الذي قام به الكثير من الإشادات، ولم يسلم في نفس الوقت من الانتقادات، ولكنه تصرف بطريقة مثالية بالتزامه الصمت إلى حين اكتمال عمله، على الرغم من أن خبرته في الشؤون الرئاسية للأندية لم تدم أكثر من عام.. رئيس نادي الرياض سابقا وعضو شرفه الحالي تركي البراهيم التقته «شمس» في حوار كشف فيه عن أمور عدة لم يتطرق لها سابقا، وبرر موقفه من بعض القرارات التي اتخذها، خلال حوار إليكم أبرز ما دار فيه.
كيف جاء دخولك للمجال الرياضي خصوصا أنك اقتحمت الوسط بشكل مفاجئ؟
لم يكن دخولي للوسط الرياضي فجأة، لأني تواجدت فيه منذ فترة عبر بوابة الاستثمار الرياضي، وكان ذلك من خلال نادي الربيع بجدة ولكن الرياح جرت بعكس ما نشتهي، ولم تتم الأمور كما نرغب، وأود أن أشكر رئيس النادي أحمد البعداني على تعاونه، وبعدها طرح علي الإخوان في نادي الرياض فكرة تولي مهام الرئاسة ولكني رفضت في البداية لأنني لم أتصور يوما أن أكون رئيسا لناد وبعد ثلاثة أشهر من الأخذ والرد أعلنت موافقتي فكان الظهور المفاجئ الذي تتحدث عنه.
ما الأسباب التي جعلت الأمير فيصل بن عبدالله بن ناصر غير راض على اختيارك رئيسا للرياض؟
لقد كان عدم رضاه في بداية فترتي لحبه وخوفه على النادي، ولكن بعد أن رأى العمل أصبح من أكثر الناس تأييدا ودعما لي ولمجلس الإدارة، وكان بيننا وبينه تواصل وتشاور، ولهذا يجب ألا يحمل موضوع عدم رضاه فوق ما يحتمل، لأن الأمير فيصل يظل علامة بارزة في تاريخ الرياض وهو الذي شهدت فترته الرئاسية قفزة هائلة للنادي.
هل دعم الأمير فيصل إدارتك ماديا؟
لا، وأنا في حقيقة الأمر لا أعلم عن ظروفه، ولكنه من الأشخاص الذين تعدى دعمهم النواحي المادية، وبالنسبة لي مكالمة واحدة منه تعادل دعما بملايين الريالات.
كيف وجدت العمل في المجال الرياضي؟
أصدقك القول إن العمل فيه متعب جدا ويحتاج إلى مال وجهد مضاعف.
إذن أستطيع أن أستشف من إجابتك أنك نادم على دخوله؟
بالعكس لم يدخل الندم في نفسي قط ولو أتيحت لي الفرصة فسأكرر التجربة مرة أخرى، ويكفي أنني تعرفت على أشخاص ما كنت لأعرفهم لولا العمل في هذا المجال.
لماذا قررت الرحيل بعد الأموال التي دفعتها والجهود التي بذلتها أيضا؟
لأنني بصراحة لم أجد الدعم المادي من أغلب أعضاء الشرف، ولا أستطيع أن أفي بكل متطلبات النادي وحدي.
هل تعني أن أعضاء الشرف تخلوا عنك وخذلوك؟
لا، لا أريد أن يقال إنهم خذلوني، وما قصدته أننا لم نتلق الدعم الذي يمكننا كمجلس إدارة القيام بواجباتنا، ولك أن تتخيل أنه لا يدعم النادي سوى ثلاثة أشخاص فقط وهم ماجد الحكير وأحمد المقيرن وعبدالرحمن المفيريج، أما البقية فلم يصلنا منهم شيء، وهذا لا أعده تخليا وخذلانا لأنني متأكد أن ظروفهم لم تساعدهم على تقديم دعمهم ما اضطرني لتحمل الأمور المادية بعكس ما اتفقنا عليه في بداية اختياري.
ومن ترى أنه خذلك ولم يساعدك في تحقيق حلم أبناء نادي الرياض؟
بصراحة الذين خذلوني وخذلوا النادي الذي يحمل اسم العاصمة بحق هم تجار ورجال أعمال مدينة الرياض الذين لم نجد منهم تجاوبا رغم طرقنا لأبوابهم.
حدثنا عن أبرز المصاعب التي واجهتك في بداية تسلمك لزمام الأمور في نادي الرياض؟
ربما أن قلة خبرتنا كوننا إدارة شابة هي من أهم المصاعب، وهذا ما أجبرنا على الاستعان بخبراء فنيين وإداريين لوضع خطط عمل من أجل عودة الرياض لمكانه الطبيعي، وبعد أن بدأنا العمل فوجئنا بوجود ديون سابقة على النادي غير مسجلة استنزفت أكثر من 35 % من الميزانية المرصودة لتسديدها، حتى نتمكن من تسجيل لاعبين جدد حسب النظام، ما أربك تنفيذ هذه المخططات.
