محمد بن عبدالرحمن: مطار الملك سلمان يحول الرياض لمركز عالمي للنقل والخدمات اللوجستية    فهد بن سلطان يطّلع على نتائج القبول بجامعة تبوك    أمير الشرقية يستقبل أمير الفوج التاسع    الذهب ينخفض.. وتوقعات بخفض أسعار الفائدة    جمعية "أُسر" تطلق خطتها الإستراتيجية (2025-2030).. تحوّل نوعي لتنمية قطاع الأسر واستدامته وريادته    طهران تعدم متهماً بالتجسس لصالح إسرائيل    الصومال يشدد قبضته الأمنية على الإرهاب    سوريا تجهض مخططاً إرهابياً يستهدف كنيسة    السفارة تتابع مقتل القاسم وتعيد جثمانه    انقلاب شاحنة مساعدات يقتل 20 فلسطينياً في غزة    أخضر السلة يخسر أمام الصين في أولى موجهاته بالبطولة الآسيوية    القيادة تهنئ حاكم عام جامايكا بذكرى استقلال بلاده    الرياض تستضيف أبرز بطولات التنس العالمية "Six Kings Slam"    التعليم.. استثمارنا الأعمق    محافظ الطائف: هيئة كبار العلماء لها دور في إبراز رسالة الإسلام السمحة    أمير نجران يطلق جمعية الإبل    الرياض وجهة عالمية لعرض وبيع الصقور    فيصل بن مشعل يدشن مركز الملك عبدالعزيز للمؤتمرات بجامعة القصيم    البدير في ماليزيا لتعزيز رسالة التسامح والاعتدال    إنجاز طبي في الأحساء.. زراعة منظم ضربات قلب لاسلكي لمريض    النائب العام يستقبل سفير جمهورية مصر لدى المملكة    فريق سفراء الإعلام والتطوع" يزور مركز هيئة التراث بجازان    مفردات من قلب الجنوب 9    محسن بخيت: نواف رجل المرحلة الحالية للهلال    59% من منشآت القطاع الخاص دربت موظفيها على الحاسب    66 مليون شجرة مساهمة القطاع الخاص بمكافحة التصحر    قرب عودة المدارس يشعل الإيجارات    أرتيتا يؤكد أن آرسنال «مؤمن» بقدرته على إنهاء صيامه عن الألقاب    البلاسيبو.. عندما يتحول الوهم إلى شفاء    هل نقد النقد ترف أم ضرورة؟    تفاصيل انتقال داروين نونيز إلى الهلال    « OpenAI » تبحث بيع كمية من أسهمها    زيلينسكي: يبدو أن روسيا أصبحت أكثر ميلا لوقف إطلاق النار    مثول المتهم بقتل محمد القاسم أمام محكمة كامبريدج    وزير الدفاع يبحث مع نظيره الأمريكي تطوير الشراكة الإستراتيجية    السعودية والعراق توقعان اتفاقية في مجال مكافحة المخدرات    إحباط تهريب (10) كيلوجرامات من مادة الحشيش المخدر في جازان    ارتفاع عدد وفيات سوء التغذية في غزة إلى 193 بينهم 96 طفلاً    مؤشر سوق الأسهم السعودية يغلق مرتفعًا عند مستوى (10946) نقطة    مركزي جازان ينجح في إزالة ثلاث عقد في الغدة الدرقية الحميدة بالتردد الحراري دون تدخل جراحي    "صندوق الاستثمارات " و"جولف السعودية" يطلقان مبادرة مبتكرة لتصوّر ملاعب الجولف المستقبلية    محافظ تيماء يستقبل مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة تبوك    البريد السعودي ‏يُصدر طابعًا تذكاريًا بمناسبة تكريم أمير منطقة ⁧‫مكة‬⁩ المكرمة ‬⁩تقديرًا لإسهاماته    أمير تبوك يستقبل رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد    معرض «المهمل»    «إنسان» تودع 10 ملايين ريالٍ في حسابات المستفيدين    الموارد: نخطط لنموذج مستدام لرعاية كبار السن    هل يقرر الطالب مستقبله.. أم يُقرّر له؟    تمكين المواطن ورفاهيته بؤرة اهتمام القيادة    والد ضحية حفل محمد رمضان: أموال الدنيا لن تعوضني عن ابني    هيئة التراث ترصد (24) حالة تعدٍ على مواقع وقطع أثرية    سفير سريلانكا: المملكة تؤدي دوراً كبيراً في تعزيز قيم التسامح    صحن المطاف مخصص للطواف    تقليل ضربات الشمس بين عمال نظافة الأحساء    الراحل تركي السرحاني    أمير جازان ونائبه يلتقيان مشايخ وأهالي محافظة هروب    مستشفى د. سليمان فقيه بجدة يحصد اعتماد 14 مركز تميّز طبي من SRC    روائح غريبة تنذر بورم دماغي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أي مستقبل للسلاح النووي الاستراتيجي؟
نشر في شبرقة يوم 22 - 05 - 2009

عقدت في موسكو، يومي التاسع عشر والعشرين من أيار مايو 2009، الجولة الأولى من المباحثات الروسية الأميركية، التي تهدف إلى التوّصل لاتفاقية بديلة لمعاهدة خفض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية، المعروفة ب "ستارت -1"، التي ينتهي مفعولها في الخامس من كانون الأول ديسمبر القادم.
