تفاعل 3 كتاب في صحيفة "عكاظ" مع معاناة المواطن والمقيم من الارتفاع غير المبرر لأسعار الطماطم ، حيث رأى الكاتب حمود ابو طالب ان الطماطم تصدرت القضايا بعد ان تراجعت كل القضايا الأخرى، مرجعا السبب في ذلك الى ان لقمة العيش هي الأهم دائما، فيما افتتح الكاتب خلف الحربي مقاله حول "هفوات" بعض المسؤولين وتصريحاتهم "الغريبة" بقوله: اذا كان الكلام من فضة فان السكوت من صندوق طماطم باعتبار أن صندوق الطماطم أصبح من المجوهرات. أما الكاتب خالد السليمان فقال في مقاله: هزمني الغلاء في جولات عديدة، لكنني لم أكن أتصور يوما أن يهزمني بسبب صندوق طماطم!! ويضيف: كنت أحسب أن الغلاء بات يملك من المهارة والخبرة ما يجعله أكثر ذكاء وحكمة في اختيار ساحات معاركه وتحديد مواعيد خوضها، غير أن الغلاء لا يوفر ساحة ولا يهدأ لحظة، كما أنه لا يخوض معاركه بأخلاق الفرسان!! عندما وقفت في المتجر أمام صندوق الطماطم أتأمل في حباته المستديرة سيطر علي شعور بالعجز عن امتلاكه، ليس لأنني لا أملك ثمنه، وإنما لأنني أجد صعوبة في الاستسلام للغلاء، تذكرت الأرز، خسرت أمامه وما زلت أقنع نفسي بأنني لم أستسلم، ربما هكذا أتعايش مع خسائري!! عندما وقفت أمام صندوق الطماطم الثمين، لم أكن أقف أمام ساعة مرصعة بالأحجار النفيسة، أو سيارة فارهة، أو عقد من الألماس، بل أمام صندوق طماطم، ورغم ذلك شعرت بنفس شعور العجز الذي أشعر به عندما أقف أمام شيء باهظ الثمن!! أستطيع أن أستبدل الساعة المرصعة بالجواهر بساعة رخيصة الثمن ما دامت تعطيني نفس الوقت، وأستطيع أن أستبدل السيارة الفارهة بسيارة اقتصادية ما دامت تنقلني إلى نفس المشوار، وأستطيع أن أستبدل عقد الألماس بإكسسوارات جميلة ما دامت تعطي زوجتي نفس الأناقة، لكن بماذا أستطيع أن أستبدل صندوق الطماطم؟! فلا بديل للشبع غير الجوع!! من جانبه قال ابو طالب : استعدادا لخوض الانتخابات النيابية في مصر خلال الشهر القادم اختار المرشح عبد الغني الجمال الطماطم لتكون وسيلته للوصول إلى الناخب، حيث يطرح يوميا أطنانا منها للبيع بأسعار مخفضة (3 4 جنيهات)، في حين يبلغ سعر السوق حوالي 10 جنيهات، مضيفا: كل القضايا تتراجع إلى الوراء حين تصبح لقمة العيش مشكلة الإنسان. الطماطم تصبح أهم من كل الشعارات المستهلكة، ورغيف الخبز أهم من كل البرامج الإصلاحية الفانتازية التي تلهج بها أبواق السياسة العربية منذ زمن طويل. وبما أننا في سيرة الطماطم فإن سعرها لدينا ارتفع مؤخرا أكثر من ارتفاعه في مصر، لكن على الأقل سيستفيد البعض من هذا الارتفاع هناك لتحقيق مكاسب انتخابية، وسوف يتمتع المواطن بالحصول عليها بثمن رخيص لفترة محدودة، بينما لن يستفيد أحد لدينا من هذا الارتفاع المجنون لأسعارها سوى المحتكرين لسوقها.