ما الأسباب التي أدت إلى ابتعادك عن الوسط الرياضي في الوقت الحاضر ورفضك إكمال مشوارك في رئاسة الرياض؟
الأسباب كثيرة، ويأتي قلة الدعم المادي من أهمها، وكذلك وجود ظروف شخصية خاصة، ومنها أنني أجلت إكمال تعليمي من أجل مواصلة العطاء وخدمة الرياض والحرص على أن أكون محل ثقة من اختاروني، ولكن بعد أن رأيت قلة الدعم وعدم استطاعتي إكمال المهمة قررت الابتعاد والتفرغ لإكمال الماجستير في بريطانيا، وهذا كل ما في الأمر.
ألم يكن لعائلتك دور في قرارك بعد إحساسهم ببعدك الطويل عنهم؟
بالعكس، الحقيقة أنهم وقفوا معي وساندوني لتحقيق النجاح في مهمتي الجديدة، وأنا هنا أقدم الشكر والعرفان لزوجتي وبناتي لوقوفهن بجانبي وتحملهن فترة غيابي.
هنالك من يتهمك بأنك توجهت للمجال الرياضي بحثا عن الشهرة لدعم استثماراتك الخاصة.. ما ردك على مثل تلك التعليقات؟
البحث عن الشهرة ليس اتهاما أو وصمة عار في جبين الأشخاص، ولا يحق لأحد مصادرة حق من حقوق من يعمل ويبذل الجهد والمال والوقت على حساب أسرته وصحته أن يحصل عليها، وبالتالي ستنعكس شهرته على توسيع تعاملاته الاستثمارية الشخصية ما سيعود بالنفع عليه وعلى المؤسسة الرياضية التي يقودها.
هل كان لميولك الهلالية سبب في فشلك من تحقيق تطلعات جماهير الرياض بإعادته لدوري زين؟
لا يضر إن كانت ميولي هلالية وأنا على رأس العمل في نادي الرياض، لأن كل من يعمل في المجال الرياضي له ميول، ولا عيب في أن يميل الشخص لناد ويعمل لآخر. الهدف أولا وأخيرا هو تقديم عمل ينفع الوطن وينفع الشباب والشيء الآخر أنني أرفض تأكيد فشلنا ومن يقول ذلك يغالط نفسه، والوقائع تؤكد أننا كمجلس إدارة استطعنا صناعة فريق ينافس على الصعود وسبق غيره من الأندية التي لها خبرة في خوض غمار دوري الدرجة الأولى الصعب وكان ذلك خلال سبعة أشهر فقط.. فإذا كان هناك من يراه فشلا فهذا شأنه ولا يعنينا.
ولكن الجماهير تضع الصعود إلى دوري زين مقياسا للنجاح وأنتم فشلتم في تحقيقه.
ربما تكون هذه نظرة الجماهير لأنها تبحث عن النتائج ولا تعنيها بقية الأمور، ولكن من خلال تقييم العمل الذي قمنا به أؤكد نجاحنا وبامتياز ولا تعنيني بقية الآراء.
ما تعقيبك على وجهات النظر التي ترى أنك وضعت من سيخلفك بالمنصب في وضع حرج بعد أن نسقت أبناء النادي وجلبت عوضا عنهم لاعبين بنظام الإعارة لموسم واحد؟
للجميع الحق أن يقول ما يريد.. ولكن لا أعلم من أين حصلوا على هذه المعلومات؟ صحيح أننا أبعدنا لاعبين وجلبنا بدلاء لهم وكان ذلك نتيجة لعوامل رأينا فيها مصلحة النادي، ولعلم الجميع نحن جلبنا ما يقارب ثمانية لاعبين الموسم الماضي وقد جدد خمسة آخرين عقودهم مع النادي، ولم يغادر سوى مشعل الموري الذي وقع لنادي النهضة لأنه وجد مصلحته في ذلك من خلال قيمة العقد، ولم يتبق إلا اثنان سنحاول التوصل معهما لاتفاق لتجديد عقديهما... فإذا لم نتمكن فسنجلب من هو أفضل منهما.
برأيك هل يستحق اللاعبون الذين تم إبعادهم ذلك؟
بالتأكيد، وأريد التوضيح أننا لسنا ضد أحد، وقد استندنا بقرار إبعادهم إلى ثلاثة أمور هي تخطيهم حاجز ال 33 عاما، أو أنهم مصابون، أو نتيجة لهبوط مستواهم الفني، كما أن هناك من أبعدوا نتيجة عقليتهم الكروية غير الاحترافية وإثارتهم للمشاكل داخل النادي، إضافة لفقدانهم للحافز والطموح، وأصبحوا يزاولون الكرة لأنفسهم دون هدف محدد.
