قالت الجمعية الفلكية بجدة: إن كسوفاً كلياً للشمس حدث صباح اليوم الجمعة 20 مارس 2015، واستغرقت كامل مراحله 4 ساعات و9 دقائق. وأوضح رئيس الجمعية المهندس ماجد أبو زاهرة، أن ذلك الكسوف الكلي للشمس كان الأول منذ 3 نوفمبر 2013، وأول كسوف كلي في القرن الحادي والعشرين يحدث بالتزامن مع الاعتدال الربيعي، في حدث نادر جداً؛ فهذا التزامن لن يتكرر حتى العام 2034، وبعد ذلك سيحدث تزامنان في 2053 و2072، قبل الانتقال إلى القرن الثاني والعشرين.
وأضاف أن مسار الكسوف سلك طريقاً متقوساً فوق شمال المحيط الأطلسي والمحيطات القطبية؛ حيث بدأ رحلته من جنوب غرينلاند، وبعد ذلك التفّ عكس اتجاه عقارب الساعة، واتجه إلى الشمال الشرقي عابراً بين آيسلندا والمملكة المتحدة.
وأشار "أبو زاهرة" إلى أن مسار الكسوف الكلي عَبَر فوق جزر "فارو" النرويجية وأرخبيل "سفالبارد"، وبعد ذلك تَقَوّس بعكس عقارب الساعة باتجاه الشمال الغربي؛ حيث غادر سطح الأرض بالقرب من القطب الشمالي.
وكان الكسوف الكلي قد وصل ذروته العظمى بموقع يبعد 260 كيلومتراً شمال جزر "فارو"، واستمر في شكله الكلي مدة دقيقتين و47 ثانية، وبشكل استثنائي بلغ عرض ظل القمر الساقط على سطح الأرض 464 كيلومتراً وبطول 150 كيلومتراً، وهذا بسبب أنه قبل حوالى 14 ساعة تقريباً وصل القمر إلى نقطة "الحضيض" أقرب نقطة في مداره حول الأرض على مسافة 357.584 كيلومتراً "المحاق العملاق"؛ ونظراً لأن القمر عَبَر فوق القطب الشمالي؛ فقد سقط على الأرض بزاوية مائلة جداً، وكانت النتيجة أن أصبح "ظل القمر" بيضاوي الشكل.
وبعد حوالى نصف ساعة من مغادرة ظل القمر جزر "فارو"، قام القمر بسقوطه الثاني والأخير على اليابسة في أرخبيل "سفالبارد".
وقد رُصِد الكسوف في شكله الجزئي في مساحات واسعة في الوطن العربي، شملت: أقصى شمال السعودية، وبلاد الشام، وشمال إفريقيا، بِنِسَب متفاوتة في احتجاب قرص الشمس.
جدير بالذكر أنه بعد أسبوعين من هذا الكسوف الكلي للشمس، سيحدث خسوف كلي للقمر غير مشاهَد في الدول العربية.