عندما تعرض منزل جارتي للسرقة منذ أيام في وقت قياسي وفي ساعات الليل الأولى والناس مازالت يقظة والشوارع مضاءة ومليئة بالسيارات عادت بي الأحداث للوراء عندما تعرض منزلنا للسرقة منذ خمس سنوات وبأسلوب مطابق لسرقة منزل جارتي وبوقت قياسي لا يتجاوز الساعتين لكن في حي آخر يقال إنه راق وبعيد عن الشبهات وسيارات الدوريات تقوم بجولاتها الباردة فيه بين فترة وأخرى! وبالرغم من ذلك تعدد السرقات فيه أرعبنا ودفعنا للانتقال لحي آخر أهدأ لكن السرقات بدأت تغزو منازله كل فترة! وكالعادة جارتي لم تحضر لهم الأدلة الجنائية لرفع البصمات إلا بعد مرور ساعات على السرقة مثل وقت سرقة منزلنا حيث حدثت السرقة مابين 7 9مساء ولم يحضروا لرفع البصمات إلا الساعة 4 فجراً وكان تبريرهم حينها كثرة سرقة المنازل وضغط العمل لديهم! ولا يجدون أمامهم عزاء لكل متعرض للسرقة إلا عبارتهم المشهورة \" المهم سلامة الأرواح\"! ببساطة وبالرغم من التبليغ واتخاذ الاحتياطات الأمنية بوضع أجهزة الإنذار وكاميرات المراقبة على المنازل إلا أن دخول المنازل للسارقين أصبح من البطولات التي يصعب التعرف عليها من قبل المعنيين! حيث كثير من المتعرضين للسرقات المنزلية لا يتم إخبارهم عند القبض على السارقين ولا يتم التشهير بهم بعد القبض عليهم للحد من تكرار فعلتهم الشنيعة هذه، ويكونون عبرة لأمثالهم، ولا يتم تطبيق حدّ السرقة في كثير منهم وهذا هو الأهم لأنه سيبتر هذه الجرائم المتكررة بحق الآمنين من جذورها. لذلك المتوقع من الجهات المختصة اعتماد إجراءات دقيقة للوقاية من تفشي سرقة المنازل والسيارات التي انتشرت جهاراً نهاراً، وتوجيه دعوة عامة عبر الموقع الإلكتروني لوزارة الداخلية لجميع المتضررين من هذه السرقات للمشاركة بوضع خطط أمنية وقائية وعلاجية أيضاً لمعرفة أوضاع هؤلاء المنحرفين! والأفضل دعوة أسر هؤلاء الذين امتهنوا السرقة كمهنة أساسية في حياتهم لمعرفة الدوافع من دخولهم البيوت الآمنة وذلك لإعداد خطط تهدف مساعدتهم وعلاجهم من هذا الداء الذي جعل كثيراً من البيوت لا يشعر سكانها بالأمان حتى في وضح النهار خاصة أن الأمر لم يعد يقتصر على مستوى الحي، بل أصبح منتشراً في جميع الأحياء بمختلف مستوياتها! وأتمنى ألا يصل حالنا كما عرض في مسلسل طاش ما طاش عندما أصبح بطلا الحلقة يرحبان بالحرامية الشباب كضيوف معززين ويقدمان لهم ما يملكون خوفاً من عنفهم المفاجئ والسبب بلاشك يعود لقلة الرقابة في الأحياء، وقلة الروابط الاجتماعية بين الجيران حيث لسان حال كل جار يقول \" يا الله نفسي \".. وأخيراً متى يتم تفعيل دور الشرطة المجتمعية لأننا فعلاً بحاجة لها نفسياً وأمنياً في شهر رمضان الكريم \" وكل عام وأنت بخير\".