ناشد ما يزيد على 30 مُصوِّراً ومصورة من الفوتوغرافيين بلجنة التصوير الضوئي بجمعية الثقافة والفنون بمحافظة الطائف رفع الظلم والتفرقة العنصرية عنهم، اللذين يمارسهما مدير الجمعية ضد كل مصوِّر لا ينتمي إلى قبيلته نفسها. جاء ذلك من خلال شكواهم الرسمية المرفوعة إلى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، الذي وعدهم بالنظر في شكواهم بعد أن كانت قد وصلته عبر القنوات المعتمدة بشكل رسمي. وكان المصوِّرون والمصوِّرات قد ذكروا في شكواهم أن "مدير الجمعية قام بتعيين أحد أبناء عمومته مقرراً للجنة، وسمح له بالتطاول على المصورين، وبعد مطالبات عدة لمدير الجمعية بالنظر فيما يقوم به مقرر اللجنة قام الأخير بالتمادي، ونعت أحد المصوِّرين بأن جذوره ليست سعودية، ولا يحق لمن ينتمي إلى جذور من (تركستان أو بخارى) أن يعترض على قرارات ابن القبيلة المبجَّل، ويسانده في ذلك مدير الجمعية بعدم اكتراثه لما نقدمه من شكاوى ومطالبات بأبسط الحقوق؛ ما جعلنا نتجه إلى الصحافة؛ فنشر المصوِّر أيمن تركستاني مقالاً بجريدة الوطن تحت عنوان (جمعية الثقافة والفنون.. أنت غير سعودي)". عندها تحرك مدير الجمعية خشية أن تنكشف عنصريته، وطلب من المصوِّرين عقد اجتماعات ومحاولة الصلح لإيقاف الشكاوى؛ حتى يظهر بمظهر المنصف العادل، وبعد أن أصرَّ المصوِّرون على أن "ابن عمه" مقرر اللجنة لا يصلح لهذا الموقع؛ لانعدام ثقافة التعامل عنده، ناهيك عن ثقافة التصوير، وأن المصوِّرين يريدون ترشيح مصوِّر آخر هو "عبيد الفريدي" لمنصب مقرر اللجنة، حينها حاول مدير الجمعية الالتفاف على مطالبهم، وبدلاً من تعيين المصوِّر المذكور مقرِّراً قام بمخالفة نظام الجمعية والرفع لإدارة الجمعية السعودية بأن المصورين يطالبون بمساعد لمقرر اللجنة؛ حتى لا يُحرج أمام أبناء عمومته، وتمت الموافقة على زيادة عضو آخر باللجنة حسب توصية مدير الجمعية، ورفع له بالمباشرة عضواً رسمياً باللجنة تحت إشراف مقرر اللجنة "ابن عمه"، الذي رأى بهذا التعيين إهانة له؛ فقام بالتمادي أكثر على المصورين، وطلب منهم عدم دخول مبنى الجمعية بدون إذنه، وقام بإغلاق الغرفة السوداء الفارغة من المعدات التي يسميها مدير الجمعية ب"الاستوديو"؛ لكي لا يدخل المصورون إلى الجمعية، عندها تقدم المصور الفريدي بشكوى إلى مدير الجمعية، تحمل كل الملاحظات على مقرر اللجنة، وأرفق استقالته معها، حينها لم يمتلك مدير الجمعية الشجاعة الكافية لحسم الخلافات وإنصاف المصورين، بل طلب من مقرر اللجنة تقديم استقالته حتى لا يتحدث المصورون للصحف أو يتجهوا إلى إدارة الجمعية السعودية للثقافة والفنون. وذكر المصورون أن مدير الجمعية حينها وافق على أن يكون المصور الفريدي مقرراً للجنة كما طلبوا، ولكن بشرط أن يتم ترشيح أحد أبناء القبيلة "ابن عمه الآخر" عضواً رسمياً بلجنة التصوير الضوئي، فيما قام بعدها المصور الفريدي مقرر اللجنة بتقديم أسماء لمصورين عدة يُعدُّون من كبار المصورين بالمنطقة، ولأن مصلحة أبناء العم أهم من مصلحة الثقافة رفضها المدير، وطالب الرفع