بين مرحلة غاب فيها عن الأضواء ، وبين أخرى عاد من خلالها كمنافس وليس كعابر سبيل ، الفيصلي هذا الفريق الأصيل حاز على الإعجاب وفاز بنجومية الموسم واثبت أن همة الرجال كفيلة بأن تهزم الصعب وتكسر مجاديف المستحيل وترسم في لوحة الإبداع الشكل المثالي لكرة القدم الفيصلاوية تلك الكرة التي قارعت الكبار في منظومتها. الفيصلي قد يكون فريقا متواضعا في الإمكانات بسيطا في القدرات ، لكنه كبير في الطموح عملاق في الميدان، ومن يحمل مثل هذه السمات لا يمكن لوهجه الفني الجميل أن يغرب أو يتلاشى أو يصبح مجرد مرحلة. منذ الوهلة الأولى لانطلاقة دوري زين للمحترفين السعودي والفيصلي ثابت ينازل برغبة المكسب ولا يهتم بمقولة هذا كبير يصعب تجاوزه وذاك متمرس يستحال مقارعته، فالفيصلي فريق اعتمد نهجه على التحدي وسار عليه ولم يجنح وبالتالي هانحن اليوم نثني على مستوياته ونتائجه وإدارته ونجومه، ونثني على عطاءات رجال سخروها من أجل أن يستمر هذا العناني النجدي الأنيق في مواقع الكبار يلازم الهلال ويقارع الاتحاد ويعلن أفضليته بالشباب والأهلي والنصر والاتفاق. حيوه وارفعوا العقال احتراما، فالفيصلي صال وجال وحقق المبتغى والمراد ومن يفعل مثل هذا الفعل في أقوى دوري على مستوى آسيا والعرب من الطبيعي أن يحظى بالإعجاب والثناء والإشادة. إلى أين يسير الاتحاد؟ سؤال يبحث عن الإجابة لاسيما في هذا التوقيت الذي باتت فيه قوة الإتي الفنية والنتائجية تتوارى خلف ستار التعادلات. ماذا يحدث يا اتحاديون .. هل ما يحدث مقدمة لنهاية جيل العواجيز أم أن الذي يحدث نتاج طبيعي لتلك العلاقة الضبابية التي تجمع البرتغالي مانويل جوزيه مع نجومه؟ لن أبحث في عمق السؤال والسؤال عن الأسباب، لكنني أبحث عن صوت المسئول الذي يجب أن يحضر ومعه الجواب الشافي عن واقع فريق يسير ولكن بالبركة. ما فعله مطرف القحطاني بحق نجران لا يتوازى مع ما يحمله من الخبرة. مطرف ارتكب بحق النجرانيين أكثر من غلطة كادت أن تحرمهم حتى من تلك النقطة التي تحصلوا عليها أمام الرائد. أخطاء التحكيم بدأت تأخذ منحنى تصاعديا وهذه مشكلة قد تساهم في بعثرة الكثير من الأوراق خاصة فيما يتعلق بأوراق القمة والقاع. النادي السعودي الأوحد الذي يسير أموره بطريقة احترافية هو الأهلي. الأهلي منهاج متكامل لم يهتم بجانب ويبالغ في جانب ويسقط جانباً بقدر ما كان ولا يزال منهاجاً متكاملاً اهتم بصناعة الموهبة وركز عليها بالقدر الذي اهتم فيه بالألعاب المختلفة ، تلك الألعاب التي غابت عن الجميع وحضرت من خلال الأهلي. تعلموا من مدرسة الأهلي وركزوا على مقومات الفكر الرياضي القويم فيها أو على الأقل اهتموا بدعم هذا الأهلي إعلاميا لأنه بالفعل يستحق .. وسلامتكم.