وجهت الأكاديمية والكاتبة د. خيرية إبراهيم السقاف في صحيفة "الجزيرة" التحية للجندي محمد الرويلي الذي ساعد امرأة على الوضع في نفق بمكة المكرمة، بمساعدة زوجته عبر الهاتف، مطالبة الآباء والأمهات والتربية والمعلمين بأن يسردوا قصة الرويلي للصغار، واعتبرت أنه نموذج متقدم لرجل الأمن المسؤول، والواجب الإنساني، والمبادرة الحيوية، وموقفه لا يجب أن يمر عابراً دون أن يلتفت إليه، متوقعة أن يتلقى التكريم وأن يمنح ترقية يستحقها. يربط الكاتب الصحفي راشد محمد الفوزان في صحيفة "الرياض" بين الفقر وزيادة جرائم الاعتداء على النفس، خاصة في المدن الكبرى كالرياض، التي تنمو سريعاً، ويبدو الفارق بين الغنى والفقر واضحاً، يصعب على بعض الفقراء استيعابه، ثم يطالب بفتح ملف التغير الاجتماعي الحادث بالمملكة، يأتي ذلك تعقيباً على التقرير السنوي لهيئة التحقيق والادعاء العام الذي نشر، وسيطرح بمجلس الشورى للنقاش ويتعلق بقضايا الاعتداء على النفس, أي بوضوح قضايا اعتداء على الآخرين، إما قتل أو انتحار, وتصدرته الرياض بأعلى نسبة حيث وصلت إلى 3916 قضية بارتفاع بنسبة 61 % عن العام الماضي.
كاتبة سعودية: احكوا قصة الجندي محمد الرويلي لأطفالكم وطلابكم وجهت الأكاديمية والكاتبة د. خيرية إبراهيم السقاف في صحيفة "الجزيرة" التحية للجندي محمد الرويلي الذي ساعد امرأة على الوضع في نفق بمكة المكرمة، بمساعدة زوجته عبر الهاتف، مطالبة الآباء والأمهات والتربية والمعلمين بأن يسردوا قصة الرويلي للصغار، واعتبرت أنه نموذج متقدم لرجل الأمن المسؤول، والواجب الإنساني، والمبادرة الحيوية، وموقفه لا يجب أن يمر عابراً دون أن يلتفت إليه، متوقعة أن يتلقى التكريم وأن يمنح ترقية يستحقها، وقالت الكاتبة: "هذا هو الموقف الذي يستدعي الحديث عن نماذج تشعر بواجبها فتبذل له وتقف من أجله وتبادر له، ولا تتنصل بدعوى عدم الاختصاص أو الفراغ من الخبرة, كما يستدعي الحديث عن حاجة رجل الميدان في مواقف الضرورة.. لأن تكون لديه خبرات عامة يتلقاها ضمن دراسته وتعليمه، ليواجه بها الطوارئ، إلى جانب الإسعافات الأولية، المزيد من الخبرات المناسبة بما يؤهله عند مواجهة الحالات المحتمل حدوثها ما يمكنه من تطبيقها، كمواجهة حالات النزيف العارض، أو الولادة الطارئة، كالتي واجهها محمد وكانت خبرات زوجته معه على الهاتف موجهاً ودليلاً"، وتضيف الكاتبة: "مثل موقف محمد الرويلي الجندي الشاب في نفق علي بمكة المكرمة، وحده لا يمر عابراً دون أن يلفت إليه اهتمام من يدرك أهمية ما قام به.. لعله سيتلقى التكريم وأتوقع أن يمنح ترقية يستحقها، بقدر ما أنقذ حياة اثنين المولود ووالدته، دون تردد مع أن مسؤوليته لا تختص بما فعل.. ولعل ما قام به يذكر أمثاله بأهمية النصوع في مواقف الضيق، والتذليل في مسارات العسر، ونسيان الذات عند طلب الحاجة.."، وتتوجه الكاتبة إلى الجندي محمد الرويلي قائلة: "مني تحية بكل حرف هنا وبكل دعوة في الغيب للشاب الجندي محمد الرويلي في موقفه الجلي بنور البصيرة مع أم (محمد أحمد عمر يسلم) مولود «نفق عمر» بمكة المكرمة في عربة, لحظة ذروة، ما كان لهذا المولود أن يرى النور بسلام، لولا أن سخر له الله هذا النموذج الفذ من شباب الأمن والمسؤولية: الجندي محمد بن حمدان النصيري الرويلي"، ثم تطالب الآباء والأمهات والتربية والمعلمين بأن يسردوا قصة الرويلي للصغار وتقول: "ضعوا قصة موقفه الشهم في قراءات الطلاب نموذجاً رائعاً لشاب المسؤولية والعطاء. بارك الله فيه ووفقه.. فلا تنسوا اسمه في سجل نماذجكم.. وحكاياتكم لصغاركم".