باسم "ابن العم"؛ حتى يتم تحقيق الطلب بترسيمه مقرراً. وأمام تلك التحديات ما كان عليه إلا أن رفع باسم "ابن عم المدير"، ولم يعلم هو والمصورون كافة أنها مجرد مخدر موضعي حتى تهدأ الأوضاع، ويقوم بوضع "ابن العم الجديد" مقرراً. وأشار المصورون في معرض شكواهم إلى أن المدير، وفي تحايل صريح، وخوفاً من أن يُلاحظ الجميع ذلك التعصب القبلي منه عند الرفع بابن العم الجديد قام بكتابة "اسم الفخذ بدلاً من اسم القبيلة"، حينها صدر القرار بتعيين المصور الفريدي مقرراً للجنة، وكذلك تعيين "ابن عم المدير" عضواً رسمياً باللجنة بتاريخ 4/ 7/ 1431ه، عندها أصبح مدير الجمعية يمارس كل أنواع التمييز العنصري داخل اللجنة، ومن تلك الممارسات تسهيل الأعمال ل"ابن العم" وتعطيل كل ما يقوم به المقرر والمصورون داخل اللجنة، ومنها عدم صرف المخصصات المالية للجنة حتى تتعطل الأنشطة ويتهمهم بعدم القدرة على العمل؛ لكي يصبح ابن العم هو الأفضل. وأوضح المصورون في شكواهم بعض المواقف التي تضرروا منها قائلين: "في النشاط الأخير للعام 1431ه طلبنا إقامة ورشة تصوير ومعرض جماعي، على أن تبدأ الورشة بتاريخ 20/ 11/ 1431ه، وخُصِّص لها مبلغ 2000 ريال، ويليها المعرض الجماعي لمصوري الطائف بتاريخ 24 / 11 / 1431ه، وخُصِّص له مبلغ 7000 ريال؛ ليصبح إجمالي مبلغ النشاطات 9000 ريال، لم يُصرف منها إلا مبلغ 2000 ريال، واقتُصَّ منه النصف 1000 ريال ضريبة مشاركة بملتقى (وج الثقافي)، الذي يحمل شعاراً شارك في تصميمه ابن العم، وبقي مبلغ 1000 ريال لكي نقيم ورشة تصوير يحضرها أكثر من 40 مصوراً، وهذا أحد أنواع التضييق المالي. وعند إقامة الورشة وعدم إلغائها قام بما هو أكبر من ذلك؛ حيث رفض صرف مبلغ المعرض وهو 7000 ريال، وهو على علم بالتزام مقرر اللجنة للمصورين بالموعد، وكذلك تسليم الصور للمطبعة وإبلاغ ضيف الشرف مفتتح المعرض بموعد الافتتاح؛ لأنه يريد إفشال الأنشطة؛ لكي يثبت عدم جدارة أي فرد من خارج القبيلة بهذا المكان". وقالوا: "بعد مطالبات عدة رفض بحجة عدم وجود مبالغ مالية، مع أن ذلك المبلغ يخص لجنة التصوير، ولا يحق لأي لجنة صرفه، وقد تم اعتماده من بداية السنة المالية للجنة، عندها علمنا بما يريده مدير الجمعية؛ فتطوع المصورون بجمع مبلغ للخروج من تلك المشكلة وإتمام المعرض على حسابهم الخاص؛ فأُقيم المعرض في موعده المحدد، وهو يحمل شعار جمعية الثقافة والفنون التي لم تساهم بشيء سوى محاولة إفشاله". وأضافوا "وبعد انتهاء المعرض عدنا للمطالبة بالمبالغ المخصصة؛ لأننا لن نسمح لأحد بإخفائه، وبعد مطالبات عدة كي نحصل على مخصصات اللجنة التي اختفت فجأة تم تحويل المبلغ إلى حساب مقرر اللجنة الخاص بتاريخ 21 / 12 / 1431ه، أي بعد انتهاء النشاط بشهر. وبعد هذا التحويل قرَّر مدير الجمعية إرجاع لجنة التصوير إلى عهدة القبيلة؛ لأن ابتعادها عن القبيلة لمدة خمسة أشهر يُعتبر مدة طويلة؛ فكيف تُسلَّم لغير أبناء القبيلة كل هذه المدة؟". وقد بحث مدير الجمعية عن أعذار فلم يجد سوى المعرض الأخير الذي أُقيم على حساب المصورين