لقي 35 شخصا على الاقل حتفهم في تفجير انتحاري في مطار موسكو - دوموديدوفو أكبر مطارات روسيا يوم الاثنين في هجوم يحمل بصمات المتشددين الذين يقاتلون من أجل اقامة دولة إسلامية في منطقة شمال القوقاز. وتعهد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بملاحقة ومعاقبة مدبري الهجوم الذي تسبب أيضا في إصابة نحو 130 شخصا خلال فترة ما بعد الظهيرة المزدحمة. وقالت يكاتيرينا الكسندروفا وهي مترجمة كانت تنتظر في صالة الوصول المكتظة لمقابلة عميل قادم من الخارج "وقع الانفجار على مسافة قريبة تماما مني. لم اصب لكنني شعرت بهزة قوية. الناس كانوا يتساقطون." وقالت عبر الهاتف "بدأ الدخان يتجمع.. كان هناك الكثير من الدخان." وأضافت "الكثير من المصابين خرجوا من تلقاء أنفسهم وهم في حالة من الصدمة. وبدأ بعد ذلك (المسؤولون بالمطار) الاعلان عن معلومات بشأن أماكن الخروج." وقال الكرملين ان ميدفيديف الذي وصف التمرد في شمال القوقاز بأنه أكبر تهديد لامن روسيا أجل سفره الى منتدى دافوس الاقتصادي العالمي في سويسرا. وتعهد المتمردون مرارا بنقل حملة التفجيرات الى موسكو وضرب وسائل النقل وأهداف اقتصادية. وكتب ميدفيديف على موقع تويتر "ستشدد الاجراءات الامنية في محطات المواصلات الكبرى." وأضاف "ننعي ضحايا الهجوم الارهابي في مطار دوموديدوفو. وسيتم تعقب مدبريه ومعاقبتهم." وهوى مؤشر سوق الاسهم الروسية المقومة بالروبل (ام اي سي اي اكس) بحوالي 2 بالمئة عقب التفجير الذي هز صالة الوصول بمطار دوموديدوفو بموسكو. ووضع مستخدمو تويتر على الموقع صورا التقطت بواسطة الهواتف المحمولة لعشرات الاشخاص الممددين على الارض في الوقت الذي تعبأت فيه القاعة بالدخان الكثيف مع اشتعال النيران في احد الجدران. وأظهرت لقطات سجلت عقب الانفجار مباشرة موظفي المطار وهم يستخدمون الاضواء الساطعة لشق طريقهم في ارجاء المكان الذي عمته الفوضى. وأوضحت لقطات مصورة بعد لك عمال الطواريء وهم ينقلون المصابين على محفات الى خارج القاعة. وكان رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الذي يقتسم السلطة مع ميدفيديف الاقل نفوذا قد خاطر بسمعته السياسية بشأن قمع التمرد في شمال القوقاز. وشن بوتين حربا في اواخر عام 1999 في الشيشان للاطاحة بحكومة انفصالية. وحققت تلك الحملة اهدافها المباشرة وساعدته على تولي الرئاسة بعد ذلك بعدة شهور ولكن التمرد امتد منذ ذلك الحين الى الانجوش وداغستان المجاورتين. وقال جلين هوارد رئيس معهد جيمس تاون الامريكي للابحاث "لا يبشر ذلك بخير للعلاقات الروسية مع شمال القوقاز وهو دلالة اخرى على أن ما بدأه بوتين في عام 1999 بغزو جمهورية الشيشان المتمردة ارتد اثره على صاحبه مجددا في العاصمة الروسية." وأضاف "الانفجار الي وقع في دوموديدوفو سيعزز بشكل اضافي وجهة النظر بين النخبة الروسية بأن بوتين بدأ يفقد السيطرة على الامن في العاصمة وهو ما يصب في مصلحة اعدائه." ويقول محللون ان المتمردين يخططون لزيادة حملتهم العنيفة بينما تستعد البلاد للانتخابات الرئاسية عام 2012 والتي قد تشهد عودة بوتين مجددا للرئاسة. وقالت وسائل الاعلام انه جرى تشديد اجراءات الامن في مطاري موسكو الاخرين اللذين سيستقبلان الرحلات المحولة من مطار دوموديدوفو. وشهدت موسكو أسوأ هجوم في مارس اذار 2010 عندما نفذت امرأتان تفجيرين انتحاريين في مترو الانفاق مما ادى الى مقتل 40 شخصا.