من اللاعبون الذين ندمت على رحيلهم؟
شعرت ببعض الندم بعد التخلي عن أسماء محددة، ولكن ما يريحني أننا في الإدارة جلبنا من يفوقهم في المستوى الفني، أما من يتحدث ويقول إن مستوى اللاعبين لم يعجبه، أريد أن أوضح له أن تلك الأسماء هي التي أوصلت الفريق لمراكز متقدمة.
جلبت فؤاد أنور للعمل معك لأنه صديقك كما يتردد أو استنادا لعوامل أخرى؟
فؤاد أنور يعد واحدا من اللاعبين الكبار الذين خدموا الكرة السعودية من خلال ما قدمه للمنتخب الذي كان قائده أو مع فريق الشباب ومن بعده النصر.. هو رجل رياضي يمتلك خبرة كبيرة ولم أجلبه من الشارع حتى يتم تداول هذا القول، وللعلم فؤاد لم يكن وقت اختياري له صديقا مقربا كما يتوقع البعض ولكن بعد أن عملت معه أصبح من أقرب الناس لي، وللأمانة كان لا يريد العمل الإداري لأنه يرى نفسه في التدريب ولكن مع إصرارنا عليه قبل المهمة مشكورا.
عضو الشرف عبدالرحمن السناني لديه رأي يناقض ما ذكرته تماما حيث ربط قلة خبرتك بإعطاء أنور صلاحية كبيرة.. ما ردك؟
أحترم عبدالرحمن السناني كونه رجلا خدم الرياض سابقا، ولكن للأسف أنا لم أره في النادي خلال فترة رئاستي إلا مرات معدودة لحضور بعض المباريات ورغم أنه عضو المكتب التنفيذي إلا أنه لم يحضر اجتماعا واحدا، ووفق تلك العوامل كيف ينتقد عملا وهو بعيد ولا يعلم عنه شيئا. جميعنا نرحب بالنقد الهادف ولا نعترض على من يريد إيصال أمر ما، ولكني في نفس الوقت أترفع عن الرد على من أراد المهاترات.
ماذا تعني بقولك في «وقت سابق لن أخسر صحتي ومالي من أجل النادي كما يفعل الأمير عبدالرحمن بن مساعد والأمير فيصل بن عبدالله»؟
الأمير عبدالرحمن بن مساعد من أقرب الناس لي وهو بمثابة أخي الأكبر، وأنا أرى أن الهلال أخذ وقته وصحته وماله، ونفس الحديث ينطبق على الأمير فيصل والذي باع بعض أملاكه من أجل الرياض، وهذه شهادة لهما على حبهما لعملهما وبحثهما عن النجاح ولكن بصراحة أنا لن أستطيع أن أعمل عملهما ولا أتصور ذلك.
أفهم من حديثك أنك تريد الحصول على الشهرة من خلال ترؤس الأندية دون أن تدفع ثمن ذلك؟
لا أعلم لماذا إصرارك على الشهرة والأضواء. دعني أقول لك شيئا وأكون صريحا معك ومع القارئ الكريم، لو لم أحب العمل الرياضي وكان هدفي الشهرة وحدها لحققتها بأقل ثمن. مجال الشعر على سبيل المثال واسع وأستطيع أن أدفع القليل للحصول على شهرة كبيرة، ولكن العمل في الوسط الرياضي مختلف ويحتاج لصرف مبالغ طائلة، وهذا ما لم أستطع فعله بمفردي.
هل ستقف مع الإدارة القادمة وتدعمها ماديا؟
بكل تأكيد سأقف معها وأدعمها كما قلت سابقا، وأنا عبر هذا اللقاء أعلن أنني سأقدم دعما ماديا يوازي ما يدفعه أكثر عضو من أعضاء الشرف وهذا وعد مني بذلك.
أخيرا يتحدث الشارع الرياضي عن أهمية خصخصة الأندية.. ما إمكانية معالجة هبوط مستوى الكرة السعودية بعد تنفيذ تلك الخطوة بشكل رسمي؟
الخصخصة كمفهوم أعتقد أنها ستفيد الأندية وبالتالي ينعكس ذلك على مستوى الكرة السعودية، ولكن من ناحية التفاصيل لا علم لدي، وما يطمئن الجميع حقيقة أن اللجنة يتواجد فيها أشخاص أكفاء وعلى رأسهم الأمير عبدالله بن مساعد وهو خبير في مثل تلك الأمور، ثم أنني أعترض على قولك هبوط مستوى الكرة السعودية فأنا أرى أنها لم تهبط ولكن كما تعمل يعمل غيرك، ولهذا يجب أن يكون الحكم على العمل وليس على النتائج الوقتية التي تحكمها ظروف عدة .