«نحن لسن كاشيرات، نحن بائعات»!! «كاشير» أو «بائع» عند الأغلبية له ذات المعنى، بينما عند «نون النسوة» ممن يعملن في هذا المجال الفرق. كلمة كاشير Cashier بالإنجليزية تعني «أمين صندوق»، وعند العامة من يقف في المحال التجارية والمعارض خلف جهاز المحاسبة للدفع. بينما كلمة «بائع» Seller من يقف وسط المحال لمساعدة الزبون في عملية الشراء والاختيار وفي بعض الحالات يجمع بين الاثنين. المجتمع السعودي لطالما يعاني من حساسية المسميات والحديثة منها غالبا، بل في كثير من الأحيان يرتفع معدلها عن الطبيعي وتصبح «خصوصية» حينها تضيع معها القضايا. عمل المرأة «كاشير» أو «بائعة» قضية المواسم غير المحسومة وتنتعش في موسم الصيف. على الرغم من تقبل السوق الخجول في مشاركتها نجد أن هذا التزايد بطيء النمو وبصمت. أحد المحال التجارية الكبيرة والمهمة في جدة دعم عمل المرأة بطريقته، ووضع كاشيرا تقف أمامه النساء في زاوية مخفية وفي آخر المعرض بجانب البوابة الخلفية معنونا «للعوائل فقط» تحيط بها البرتشينات شرقا وغربا، معتقدا بذلك أنه أصبح منصفا تجاه قضية المرأة وعملها وفي بعض الأحيان أفضل من غيره. الطرائف والقصص العجيبة من المجتمع متنوعة عند «الكاشعات»، يجمعن بأن الكثيرين لا يثقون بعملهن، بإعادة حساب المشتريات وعدها، وهو ما لا يحدث عند الكاشير الرجل. وفئة أخرى ممن تقدر قيمة الوقت واستغلاله في الحصول على الأجر وأثناء انتظارها للدفع تلقي خطبا توعوية في أهمية بقاء المرأة في المنزل مذكرا بالآية الكريمة «وقرن في بيوتكن» ناسيا التاريخ الإسلامي المليء بقصص عن مشاركة المرأة المسلمة في العمل. والغريب أنها تأتي من بني جنسهن من النساء! من جانب آخر نجد هذا النوع من العمل مرحبا به وبصورة تتشابه كثيرا معه وتختلف في بعض التفاصيل، وذلك عند موظفات الاستعلامات في المستشفيات. سؤالهن «كم رقم الملف؟» مقبول جدا بينما سؤال «الكاشعات» «شبكة أو كاش؟» مرفوض غالبا. بين قبول «بائعة» ورفض «كاشير» تبقى (كاشعات) لفظا غير مرفوض أقصد مقبول إطلاقا.