خوض (التجربة) والاستناد عليها والتعاطي معها بشيء من الاهتمام يمثل ركيزة النجاح لأي منتخب يبحث عن موقعه الصحيح في خارطة المنافسات لاسيما تلك التي تأخذ صفة (العالمية). وعندما تنازل بالتجربة من هم الأفضل بالاسم والتاريخ والنتائج والنجوم فمن هذا الباب يمكن لي أن أقول أنت (ناجح) حتى ولو غادرت هذه التجربة بنصف درزن، تبقى مكاسب الاحتكاك مع الأفضل خير وسيلة لبلوغ الغايات. وإذا ما أردنا مسايرة الركب فالحل السليم سيبقى مع تلك المنتخبات القوية التي نحتاج إلى مقارعتها والاحتكاك معها لكي نستفيد على غرار الاستفادة التي جنتها اليابان وكوريا أو على الأقل نستوعب من فلسفة الأشقاء في مصر والجزائر وقطر كون هذا الثالوث العربي بات اليوم وليس الأمس ينتهج مفهوم التجربة مع الأقوى كون الأقوى دائماً يضيف المفيد وليس العكس. المنتخب السعودي يمتلك في واقع اليوم مقومات فنية كفيلة بأن تجعله في مصاف تلك القائمة التي دائماً ما يشار إليها بالبنان وعندما أقول المنتخب السعودي يملك ويمتلك المقومات الثابتة في لعبة كرة القدم فهذه مع تلك حقيقة يشهد عليها التاريخ ويشهد عليها جيل من الخبراء جلهم وليس بعض منهم أجمعوا على أن المنتخب السعودي قادر على مقارعة الكبار من حدود البرازيل إلى أقصى بقعة تراب في الصين. نملك الموهبة ونملك النجوم وإذا ما حاز العمل الرياضي داخل دائرة اتحادنا الموقر على التحليل والنقاش والقراءة فإن المحصلة دائماً ما تضعنا أمام مناخ رياضي عالي الجودة لكنه فقط يحتاج إلى حسن الاستيعاب لمرحلة البناء أعني بناء منتخب سعودي يستند على خوض التجارب مع المنتخبات القوية لا على خوض التجارب لمجرد خوض التجارب. بالأمس خسرت مصر من الإنجليز بالثلاثة لكنها فازت بالأهم والأهم هنا هو الاحتكاك فلماذا لا نبادر أو بالأحرى لماذا المنتخب السعودي لا يجد المبادرة السليمة لكي ينازل خصماً كالبرازيل أو خصماً آخر كالأرجنتين وفرنسا وإيطاليا؟ مالياً لا أعتقد أن هناك عجزا يجبرنا على عدم الحصول على موافقة مثل تلك المنتخبات، وتاريخياً لا نعتقد أن هناك من يعتبر القبول بمنازلتنا ودياً أنها (مغامرة) فالأخضر السعودي تاريخ تسيد آسيا وتسيد الخليج ورسخ قوته في نهائيات كأس العالم تلك التي هزمنا من خلالها بلجيكا وأحرجنا فيها الهولندي وبلغنا دورا آخر لم يكن في حسابات من هم حولنا. لكي نبني صح يجب أن نعمل صح والبناء الصحيح يبدأ بمقارعة الكبار عالمياً أما مسألة الاعتماد على (التنظير) فالتنظير الذي نعتمد عليه لن يقودنا إلى مبتغى الطموح بقدر ما يقودنا إلى مرحلة إخفاق آخر لا نحلم بعودته ولا نتمنى تكراره. وأخيراً علينا بالعمل والعمل والعمل ومتى ما عملنا صح أجزم بأن الطير السعودي الحر سيعود أكثر تألقاً وأكثر تميزاً وأكثر إنجازاً وبطولة وسلامتكم.