وكانت قد جرت، في العاصمة الإيطالية روما، في 24 نيسان أبريل الماضي، مشاورات روسية أميركية لهذا الغرض، على مستوى الخبراء.
وتقترح الولايات المتحدة بأن تعتمد الاتفاقية الجديدة مبدأ التخفيض المتبادل للأسلحة النووية الاستراتيجية، المنتشرة عملياتياً، وأن تقتصر على ذلك في الوقت الراهن. في المقابل، تطالب روسيا بأن يشمل الاتفاق الجديد كافة الرؤوس النووية، المنشورة (العملانية) والمخزنة. وكذلك حاملاتها الاستراتيجية، من الصواريخ الأرضية والبحرية، وقاذفات القنابل الاستراتيجية الثقيلة.
وثمة خلاف بين الخبراء الأميركيين حيال هذه النقطة، حيث يرى بعضهم ضرورة فرض قيود على تصنيع أية أسلحة نووية جديدة، وأية وسائل لحمل وإطلاق السلاح النووي. ويرى هؤلاء أن عدم تحقيق ذلك سيعني فشلاً مشتركاً لكل من روسيا والولايات المتحدة، على حد سواء.
من جهة ثانية، تطالب الولايات المتحدة بضرورة حظر الرقابة على الحاملات والرؤوس النووية التي تم نزعها واستبدالها برؤوس تقليدية. وتعارض روسيا هذا الطلب، وترى أنه يتيح إمكانية الزيادة السرية في قدرة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية.
وعلى صعيد ثالث، يرى الروس أن تقليص القدرات الهجومية الاستراتيجية يجب أن تصحبه ضمانات بعدم تطوير منظومات الدفاع الاستراتيجية المضادة للصواريخ. ويُعنى بهذا الأمر، على وجه خاص، الدرع الأميركية المضادة للصواريخ، المراد نشره في شرق أوروبا.
وتختلف روسيا والولايات المتحدة، من جهة رابعة، حول مبدأ نشر الأسلحة الهجومية الاستراتيجية خارج أي من الدولتين، إذ يرفض الجانب الأميركي التقيّد بعدم نشر هذه الأسلحة خارج حدوده.
وقد دخلت لندن على خط النقاش الدائر بين واشنطن وموسكو، وقدم وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ميليباند، خلال كلمة له في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، مقاربة ترتكز على ثلاث نقاط ، هي: أولاً، اتخاذ إجراءات لمنع انتشار السلاح النووي. وثانياً، تقليص الترسانات النووية بأقصى درجة، لدى كافة البلدان النووية. وإعداد أطر قانونية وقيود على هذا السلاح، صارمة وقابلة للتفتيش، على أن يشمل تنفيذ هذا الإجراء مفاوضات روسية أميركية، والتوصل إلى اتفاق حول تقليص ترسانتيهما النوويتين بصورة ملموسة. ويجب أن تشارك في هذه المفاوضات، كما يرى ميليباند، الدول النووية الأخرى، مع الاستعداد لتقليص الاحتياطي الموجود لديها إلى أدنى حد. كما اقترح الوزير البريطاني حظر كافة تجارب السلاح النووي، من أجل الحد من إمكانية تطويره. ودعا ميليباند، من جهة ثالثة، إلى إيجاد حلول للمعضلات التي تنشأ جراء تقليص الترسانات النووية إلى حد تصفيتها التامة.
وكانت وزيرة خارجية بريطانيا السابقة، مارغريت بيكيت، قد رأت في كلمة لها في واشنطن، في حزيران يونيو 2007، أنه حان الوقت للتفكير في الانتقال من إطار ثنائي، بين الولايات المتحدة وروسيا، حول نزع السلاح إلى إطار جديد، يتناسب مع وقائع عالم ما بعد الحرب الباردة.
