هذه الرواية جيدة جدا. فكرتها العامة تدور حول فساد المجتمع، وهي تؤكد بقوة أنه لا مبادئ أمام المصالح، وكيف أن اللاعبين الأساسيين في ساحة الحياة يغيرون جلودهم وفقا لمصلحتهم دون الاكتراث بأتباعهم ومريديهم بل وأحبائهم أحيانا. والراوي يعرض حيرة هؤلاء المريدين حين تفاجئهم أفعال شيوخهم بغير المتوقع ويظلون يتخبطون في سذاجتهم حتى النهاية. كما يرينا الأديب كيف أن مصائر الأمم تحكمها رغبات شخصية تافهة بل ولا أخلاقية أحيانا. ورغم أن بيئة الرواية تتحدث عن بعض فئات المجتمع الأردني، إلا أني شعرت بأنها ترسم صورة دقيقة للفئات نفسها في المجتمعات العربية الأخرى. لغة العمل سهلة وجميلة وقوية، مليئة بالصور البلاغية، وخلال القراءة قد تصطدم بجمل وامضة بالحكمة تشعرك بغنى تجربة المؤلف وفهمه العميق للحياة فتعيد قراءتها مرارا حتى تكاد تحفظها، لكن مأخذي الوحيد على الرواية هو إيقاعها الهادئ الممل أحيانا، لكن قرب نهايتها يتسارع هذا الإيقاع ويخطف الأنفاس. هذه الرواية تستحق القراءة فعلا. Ayman Zaaqoq الرواية جميلة من عدة نواح فهي تحليل ممتاز للشخصيات لأنها تروي الحوادث من وجهة نظر كل شخصية، مع إضافة المشاعر واختلاجاتها، وهو في نظري أمر ممتع أثناء قراءة أي رواية. إذ رغم أحداثها القليلة إلا أن الوصف يجعل القارئ يرسم الصورة بشكل دقيق. وهناك المواضيع المطروقة الكثيرة في الرواية وعدم تركيزها على قصة واحدة، فالحب والكره والدين والسياسة والانتماء والخيانة وحتى العلاقات الحميمة موجودة في هذه الرواية الشاملة. وهناك أمر آخر جميل في الرواية هو جعل القارئ متوقد الذهن يحاول استنتاج حقيقة بعض الأحجيات المتناثرة هنا وهناك حتى يتم الكشف عنها أثناء القراءة أو تبقى معلقة في الخيال. Zuhair Alghamdi كانت الصفحات الأخيرة تعويضا عن الشعور الذي انتابني منذ قراءتي لها، لأني بدأت أشعر بأن هذه الرواية ليست كما توقعتها.. وبعد اندهاشي بالسطور الأخيرة وفضولي أن أعرف من هو والد عزمي وإدراكي أن النساء مخلوقات غريبة جدا، أدركت أننا جميعا على اختلافنا ومهما كانت أخطاؤنا وتعدياتنا فلا نزال على يقين أننا لم نرتكب خطأ يذكر.. halah ay