لم يعتقد فني الإنقاذ في الدفاع المدني حمود بن طارش الشمري، أن صورته العفوية التي التقطتها إحدى عدسات التصوير، فور خروجه من بين ألسنة اللهب وإنقاذه لعائلة محتجزة داخل إحدى الشقق السكنية بحائل "حريق الكيروسين"، سيتم تداولها بشكل كبير في وسائل التواصل الاجتماعي، مبدين إعجابهم بشجاعته النادرة خلال عملية الإنقاذ؛ حيث التقته "سبق"، وروى لها تفاصيل الحريق ومشاعره النابضة. ويحكي "الشمري" الذي لم ينتبه لعدسات المصورين خلال إطفاء الحريق، بل كان تركيزه منصباً على كيفية إنقاذ العائلة هو وزملاؤه، ولم يعلم إلا بعد يومين أن صورته التي بثها حساب الدفاع المدني على "تويتر" قد لاقت أصداءً واسعة ل"سبق": "لم أشاهد وميض الفلاشات، فتطايُر اللهب يخطف البصر، والتفكير كان منشغلاً؛ خشية أن يكون هناك محتجزون لم نصل لهم، وما أتذكره عند مغادرتنا موقع الحادث أننا كأفراد فرقة قوبلنا بالتصفيق من بعض الموجودين بالموقع، أما أفراد الأسرة فقدموا لنا الشكر على ما بذلنا من جهد، وحمدنا الله على سلامتهم".
ويعلق "الشمري" على صورته قائلاً: "بقدر ما أسعدني تداول الصورة وأسعد أسرتي وزملائي في العمل، إلا أنه حمّلني مسؤولية أكبر تجاه وطني، ولا يفوتني أن أشكر من الأعماق المصوّر حجي بادي الشمري الذي أظهر الصور التي تناقلها الناس، وأبرزت جهد زملائي في هذا الحادث".
ورفض "الشمري" الانفراد بدور البطولة في إنقاذ العائلة الحائلية، ويؤكد أنهم كفرقة إنقاذ عملوا سوياً حتى نجحوا في مهمتهم، ويتذكر أحداث القصة التي دارت عصر الأحد الماضي قائلاً: "تبلغنا بالحريق عند الساعة الثالثة والربع عصراً، واستغرق زمن الانتقال أقلّ من دقيقتين؛ حيث كانت المسافة بيننا وبين منطقة البلاغ تصل إلى أربعة كيلومترات تقريباً".
وبيّن: "وفور وصولنا لمنطقة الحادث شاهدنا ألسنة اللهب والدخان الكثيف تتصاعد من منزل مكون من دورين، وأُبلغنا عن وجود محتجزين داخل المنزل، فبادرنا إلى اقتحام المنزل ونحن نرتدي كل تجهيزات رجل الإطفاء من ملابس واقية وأسطوانة أكسجين وقناع، وكانت النار في مجلس في الدور الأرضي، وامتدت للمدخل، مما ساهم في احتجاز العائلة داخل المنزل".
واستكمل: "اقتحمت المنزل برفقة زملائي، ونجحنا ولله الحمد في إخراج ثلاثة من المحتجزين بما فيهم عاملة منزلية من الدور الأول داخل المنزل، فيما تمكّن زملائي من إخراج أربعة محتجزين من منطقة السطح باستخدام سيارة السلالم التي تستخدم للمباني العالية، وتمكنّا بفضل الله من إخماد الحريق بوقت وجيز".
ويضيف: "أشكر الله سبحانه وتعالى أن وفّقنا في عملنا، وساهمنا بفضل الله في إنقاذ العائلة دون أن يمسهم الأذى، وأشكر كل أبناء وطني الغالي الذين تفاخروا بجهد زملائي، وأؤكد لكم أن رجال الدفاع المدني هم عيون تسهر من أجل الوطن وأبنائه".
وقال: "أحب مساعدة الآخرين وأفرح عندما نساهم في إنقاذ حياة إنسان أو تقديم المساعدة للآخرين، والمحافظة على سلامة الممتلكات العامة والخاصة".
ويستطرد: رغم الصعوبة الشديدة التي نمرّ بها واحتمالية الإصابة أو الوفاة لأفراد الدفاع المدني خلال مباشرة الحوادث، إلا أنه ليس هنالك أجمل من إنقاذ أرواح مهددة بالموت".
وكانت فرق الدفاع المدني قد تمكّنت الأحد الماضي من إخلاء منزل بحي برزان في حائل، كما تم إخماد الحريق ونقل 5 حالات للمستشفى غادرت أغلبها المستشفى؛ حيث أعلن الدفاع المدني -في حينها- أن سبب الحريق مدفئة تعمل بالكيروسين، وأهاب بالجميع إلى أخذ الحيطة في التعامل مع جميع وسائل التدفئة.
يُذكر أن "الشمري" التحق بالعمل في الدفاع المدني منذ 10 أعوام؛ حيث يعمل على رتبة وكيل رقيب بتخصص فني إطفاء بمركز الدفاع المدني بحي البلد بمدينة حائل، وقد حصل على العديد من الدورات التخصصية، وما زال يواصل أعمال الإنقاذ التي يعشقها منذ الصغر.