الفوزان: حين لا يجد الشخص كفاف عيشه.. ما الذي يمنعه من ارتكاب الجريمة؟ يربط الكاتب الصحفي راشد محمد الفوزان في صحيفة "الرياض" بين الفقر وزيادة جرائم الاعتداء على النفس، خاصة في المدن الكبرى كالرياض، التي تنمو سريعاً، ويبدو الفارق بين الغنى والفقر واضحاً، يصعب على بعض الفقراء استيعابه، ثم يطالب بفتح ملف التغير الاجتماعي الحادث بالمملكة، يأتي ذلك تعقيباً على التقرير السنوي لهيئة التحقيق والادعاء العام الذي نشر، وسيطرح بمجلس الشورى للنقاش ويتعلق بقضايا الاعتداء على النفس, أي بوضوح قضايا اعتداء على الآخرين، إما قتل أو انتحار, وتصدرته الرياض بأعلى نسبة حيث وصلت إلى 3916 قضية بارتفاع بنسبة 61 % عن العام الماضي. ففي مقاله "صراع المعيشة يرفع الجريمة" ينقل الكاتب عن التقرير أن "عدد القضايا التي تم التحقيق فيها هذا العام وصل إلى 18505 قضايا بارتفاع 19 %, وهذه القضايا التي تم التحقيق فيها ولا يشمل ما لم يتم بالطبع التحقيق فيها، وهذه لا إحصاء لها أو معرفة بها, وتصدرت الرياض أعلى نسبة حيث وصلت إلى 3916 قضية بارتفاع بنسبة 61 % عن العام الماضي، أي ازدياداً لا انخفاضاً, وبالمدينةالمنورة وصلت إلى 1974 قضية, بزيادة 14 %, وانخفضت بمناطق أخرى أيضاً كالحدود الشمالية وغيرها حتى تكون رؤيتنا موضوعية"، ويعلق الكاتب قائلاً: "نتوقف هنا عند هذه النسب والمؤشرات.. فالواقع يقول: إن تطور ونمو المدينة، أي مدينة، يزيد الفرص للعمل والعكس أيضاً، كل طبق رؤيته وإمكانياته, ولكن نحتاج إلى دراسة الأثر السكاني والنمو الكبير كما يحدث بالرياضوجدة وغيرها كمدن رئيسة, ودراسة عن مستوى ارتفاع الاعتداء على النفس، كما تقول الأرقام، وبين الحاجة المالية والضعف في القدرة على الحياة الكريمة"، ويضيف الكاتب: "إن ضعف القدرة المالية والفقر والحاجة لا شك تولد حاجة وضغوطاً نفسية كبيرة لكل إنسان, والمعالجة تعتمد وتتباين من شخص لآخر, ولكن الملاحظ هو ارتفاع نسبة الاعتداء على النفس, فهل هذا يفسر بالضعف المالي لدى المواطنين.. باعتبار الأجنبي يأتي ولديه عقد عمل لا بطالة, ولكن كم نسبة من يهربون أو من هم مخالفو الإقامة؟"، ويقول الكاتب محذراً: "ماذا نتوقع من هذا الشخص الذي لا يجد كفاف عيشه؟ ما الذي سيمنعه من الجريمة وهو لا يجد ما يخسره؟"، ويتساءل الكاتب: "ارتفاع نسب الاعتداء على النفس رغم ارتفاع مستوى الدخل للدولة ورغم نمو المشاريع وتعدد الفرص وحجم الحراك الاقتصادي الذي نعيشه ماذا يعني؟ هناك فجوة في مجتمعنا أياً كانت هذه الفئة, ولكن حين لا يجد الشخص ما يخسره أو يتوقف عنده، ما الذي سيمنعه من القيام بجريمة أيا كانت؟"، ثم يطالب الكاتب بفتح هذا الملف قائلاً: "يجب أن يفتح ملف هذا التغير الاجتماعي الذي بدأنا نراه ونسمعه ونتحدث به, أصبحنا نرى سرقة سيارات بنوك تمول مكائن الصرف, سرقة هاتفك وأنت تسير في الشارع, سرقة حقيبة امرأة بالأسواق, كسر سيارات وسرقة سيارات, سرقة برميل غاز, سطو على صيدليات وبقالات وليموزين وغيرها, أصبحت صحفنا تحمل الكثير من هذه الأخبار"، وينهي الكاتب بقوله: "رغم كل هذا النمو المالي والدخل العالي, ولكن هناك فقر وحاجة تزدادان, فهل هذا حقيقة أو ضعف في العقاب والتطبيق؟ كل الملفات مفتوحة وسنرى ما سيفعل مجلس الشورى".