حذَّرت خبيرة التقنية الحيوية للملوثات البيئية في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة نائب المدير التنفيذي المكلف وعضو مجلس إدارة جمعية البيئة السعودية ومديرة منتدى البيئة والتنمية المستدامة الخليجي الثاني، الدكتورة ماجدة أبورأس، من النفايات الإلكترونية التي يصعب التخلص منها أو حتى إعادة تدويرها والاستفادة منها، بسبب التوسع في استخدام إلكترونيات في المجتمع السعودي، التي تتحول فيما بعد لكومة واسعة من النفايات الخطرة التي تضر بالبيئة وتعمل على تدميرها، مشيرة إلى أن المملكة تنتج سنوياً ما يقارب 3 ملايين طن من النفايات الإلكترونية. وأوضحت الدكتورة ماجدة أبورأس، بمناسبة قرب انعقاد المنتدى والمعرض الدولي للبيئة والتنمية المستدامة الخليجي الثاني، الذي تستضيفه مدينة جدة خلال الفترة من 26 إلى 28 جمادى الآخرة، أن خطورة النفايات الإلكترونية تكمن في أنها تتسرب إلى طبقات المياه الجوفية، أو تتطاير في الأجواء لتسبب تلوث الهواء. وأضافت أنه يتم التخلص في الولاياتالمتحدةالأمريكية سنوياً من 200 مليون جهاز كومبيوتر، وأوروبا 130 ألف جهاز كومبيوتر، فضلاً عن ملايين الأجهزة الأخرى من الهواتف والتلفزيونات وغيرها، إلا أن النفايات الإلكترونية في المملكة لا يُتخلص منها. وأكدت أن العالم يتخلص سنوياً من 50 مليون طن من الأجهزة الإلكترونية القديمة منها مليار جهاز كومبيوتر في أنحاء العالم. وأشارت الدكتورة ماجدة أبورأس أن نتائج استطلاع عالمي أجرته أشهر شركة في تصنيع الهواتف المتنقلة، أجريت مع 6500 شخص في 13 دولة من بينها المملكة، كشفت أن الأغلبية يحتفظون بأجهزتهم القديمة في المنزل من دون استخدامها. وبينت أنه بناء على إحصاءات عن عدد الهواتف المحمولة في المملكة اتضح أن عدد الهواتف المحمولة أكثر من العدد الإجمالي للسكان، حيث بلغ 36 مليون مشترك، مقارنة مع 25 مليون نسمة، ونسبة انتشار اقتناء الهواتف الخاصة تقارب 144 في المائة. وشددت على أن وكالة حماية البيئة العالمية أشارت إلى أن النفايات الإلكترونية التي تشكل 85 في المائة تذهب إلى مدافن النفايات، مخلفة وراءها تلوثاً بيئياً يهدد صحة الإنسان وغذاءه. وبينت أبورأس أن هذه المخلفات تختلط بالمخلفات العادية وتنشر مادة الديوكسين، وهي من السموم الخطيرة للهواء والتربة والمياه الجوفية، ومن ثم تهدد صحة الإنسان والكائنات الحية من نبات وحيوان، وتكفي بضعة شهور ليتحول الحاسب الآلي إلى قنبلة بيئية موقوتة. وحذرت من الأثر المدمِّر لمخلفات الأجهزة الإلكترونية التي تضم مواد سامة كالزئبق والرصاص، التي تترسب في التربة لفترات طويلة وتحيلها إلى أراضٍ غير صالحة للزراعة. ولفتت إلى أن المملكة لا يوجد بها برامج لفرز هذه المخلفات وتدويرها أو التخلص منها بطرق آمنة، ولا يوجد كذلك أنظمة تقنن التعامل مع مخلفات من هذا النوع، لهذا تذهب في عمومها إلى مرامي نفايات البلدية الصلبة.