دراسة حديثة: الأم السعودية في حاجة إلى تثقيف

حول طرق تحضير حليب الأطفال واستخدامه

كشفت دراسة حديثة، حول عادات تغذية الأطفال المتبعة في منطقة الشرق الأوسط، تدني مستوى ثقافة الأمهات ومعرفتهن بأصول تحضير الحليب لأطفالهن.
وبيّنت الدراسة أن أكثر من نصف الأمهات اللاتي شاركن في الاستطلاع من السعودية والكويت ولبنان والإمارات العربية المتحدة، البالغ عددهن 200 أم، لا يتبعن عادات سليمة وآمنة لتحضير وحفظ الحليب.
وذكرت شركة "ميلوبا أبتاجونيور" المتخصصة في حليب الأطفال التي أجرت الاستطلاع، أن الرسالة الشاملة لهذا الاستطلاع تقول: إن الأم بحاجة إلى مستويات أعلى بكثير من الدعم والتثقيف لضمان معرفتها للحقائق الطبية والعلمية المثبتة حول طرق تحضير واستخدام حليب الأطفال بشكل حصري، سواء كمكمّل للرضاعة الطبيعية أو عند الفطام.
وأظهرت هذه الدراسة التي نفذتها شركة إبسوس للأبحاث أن 94 ٪ من أولئك الأمهات كنّ واثقات من معرفتهن بالإجراءات السليمة لإطعام أطفالهن، إلا أن نسبة كبيرة منهن لم يكنّ يتبعن خطوات سليمة وآمنة لحفظ وتحضير حليب الأطفال، ما قد يعرّض أطفالهن لخطر الإصابة بمجموعة متنوعة من الأمراض، التي قد تتراوح أعراضها بين المغص والإسهال والحساسية.
ورغم الاعتراف على نطاق واسع في منطقة الشرق الأوسط بأن حليب الأم أفضل من الحليب الصناعي للأطفال دون سن 12 شهراً، إلا أن الحليب الصناعي يستخدم إما كمصدر أساسي للتغذية أو كمكمّل لحليب الأم. ونظراً إلى عدم اكتمال جهاز المناعة لدى الأطفال دون 12 شهراً، فإنهم يكونون أكثر عرضة للجراثيم والبكتيريا التي يمكن أن تنشأ من جراء تحضير حليب الأطفال بطريقة غير صحيحة.
وأشارت الدراسة إلى أن ما يقل عن ربع الأمهات اللاتي شملهن الاستطلاع، كنّ على معرفة بضرورة استخدام الماء المغلي والمبرد لخلط الحليب، وهي الطريقة الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية لضمان عدم تلوث الحليب بالبكتيريا.
وأظهرت الدراسة أن 27 ٪ فقط من الأمهات في السعودية يستخدمن الماء المغلي عند تحضير الحليب لأطفالهن. كما أن ما يقرب من 16 ٪ من الأمهات في السعودية يعتقدن أنه من الممكن تخزين حليب الأطفال المعد مسبقاً في الثلاجة لمدة تصل إلى 12 ساعة، غير مدركات أن مثل هذه الممارسات قد تعرض أطفالهن للإصابة بالبكتيريا الضارة. وأقر 13 ٪ من الأمهات اللواتي شملتهن الدراسة، بعدم اتباعهن لتعليمات الاستخدام المدونة على علب حليب الأطفال.
وقال الدكتور خالد العطوي، أخصائي طب الأطفال الخدج وحديثي الولادة: "يسهم غلي المياه حتى 100 درجة مئوية في القضاء على معظم البكتيريا. وتنصح غالبية الشركات المصنعة لحليب الأطفال باستخدام الماء المغلي والمبرد، مع التنويه إلى أن هذا الشرط قد يختلف بحسب مصدر المياه وعمر الطفل".
وأضاف أنه "بالنسبة للرضع دون الشهرين، فلا بدّ من غلي المياه حتى لو كانت معبأة، وذلك لإزالة المعادن الزائدة التي يحتمل أن تضرّ بالرضيع". وقال: إنه "في منطقة الخليج العربي، لا يستحسن استخدام مياه الصنبور مباشرة دون غليها، إذ إن مياه الصنبور المحلاة قد تكون أكثر عرضة للتلوث نتيجة تآكل الأنابيب المعدنية مقارنة مع مصادر المياه الأخرى".
وتابع الدكتور العطوي قائلاً: "مما يثير القلق أيضاً أن نسبة مرتفعة من الأمهات في منطقة الشرق الأوسط لا يتبعن إجراءات آمنة لحفظ حليب الأطفال. وقد أظهرت الدراسات أن تحضير المياه بصورة غير سليمة، وإعادة استخدام وإعادة تسخين حليب تم تحضيره منذ أكثر من ساعة واحدة قد يؤدي إلى تشكّل البكتيريا الضارة".
وأضاف محذراً: "يمكن لتلك البكتيريا أن تسبب مخاطر صحية خطيرة للأطفال الرضع، وأن تسفر عن أمراض يمكن تجنبها إذا ما تم تزويد الأمهات بمعلومات صحيحة حول هذا الموضوع. وبالتالي، فإنني أشجع الأمهات على إرضاع أطفالهن بصورة طبيعية باعتباره الخيار الأسهل والأكثر تعقيماً".