حركة نشطة بدأت تدب في عدد من البيوت الطائفية مع اقتراب شهر رمضان، حيث تقوم العديد من السيدات والفتيات بإعداد الوجبات الرمضانية مثل السمبوسة والمنتو واليغمش والفول والإيدامات والعصائر والخبز وبيعها إلى سكان المنازل القريبة في تنافس حامٍ مع المطاعم التي أكملت استعداداتها هي الأخرى لهذا الموسم الأكثر ربحا. وتنتهز الكثير من الأسر العاملة هذه المناسبات لزيادة دخلها، خصوصا أن الأطعمة المنزلية تتميز بنكهة مختلفة يفضلها كثير من المستهلكين عن تلك التي تعدها المطاعم وهي ما تراهن عليه العاملات في هذا المجال لكسب الجولة من المطاعم على الرغم من محدودية إنتاجهن. ولتنشيط مبيعاتها تلجأ العاملات إلى لصق إعلانات مصغرة عن منتجاتهن على أبواب المنازل، مدون عليها أرقام الهواتف للتفاهم، وشددت الإعلانات على ضرورة التفاهم والحجز المبكر عند طلب الوجبات «الدسمة». أما بالنسبة إلى أسعار وجبات تلك الأسر فلا يوجد فرق يذكر عن المطاعم، فإن الرهان على كسب الجولة يعتمد على القيمة المضافة إلى الوجبة المنزلية من حيث النكهة وعوامل أخرى على حد تعبير بعض العاملات في هذا المجال، واللاتي أشرن إلى أن تجاربهن أكدت لهن قدرة المرأة السعودية على العمل في قطاع المطاعم النسائية بكل جدارة دون الحاجة إلى استجلاب عمالة من الخارج. وقالت حورية عبيدالله ل«شمس» إنها تكثف حاليا جهودها لمطعمها الرمضاني، حيث ستوزع أولى الطلبات مجانا إلى داخل وخارج الحي الذي تقطنه وسط محافظة الطائف باعتباره نوعا من التحدي وإثبات الذات: «الفكرة كانت تراودني منذ رمضان الماضي عند مشاهدتي لإعلان كان ملصقا على باب منزلنا وعند اتصالي بالرقم المدون ردت علي فتاة عرضت إمكانياتها في تصنيع الوجبات الرمضانية الأساسية وتوصيلها إلى المنازل وبأسعار المطاعم، فطلبت منها حجز كمية من السمبوسة والإيدامات، بالإضافة إلى الفول والعصائر الطازجة، وبالفعل وصلتني الطلبية قبيل أذان المغرب بدقائق معدودة وكانت أكثر من رائعة». وذكرت أنها اشترت من السوق مستلزمات لإعداد الأطعمة بألف ريال ونشرت دعايتها وسط بيوت الحي وخارجه، حيث استقبلت سيلا كبيرا من الاتصالات التي تبارك هذه الخطوة: «حدثني بعضهم أنه في حال نجاح مشروعي سيتخلصون من زحام الشوارع والمطاعم قبيل موعد الإفطار». وأضافت أن ابنها الأكبر يتولى تسليم الطلبات إلى أصحابها، بينما تتولى خادمتها التوصيل إلى المنازل القريبة. أما الشابة بسمة الزهراني فذكرت أنها تلقت تدريبا على أيدي إحدى المتخصصات في إعداد الوجبات المنزلية في كيفية العمل وشراء المستلزمات والموازنة وتسويق المنتج حتى تفوقت هي الأخرى في هذا المجال: «وجدت بعض المضايقات في البداية لكن الأمور أصبحت أكثر انسيابية لاحقا، فالجيران يتعاملون معي ويفضلون وجباتي البعيدة عن الغش، فالنكهة المنزلية هي الرهان لكسب التنافس». وقدرت الزهراني صافي أرباحها خلال شهر رمضان بأكثر من 30 ألف ريال، مشيرة إلى أنها تستقبل باستمرار استفسارات من فتيات طامحات إلى خوض التجربة نفسها في أحياء أخرى .