تباين، أمس، موقف اثنتين من كبريات الصحف البريطانية، هما «الإندبندنت» و«التايمز» تجاه موعد رحيل الرئيس المصري حسني مبارك الذي يواجه احتجاجات عريضة من متظاهرين وضغوطا دولية تطالبه بالتنحي الفوري، حسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية على شبكة الإنترنت. وذكرت «الإندبندنت» أن أيام وربما ساعات مبارك في الحكم باتت معدودة بعد أن كثفت الإدارة الأمريكية من ضغوطها على المؤسسة العسكرية من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية، وأن تشرك فيها جميع أطياف المعارضة وفي مقدمتها «جماعة الإخوان المسلمين»، وذلك في تقرير أعده فواز جرجس من مركز الشرق الأوسط التابع لمدرسة لندن للاقتصاد. ويرى الكاتب أن السيناريو المرجح هو تولي نائب الرئيس المعين أخيرا عمر سليمان منصب الرئيس مع احتفاظ العسكر بأهم المناصب، ومشاركة وجوه من المعارضة. ويريد الجيش - في رأي الكاتب - أن يبعث بخطابين واضحين إلى الشعب المصري: «النأي بالمؤسسة عن شخص الرئيس حسني مبارك، والتأكيد على أنها تظل المؤسسة التي تحظى بأكبر تقدير في مصر». وتوقع الكاتب أن تعاني المعارضة من آثار انقساماتها المزمنة عندما تشترك في الحكم، كما أشار إلى ظهور حركة جديدة من الشباب الذي يبحث عن صوت يعبر عن تطلعاته، وزعامة تقوده في دهاليز السياسة المتشابكة. وحاولت «التايمز» في افتتاحيتها الأولى، التخفيف من تفاؤل هذا السيناريو، فترى أن من يعتقد أن الرئيس مبارك قد يتنحى عن الحكم قبل انتهاء ولايته في سبتمبر المقبل، يتجاهلون «نفوذ الرئيس الخفي» ومخاوف عدد كبير ممن يخشون استقالته داخل مصر. وتضم هذه الأعداد الكبيرة من مؤيدي بقاء مبارك رئيسا، الملايين ممن استفادوا من النظام سواء من البيروقراطيين أو الطبقة الوسطى، إلى جانب أهل الأرياف الذين يرون المدن وسكانها بعين الشك والريبة وربما العداء وذكرت الصحيفة المحافظة أنه لا يمكن تجاهل تمسك الرئيس مبارك بالسلطة نظرا لمعارضة الكثير من الناس في مصر لاستقالة فورية من منصبه. وأضافت أنه في الوقت الذي يرى فيه مبارك أن إتمامه فترة مهامه تحول دون انتشار الفوضى، فإن واشنطن لا تعتقد ذلك، كما أن الجيش المصري ربما لا يعتقد ذلك أيضا. ورأت الصحيفة أنه «لا يمكن الاستمرار في تأجيل رحيل مبارك».