سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رجل الأعمال الموسى ل"سبق": مطاراتنا "بدائية" وخدمات الطرق السريعة "غاية في السوء" قال:"ما زلتُ أعيش في جلباب أبي و"لا تحزن" أثر في حياتي و"الهلال" في قلبي
عبدالعزيز العصيمي – سبق - الرياض : "ما زلتُ أعيش في جلباب أبي؛ أستفيد وأتعلم منه"، "وُلِدتُ وفي فمي ملعقة من ذهب"، "هلالي.. والهلال يسكن في قلبي"، "الأسهم والعقارات مجال عملي.. وصاحب صنعتين كذاب"، "الشباب ليس عندهم إلا مقاهي الشيشة على الطرقات السريعة"، "مطاراتنا بدائية.. والخدمات على الطرق السريعة حالتها سيئة جداً"، "أرفض أن يقتصر العمل الخيري على فئة محددة"، "ليس لدينا منتجعات سياحية بالمعنى الصحيح، ولم أرَ سوى هذا المنتجع"، "خسرت ملايين في الأسهم الأمريكية، وعوضت ذلك في السوقين السعودي والإماراتي".. هذا بعض ما قاله رجل الأعمال سلطان الموسى في حواره مع "سبق"، الذي لم يُخفِ فيه خسارته في الأسهم، ولا هلاليته التي تمكنت من قلبه، ويرفض أن يعمل في غير مجاله، ويحزن على حال المطارات السعودية بالمقارنة بحال المطارات الأخرى في العالم، وحزنه أشد على حال المساجد على الطرق السريعة، وفرشها الذي يرثى له، والحمامات السيئة التي لا يستطيع المرء دخولها، مفضلاً قضاء حاجته في الخلاء على دخولها، ولا يرفض شراكة تجارية مع سيدات الأعمال، ولكن بشرط أن يتقي المرء الله - عز وجل -، ويعترف بأن الشباب ليس لديهم أماكن للترفيه في المملكة.. في الحوار الكثير من الآراء المثيرة، وفيما يأتي نصه: * متى بدأ اسم رجل الأعمال سلطان الموسى بالظهور؟ - بدايتي كانت مع أخي موسى عام 1413ه؛ حيث افتتحنا شركة، ومنها بدأت حياتي التجارية، وبعدها بسنوات افتتحت مجموعتي الخاصة. *كيف كان وقع الأزمة الاقتصادية العالمية على رجال الأعمال السعوديين؟ - نحمد الله أن المملكة لم تتأثر مباشرة مما حدث من الأزمة العالمية بحكم عدم اعتمادها على القروض الدولية، وكانت سياسة المملكة في الصرف مقننة، وزيادة الطلب على البترول واعتدال أسعاره قللا من الصدمة الاقتصادية التي حدثت في العالم على السعودية، ورجال الأعمال السعوديون هناك هم مَنْ تأثر بالأزمة، وهم من استهدفوا المكاسب السريعة، ولكن هناك مَنْ لم يتأثر بالأزمة، خصوصاً من كانوا يسيرون على خطط مدروسة وأسس سليمة وقاعدة صلبة. *كيف يستطيع رجل الأعمال أن يكون له قاعدة صلبة؟ - التوكل على الله أولاً، والعمل بما يرضي الله، وتجنب الربا والشبهة، والقناعة وعدم التبذير، وعدم التسرُّع في الكسب. *المرأة السعودية بوصفها سيدة أعمال هل هي قادرة على منافسة الرجل في العمل التجاري؟ - المرأة تُعتبر نصف المجتمع؛ فهي الأم والأخت والزوجة ومربية الأطفال.. ولا يمنع أن تشارك أخاها الرجل في دورة العجلة الاقتصادية، ويكون لها دور فعّال في النمو الاقتصادي والمشاركة في نهضة المجتمع، خاصة في المشاريع التي تركز على العنصر النسائي مثل أسواق نسائية والمشاغل والمستشفيات والمطاعم النسائية، وكل ما يخص عالم المرأة، ويستحسن لصاحبة رأس المال أن تدير أعمالها بنفسها، وأن تطلب دعماً من الدولة لتسهيل مراجعتها لأقسام الوزارة والدوائر الحكومية لإيجاد أقسام نسائية. * هل تذكر سعوديات سيدات أعمال تحس بأنهن نجحن في التجارة؟ - نعم, منهن لبنى العليان ورنا العقاد. *هل ستوافق لو دخلت معك سيدة أعمال في تجارة مشتركة؟ -إذا كان عملاً يُرضي الله وفيه فائدة للطرفين, وفق دراسة جدوى اقتصادية؛ فما المانع؟ *وماذا عن مناخ الاستثمار الحالي في المملكة؟ - السعودية تُعتبر أرضاً بكراً وخصباً للمزيد من المشاريع والاستثمارات، ويعتبر توافر السيولة في البنوك دائماً أمراً أساسياً لترجمة المشاريع الخاصة مثل المدن السكنية والمدن الترفيهية التي تحتاج إليها، وما يشملها من مدارس ومعاهد مهنية وكليات تقنية ومناطق ترفيهية مشجعة على قضاء إجازات في الوطن الغالي؛ حيث إن المواطنين السعوديين يصرفون ما يقارب 12 ملياراً سنوياً في السياحة الخارجية، والأولى أن تُصرف في الوطن، وذلك بتوفير البنية التحتية للمشاريع. *حدِّثنا عن علاقتك بوالدك الشيخ عبدالعزيز الموسى رجل الأعمال المعروف. وما الأشياء التي اكتسبتها منه؟ -الوالد كان يعاملنا كأصدقاء, وأنا بصراحة لم أبدأ من الصفر؛ فالوالد كان يساعدنا ويوجه كلاً منا في شركة خاصة, وحتى لو خسرنا كنا نجد منه الدعم والتشجيع, وقد تعب علينا كثيراً, ونحن وجدنا ملعقة من ذهب, وعلاقتي بالوالد أكبر من كل شيء, ولن توفيه صفحات حقه, وشهادتي فيه مجروحة, وأعتبر نفسي حتى الآن أسير على سمعته وطريقته في العمل، ولله الحمد على ذلك. *من وجهة نظرك هل طيبة الوالد الزائدة ورطته في مشاريع؟ -الوالد ذكي جداً، وطيب جداً, ويستطيع تعويض أية خسارة تحدث له. * مساهمات بعض رجال الأعمال في العمل الخيري لماذا تقتصر على الأيتام؟ وأين دعمهم للمحتاجين؟ - قال تعالي {وأما اليتيم فلا تقهر. وأما السائل فلا تنهر}، والرسول أوصى باليتيم وبمساعدته والوقوف معه, وتعويضه عن فقدان والديه, أو أحدهما. وأي شيء ينفع البشرية سأدعمه, حتى لو كان مخترعاً، وأنتقد مَنْ يحصر الدعم في فئة معينة، وعلى كل رجل أعمال أن يعلم أن 2.5 % من ماله زكاة للمحتاجين. * شركة موسى وسلطان ابنا عبدالعزيز الموسى في فترة من الفترات كانت فيها مساهمات متعثرة، ما تعليقك؟ - هذا كلام سوقي، والسوق له هفوات، ومشاكل المساهمات لدينا تنحصر في حدود الملكية بالنسبة إلى موقع الأرض بيننا وبين جيراننا، وأنا أستغرب لماذا لم يحصل أي نزاع على حدود الملكية بين المالك السابق للأرض وجيرانه، وحدث ذلك في مساهمة وحيدة هي مساهمة الثقبة التي صُفّيت تماماً، ونحن المستثمرين حتى الآن لم نستطع الحصول على أراضينا وحقوقنا بسبب أمور إدارية، ولكن المساهم صُفِّي له كامل حقوقه. * بوصفك رجل أعمال هل تؤمن بوجود الرشوة؟ -لا أستطيع التعليق على هذا الأمر, ولكن لا يخلو مكان في العالم من الرشوة. *هل حدث معك أن طلب شخص منك رشوة؟ -تحدث هذه الأشياء، ولكنني لا أقبلها أبداً على نفسي, ولا على أبنائي ولا على وطني، ولكني أسمع كثيراً عن أشخاص يقولون إن أعمالهم لا تكتمل إلا بوجود الرشوة. أنا قد أساعد كثيراً من الأشخاص، ولكن دون مقابل. *ما اتجاهاتك في مجال الاستثمار؟ - هناك دراسة لبعض المشاريع التي نقوم بها في المجموعة؛ حيث إن هناك برجاً تحت التأسيس ومركزاً تجارياً ومشاريع أخرى تحت الدراسة. *هل أسست شركة مساهمات؟ -أنا من مؤسسي "شركة موطن" وكذلك "شركة الخليج القابضة" في الكويت، وغيرهما من الشركات المحلية والخارجية. *كم خسرت في الأسهم؟ وكم كسبت؟ -خسرت في الأسهم الأمريكية ملايين, لكن الحمد لله استفدت من السوق السعودي والسوق الإماراتي؛ فهما بنظري الأفضل. *حدثنا عن مشاركتكم في العمل الاجتماعي العام؟ - ولله الحمد لنا مشاركات في دعم الجمعيات الخيرية ومساعدات خاصة لمن تثبت حاجته في أوراق رسمية، وأتمنى من الله القبول. *هل وجدت فوضى في الجمعيات الخيرية؟ -نحمد الله أنه يوجد في بلدنا العديد من الجمعيات الخيرية، ويقودها أناس أكفاء كالأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - لكن المشكلة أنك تجد جمعيات لديها إمكانيات وفي أماكن لا يوجد فيها فقراء كثر؛ فالسؤال هنا: لماذا لا يكون هناك تنسيق بين الفروع؛ فمثلاً جمعية بشمال الرياض تقول إن لديها خزينة جيدة، أما فرعها في جنوبالرياض فيشتكي من خزينته الخاوية؛ لذا فجمعية إنسان تستحق الدعم؛ لأن لديها رؤية واضحة وإدارة متطورة، وأنا أحب أن أدعمها, وأتمنى استثمار جزء من أموال الجمعيات في إنشاء معاهد لتعليم الحرف اليدوية وتعليم من لا عمل له حرفة يحتاج إليها الوطن كالكهرباء والسباكة والنجارة؛ حتى يكون متعلماً ومستغنياً عن الصدقة والزكاة، خاصة الشباب. *المعروف أنك عضو شرف في نادي الهلال، أين أنت من النادي؟ -الهلال يسكن قلوبنا، وأنا عضو شرف, وسبق أن دعمت شركتنا النادي أيام الأمير محمد بن فيصل, وهو لم يقصر معنا؛ فقد وضع دعايتنا على قمصان الفريق, ويُشكر عليها. *كم كانت قيمة الرعاية في ذلك الوقت؟ -كانت أقل من الآن بكثير. *ألم تفكر في الاستثمار الرياضي؟ -فكرت وما زلت أدرس هذا الأمر. * في نادي الهلال فقط أم في أي ناد آخر؟ -"البزنس" في أي مكان سواء الهلال أو أي ناد آخر، ورجل الأعمال يبحث عن الفائدة. *هل لك طموح في رئاسة ناد رياضي في يوم ما؟ -في الفترة الحالية لا, ولكن ربما في المستقبل. * حدثنا عن شخصية أثرت في حياتك.. -الوالد طبعاً والأخ فهد –رحمه الله- لأنني كنت قريباً منه كثيراً. *هواية تحرص عليها رغم مشغولياتك الكثيرة.. -الرحلات البرية والسباحة والرياضة؛ لأن العقل السليم في الجسم السليم، إضافة إلى القراءة. *كتاب أثر في حياتك.. - كتاب "لا تحزن" للشيخ عائض القرني. *ما أهم قرار اتخذته في حياتك؟ -افتتاح مجموعة سلطان الموسى. *موقف طريف حدث لك.. - وأنا في خارج المملكة أحسست بألم في أسناني؛ فذهبت إلى الطبيب، وقرر عمل "حشوة" ، وأخبرني بأن ذلك يحتاج إلى جلسات عدة، وقام بتنظيفها لتكون الجلسة القادمة "تلبيش وحشوة"، ولكني قررت الرجوع إلى الرياض أنا وزميلي، وفي الطائرة آلمتني أسناني وكنت أتأوه من شدة الألم، وكان زميلي يضحك من ذلك الموقف؛ فأضحكني رغم ألمي. *هل تحب السفر؟ -أحب السفر كثيراً، سواء للعمل أو الرحلات أو الترفيه. *ما الذي ينقص مطاراتنا في السعودية؟ -تختلف المطارات الخارجية عن مطاراتنا كثيراً؛ للأسف مطاراتنا بدائية بشكل كبير. *مثل ماذا؟ ما الذي لفت نظرك في دبي وغير موجود عندنا مثلاً؟ - تتمنى أن تذهب للمطار في دبي قبل الرحلة بثلاث ساعات، أما هنا فتتمنى أن تدخل الطائرة مروراً بالمطار؛ لا توجد أماكن ترفيهية ولا أسواق ولا صالات جميلة ولا مناظر طبيعية جذابة، حتى دورات المياه - أكرمك الله – سيئة، وكذلك المعاملة داخل المطار. *جميع المنتجعات في السعودية تمنع الشباب من الدخول؛ لأنها خاصة بالعوائل، ألم تفكر في إنشاء منتجع شبابي يحتضن الشباب؟ - لماذا عندنا كل شي متأخر؟ السبب أن كل واحد منا يريد أن يقيم مشروعاً وحده. لماذا لا يتكتل رجال الأعمال ويقيمون مشاريع سياحية ومنتجعات جميلة تدوم طوال العمر وترفه عن شبابنا بدلاً عن المشاريع الفردية قصيرة الأجل؟ بالنسبة إلى الشباب ألاحظ أنه ليس لديهم إلا المقاهي على الطرق السريعة "الشيش" أو الاستراحات، لكن هناك أشياء أخرى مثل نوادي الرماية وصالات التزلج فيها فائدة في المجتمع، ونحن متأخرون في هذا. *هل فكرت في هذه المشاريع التي ذكرتها؟ -نعم، أفكر في إنشاء نادي رماية له فروع كثيرة في جميع أنحاء المملكة. * ما المشاريع السياحية التي أعجبتك في المملكة؟ - للأسف لا يوجد لدينا إلا مشروع شاطئ الغروب في المنطقة الشرقية, وبعض مشاريع جدة. *دولة الإمارات مفتوحة وتجارية وسياحية, وتفوقت عما سبقتها في الحضارة، ما تعليقك؟ - هذا صحيح، دبي أصبحت حلم الجميع، ليس حلم العربي فقط، بل حلم الغرب من رجال أعمال وموظفين. *ما الذي لفت نظرك في دبي؟ -لفت نظري المنتجعات والمشاريع؛ فالأمر ليس أبراجاً فقط فيها تقضي فراغك؛ فهناك منتجعات للأطفال وأسواق، وهناك طريقة عرض للأسواق ممتازة، وهناك الاهتمام بالنظافة والصيانة، نحن متأخرون؛ دبي صارت تنافس الآن أمريكا في حضارتها. * في السعودية هناك مشاريع افتُتحت ممتازة، ولكن عمرها قصير مقارنة بمشاريع قديمة جداً، ألا تعتقد أن هذه المشاريع نُفذت بخطط "القص واللصق"؟ - يا ليتها كانت بخطط "القص واللصق" مثل المطارات في الخارج، كما هو في أمريكا مثل مدينة ديزني. عندنا مشكلة أساسية هي قيام المشروع للأسف بهدف الربح السريع, دون بُعد نظر ودون الاهتمام بتطوير وصيانة المشروع؛ وبالتالي يكون الفشل عاقبته. *ما الشيء الذي يزعج رجل الأعمال سلطان الموسى؟ - أكثر شيء يزعجني الخدمات التي في الطرق السريعة، مثلاً المساجد حينما تدخل الحمامات الملحقة بها تجدها "مكسرة" ولا تستطع دخولها، وتفضل قضاء الحاجة في الخلاء، وحتى المسجد نفسه تجده مهملاً في فرشة مع أنه بيت الله, والمفترض أن يكون في أحسن وجه, وكذلك محطات البنزين؛ فأول شيء تلاحظه أنها غير نظيفة، وثانيا ليست مرتبة وتختلف عن المحطات في بعض الدول المجاورة اختلافاً كلياً. *مساجد الطرق مَنْ يقف خلف مشاكلها؟ وما الحل في نظرك؟ أليس لرجال الأعمال دورٌ في ذلك؟ -رجال الأعمال لهم دور في هذا الشيء بصورة مؤكدة "من عمل منكم عملاً فليتقنه"، ولا بد لوزارة الحج والأوقاف أن تضع شروطاً معينة للتاجر، وأن تجبره على مقاولين معروفين لديها لتنفيذ المسجد، وكذلك تفرض عليهم الصيانة والتشغيل ونظافة المسجد؛ لأنه بيت الله العزيز؛ فلو ذهبت إلى الدول المجاورة ستجد أن محطات البنزين لها شركات معينة مثل شل وتوتل وقلف وغيرها من شركات النفط العالمية المتخصصة في إنشاء محطات البنزين, وطريقة عملها منظمة، ولها تصاميم معينة، فحبذا لو كان عندنا نظام يفرض على المستثمر الراغب في إنشاء محطة على الطريق السريع أن يوقع عقداً مع إحدى هذه الشركات؛ حيث يكون التصميم والإدارة من قبلها. *في النهاية ماذا تود أن تقول؟ -أشكر صحيفة "سبق" وكل العاملين فيها على إتاحتها هذه الفرصة لي, والشكر لك أخي عبدالعزيز، وأسأل الله أن يديم للجميع الصحة والعافية.