الخاص، ولم تساهم الجمعية حتى بالافتتاح؛ حيث لم يحضر مدير الجمعية الافتتاح؛ لأنه كان يتوقع عدم إقامة النشاط لعدم صرف مخصصاته، وقام يكتب الأعذار، وهو "أمر دُبِّر بليل"، ورفع إلى إدارة الجمعية السعودية للثقافة والفنون، وصدر قرار من مجلس إدارة الجمعية يقضي بتعيين "ابن عم المدير" مقرراً للجنة وتعيين المصور الفريدي عضواً رسمياً باللجنة كما أراد مدير الجمعية الذي كرَّس جهوده لخدمة القبيلة فقط، وجعل من الصرح الثقافي مقراً لممارسة العنصرية. وانتهى المصورون من خلال خطابهم المرفوع لوزير الثقافة والإعلام بقولهم، وبشكل خاص لمعاليه: "لقد قرأنا لكم مقالات عدة تنبذ العنصرية، وهي ما شجعنا لمخاطبتكم، ومن تلك المقالات ما كتبته في يوم الثلاثاء 20 يوليو 2010 تحت عنوان (دروس من المونديال)، الذي ذكرتم فيه: لقد تابعت عدداً ليس قليلاً من مباريات المونديال الأخير، وكان لافتاً لي الكلمات التي يلقيها قادة المنتخبات لمناهضة العنصرية قبل المباريات، والسؤال الذي أطرحه: لماذا لا نستثمر هذا التقليد في المباريات الجماهيرية بملاعبنا؛ لنمرر عبر اللاعبين رسائل تربوية وأخلاقية وثقافية ترفض العنصرية والتطرف وتحث على مكارم الأخلاق والإتقان في العمل؟ إن شعبية اللاعبين من اللازم استثمارها بالتضافر مع كل الوسائل الممكنة والمعتادة والناجعة لمواجهة الظواهر السلبية في المجتمعات. لم يعد هناك أي مبرر للتعالي على كرة القدم؛ لأنها أصبحت صناعة تساهم في رفع الدخل الوطني". وواصل المصورون القول: "ها هي إحدى الظواهر السلبية تتفشى في مجتمعاتنا الثقافية، وهي العنصرية؛ فكما ورد في نصوص المنظمة الدولية (الأممالمتحدة) على أنها: أي تمييز أو استثناء أو قيد أو تفضيل مَبنيّ على الجنس أو اللون أو الوراثة أو القومية أو الأصل العرقي". ففي كل يوم نشاهد هذه العنصرية في جمعية الثقافة والفنون بالطائف (التعصب للقبيلة)، الذي يتنافى مع سنن الكون في تحقيق الوحدة والتعايش بين أفراد المجتمع، وهو نقيض لآية من آيات الله في كتابه العزيز هي {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير}. وقالوا: "مصيبة أن تجد مَنْ يدير أحد روافد الثقافة في المنطقة ويرتدي نظارة سوداوية ينظر بها بدونية إلى من لا يحمل اسم قبيلته نفسه!". وخاطب المصورون خوجة بقولهم: "هذا ما حدث ويحدث كل يوم داخل هذا الصرح الثقافي؛ فعندما انطلقت مساء 22 محرم 1432ه بجدة جلسات لقاء الخطاب الثقافي السعودي بمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في دورته الثالثة، التي تناولت (القبلية والمنطقية والتصنيفات الفكرية وأثرها على الوحدة الوطنية)، لم يدر بخلد من يحضر هذه الجلسة أن هناك من يناقض قرارات هذا الحوار ويقع على مقربة منهم وموكل إليه إدارة إحدى المؤسسات الثقافية بالمنطقة!". واختتموا المصورون شكواهم بقولهم: "إنها معاناة أبناء المنطقة نرفعها إلى الوزير، وهي أمانة أردنا إيصالها لكم ورفعها عن كاهلنا، وإننا لا نطمح من خلال هذا الخَطْب إلى تحقيق منصب بل إلى العدل والمساواة بين إفراد المجتمع".