وحسب بعض التقارير، فقد اقترحت واشنطن على موسكو، بشكل غير رسمي، فور وصول الرئيس باراك أوباما إلى البيت الأبيض، إجراء عملية تقليص للأسلحة النووية للبلدين بنسبة ثمانين في المائة. ونسبت صحيفة "التايمز" اللندنية إلى مسؤول في إدارة أوباما قوله إن نتيجة الاتفاقية المقترحة قد تكون خفض ما تملكه كل من الولايات المتحدة وروسيا من رؤوس نووية إلى ألف رأس.
وقد رفضت موسكو هذا الاقتراح قبل أن يصل إليها، معتبرة أن سر قوتها يكمن في السلاح النووي.
وفي الأول من نيسان أبريل الماضي، قال البيان المشترك، الصادر عن القمة التي عقدت في لندن، بين الرئيس أوباما والرئيس الروسي دميتري ميدفيديف: إن الرئيسين يؤكدان على أن معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية (ستارت – 1 ) قد أدت وظيفتها تماماً، حيث جرى التوصل إلى الحد الأدنى من حجم هذه الأسلحة.
وأكد الرئيسان سعيهما لوضع تصوّر جديد للحد من هذه الأسلحة.
وقد وقّع الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة معاهدة (ستارت – 1)، في الحادي والثلاثين من تموز يوليو 1991، ودخلت حيز التنفيذ في الخامس من كانون الأول ديسمبر 1994. وتشارك في هذه المعاهدة كلٌ من روسيا والولايات المتحدة، وثلاث دول غير نووية، هي بيلاروسيا وكازاخستان وأوكرانيا. وانتهت في العام 2001 فترة السنوات السبع التالية لدخول الاتفاقية حيز التنفيذ. وكان يتعين على روسيا والولايات المتحدة، بحسب الاتفاقية، تقليص ترسانتيهما من الأسلحة الهجومية الإستراتيجية إلى 1600 وسيلة لحمل الأسلحة الهجومية الإستراتيجية، و6000 شحنة نووية. وذلك شريطة ألا يتجاوز عدد الشحنات النووية على الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، والصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات 4900 شحنة. وعدد الشحنات النووية على الصواريخ الباليستية المنقولة العابرة للقارات 1100 وحدة. وعدد الشحنات النووية على الصواريخ الباليستية الثقيلة العابرة للقارات 1540 وحدة.
وبالإضافة إلى ذلك، اتفق الجانبان على الامتناع عن صنع وتحديث بعض الوسائل الخاصة بإيصال الشحنات النووية، وعدم زيادة عدد الشحنات المنصوبة على الصواريخ المتوفرة. وعدم جعل وسائل النقل التقليدية حاملة للسلاح النووي. وقد ألحق بهذه المعاهدة عدة بروتوكولات واتفاقيات، ترتبط أساساً بآليات الرقابة على تنفيذها.
وفي العام 1991، سحبت الولايات المتحدة من أوروبا الغربية الصواريخ النووية، الباليستية والجوالة، التكتيكية العملياتية، المرابطة على البر. والصواريخ الجوالة المرابطة على متن الغواصات. وقابلها الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف بخطوة مماثلة، حيث قام بتفكيك منصات صواريخ "أس.أس. 20" المنصوبة في أوروبا الشرقية. ولكن بعد هاتين المبادرتين لم تدخل الأسلحة النووية التكتيكية ضمن نطاق الاتفاقيات الخاصة بخفض السلاح النووي. وانحصرت المداولات بين واشنطن وموسكو على الأسلحة النووية الاستراتيجية.
وفي العام 1993، وقعت روسيا والولايات المتحدة معاهدة (ستارت 2) ، التي هدفت إلى إجراء مزيد من التخفيضات في ترسانتيهما النوويتين. بيد أن روسيا انسحبت من هذه المعاهدة في العام 2002، بعد أن تخلت الولايات المتحدة عن معاهدة الدفاع المضاد للصواريخ لعام 1972.
وما يمكن قوله خلاصة، هو أن مستقبل المباحثات الأميركية الروسية حول خفض الأسلحة النووية الاستراتيجية سوف يتوقف، ضمن أمور عديدة أخرى، على طبيعة الخيارات الكونية لكلا البلدين. وحيث أن إدارة الرئيس أوباما قد اعتمدت مبدأ التعددية والوفاق، في مقاربتها للعلاقات الدولية، فإن فرص الاتفاق الأميركي الروسي تبدو اليوم واعدة، أكثر من أي وقت مضى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.