في آخر استطلاع أجرته صحيفة يو. إس. توداي عن كيفية قضاء الأمريكيين البالغين (15 سنة فأكثر) ليومهم الاعتيادي أثناء أسبوع العمل. كان التوزيع كالتالي: 8 ساعات ونصف تقريباً في النوم، وأكثر من ساعتين ونصف لمشاهدة التلفزيون، وساعتين للرياضة والاستجمام، ساعة وعشر دقائق للأكل والشرب. وبالنسبة للموظفين يستغرق العمل منهم 8 ساعات وربع الساعة، ولغير الموظفين 4 ساعات ونصف في مهام مرتبطة بعمل ما. أما عمل المنزل فيستغرق 33 دقيقة يومياً في المعدل. هل تختلف هذه الأرقام لدينا نحن معشر بني يعرب عن مواطني (الأنكل) سام. حتماً نعم! خاصة فيما يتعلق بساعات العمل، فهي بالنسبة للموظف الحكومي لا تتجاوز في أحسن الأحوال 6 ساعات من الدوام الفعلي و 3 ساعات من الإنتاج الفعلي مع استثناء قلة يستحقون الدعاء والثناء. أما النوم، فهو غالباً يستغرق وقتاً أقل في ثقافتنا، فنحن قوم نعشق السهر، وربما عوضاه بنوم من الثالثة حتى المغرب، ولذا فنحن في المقابل نمضي ساعات أكثر أمام التلفزيون الموقر أو في الاستراحة البعيدة أو خلف مقود السيارة نصارع الازدحام لقضاء مشوار قد يكون بسيطاً كأداء واجب عزاء، أو شراء غرض ما. وإذا كان القوم هناك يقضون ساعتين للرياضة والاستجمام فنحن غالباً ما نقضيها في غير ذلك إلا قلة نادرة ولذلك تكبر الكروش وتترهل الأبدان وتزيد الأوزان والله المستعان. على أن النقطة الأهم هي ما يبذله الفرد الأمريكي ذكراً أو أنثى في أعمال المنزل، فتلك جزء من التربية الأسرية، ومن الثقافة السائدة لا يستنكف الرجل مهما بلغ من المكانة والمنصب من مد يد المساعدة في أعمال المنزل مثل إخراج الزبالة أو غسل الصحون أو تنظيف المنزل كنساً أو قصاً للحشيش أو غسل الملابس وكيها. ربما كان للمرأة دور أكبر، لكن للرجل دور هو الآخر، ليس زوجاً فحسب، وإنما ابناً وأخاً. مشكلتنا اليوم أن العاملة والسائق باتا ركنين أساسيين لا غنى للأسرة السعودية مهما صغرت عنهما، فمتى يتغير حالنا إلى حال أكثر جدية واستقلالية عن الغير واعتمادية على الذات؟؟!!