مع توجه نحو خمسة ملايين طالب إلى مدارسهم هذا الصباح، دق عدد من الكتاب والمحللين جرس اليوم الأول للعام الدراسي 1431/ 1432ه، مطالبين بتحويل المدرسة إلى مكان مغر للطلاب، يشجعهم على الدراسة والاجتهاد، كما طالبوا بالرفق بالطلاب والآباء لغرس حب العلم في نفوسهم، ف "اليوم الأول في المدرسة هو الذي يحدد -بالنسبة إلى الطالب- إن كانت المدرسة أُمًّا حانية عطوفة، أم زوجة أب جائرة متسلطة، حسب الكاتب الصحفي والتربوي السابق محمد صادق دياب، في حين طالب الكاتب الصحفي راشد محمد الفوزان بإقرار مادة دراسية تتحدث عن " قصص نجاح لمبدعين وموهوبين وصاحب الفكرة وعصاميين"، وذلك بهدف غرس التشجيع والتحفيز، وناقش الكاتبان هاشم الجحدلي وحمود أبو طالب المشكلات المتكررة كل عام من غلاء أسعار المستلزمات المدرسية، إلى النقل المدرسي ومبان المدارس، وغيرها. وبداية يرى الكاتب الصحفي والتربوي السابق محمد صادق دياب في صحيفة "الشرق الأوسط" أن "اليوم الأول في المدرسة هو الذي يحدد -بالنسبة إلى الطالب- إن كانت المدرسة أُمًّا حانية عطوفة، أم زوجة أب جائرة متسلطة، فذكريات اليوم الأول لا تنسى، ولا تذبل، ولا يداهمها النسيان"، ويقول الكاتب عن يومه الأول: "ما زلت أذكر الصفعة التي تلقيتها في الساعات الأولى من مراقب المدرسة، لأنني رحت أركض مع الأطفال، وتركت حقيبتي الحديدية الثقيلة خلفي في أحد الأركان. كرهت يومها ذلك المراقب، ثم ألحقت به عدداً من المعلمين المتجهمين"، ويوصي الكاتب قائلاً: "اليوم، ونحو خمسة ملايين طالب سعودي صفعوا الأرض هذا الصباح بأقدامهم الصغيرة في اتجاه المدرسة، ونسبة منهم يقضون يومهم الأول على مقاعد الدراسة، فرفقاً بهم وبنا، اجعلوا بوابات الولوج إلى عالم المستقبل أكثر جاذبية وإغراء ومحبة". ويطالب الكاتب الصحف علي القاسمي في صحيفة "الحياة" بمدرسة مغرية للطلاب، تشجعهم على الدراسة والاجتهاد، يقول القاسمي على لسان طالب يحاول أن يكون مجتهداً: "أنا لست طالباً كسولاً، وأرغب أن أكون مجتهداً، سأعدكم بأن أكون مختلفاً ومبدعاً وموهوباً، إنما أعطوني وعداً واحداً في أن تكون مدرستي مغرية بمبانيها وملحقاتها وفصولها ومناهجها ومعلميها وجدولها وترفيهها وأنشطتها ومكتبتها ومختبرها، و.. مقصَفِها". ويطالب الكاتب الصحفي راشد محمد الفوزان في صحيفة "الرياض" بإقرار مادة دراسية تتحدث عن "قصص نجاح" ل "مبدعين" و "موهوبين" و "صاحب الفكرة" و "عصاميين"، وذلك بهدف غرس التشجيع والتحفيز والانضباط والتقدير والدعم المعنوي والمالي وروح الفريق، يقول الفوزان: "المثير جداً لي شخصيات قرأت عنها الكثير محلياً وهم عصاميون لدرجة أن بداياتهم بدأت من تحت الصفر، أي الفقر المدقع، ومن يسمع ماذا حدث لشخصية مهمة سعودية كالشيخ سليمان بن عبد العزيز الراجحي، كما تحدث هو بنفسه مثلاً، سيعرف كيف بدأ من بيع "طائرات ورقية" و "الكيروسين" بقرش وقرشين، وأين وصل الآن، سيتعلم الكثير من التجارب والصعوبات، وأيضاً رجال أعمال سعوديون آخرون "عصاميون"، وأتمنى من كل رجال الأعمال السعوديين الذين مرت بهم تجارب صعبة في حياتهم من بداياتهم، أن يتحدثوا عنها بتوثيق وكتابة لكي تفيد الأجيال الحالية وما بعدها". ورفقاً بالآباء أيضاً، يطالب الكاتب الصحفي هاشم الجحدلي في صحيفة "عكاظ" بتشديد الرقابة على الأسواق في موسم بدء العام الدراسي، حيث يزيد الاستغلال والجشع، يقول الجحدلي: "المفارقة أن نفس الأشياء، الحقائب، والدفاتر، ومستلزمات المدرسة، تباع في أماكن بمبالغ ضخمة وتباع نفس هذه الأشياء أو شبهها بأسعار أقل بكثير، لدرجة الفداحة.. والسبب معروف: الجشع، أما المسوغ فهو الإهمال وعدم المراقبة والفلتان في السوق، وغياب الوعي عند المتسوقين". ويستعرض الكاتب الصحفي حمود أبو طالب في صحيفة "عكاظ" حكاية المشاكل المتراكمة والوعود بإنهائها مع بداية العام "القادم" لكنها تستمر كما هي، ويرصد ضمن هذه المشاكل مشكلة النقل المدرسي ويقول: "دول أخرى يعتمد سكانها جميعاً على النقل العام ويذهب طلابها وطالباتها بأعدادهم الهائلة إلى مدارسهم في وسائل النقل المدرسي، ونحن على مدى عقود متراكمة لم نستطع حل هذه المعضلة رغم مليارات التعليم التي تتزايد كل عام.. ومن اليوم أيضاً ستبدأ مجزرة المعلمات على الطرق الطويلة"، كما يستعرض مشكلة المباني المدرسية ويقول: "دائماً يكون التبرير بعدم وجود أراض لإنشاء المدارس عليها رغم أننا نشاهد مئات الأراضي البيضاء داخل كل مدينة"، ويضيف: "أما قضية المناهج فستظل ساحة الصراع والتصفيات لفرض رؤية واحدة وفكر واحد. هذه القضية خرجت من إطار التعليم لتكون محور الاختلافات الفكرية وقطب الإيديولوجيات التي جعلت التعليم ضحيتها". وأخيراً كان تأثير الإجازة الطويلة على الطلاب هو الشاغل الأساسي للكاتب الصحفي د. هاشم عبده هاشم في صحيفة "الرياض" ولهذا يطالبا ب "مراجعة التقويم الدراسي من جديد.. وإخضاعه لدراسة معمقة توفق بين: حاجة أبنائنا وبناتنا إلى الراحة المعقولة.. وبين توفير الوقت الكافي للتحصيل الدراسي".