شهد حفل الإفطار السنوي الثامن للدبلوماسيين والداعمين، الذي نظمته الندوة العالمية للشباب الإسلامي اليوم الأحد، بفندق الإنتركونتننتال بالرياض، حضوراً تجاوز الخمسمائة مدعوّاً، منهم 50 سفيراً و120 دبلوماسياً، وحشد كبير من الداعمين والعلماء والمشايخ والأكاديميين، الذين اكتظت بهم قاعة الحفل. وقد ألقى الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي كلمةً أكد فيها دور المنظمات العاملة في الحقل الإنساني في تقديم الدعم للمنكوبين في الكوارث والفيضانات، وقال إن المنظمات غير الحكومية تتحمل عبئاً كبيراً في التخفيف من آثار الكوارث، وتواجِه في سبيل ذلك كثيراً من المعوقات, من أهمها قلة الموارد المالية الخانقة، التي يعيشها العالم اليوم، والقيود المتزايدة التي كبّلت العمل الإنساني، وحدّت كثيراً من قدرته على تقديم العون إلى المحتاجين. مضيفاً أن العاملين في الندوة العالمية تؤلمهم كثيراً صور تلك المآسي التي تبثها القنوات الفضائية، و"إننا نسعى جاهدين لتقديم العون لأولئك المنكوبين". وألقى السفير الماليزي سيد عمر السقاف كلمةً تناول فيها الصراعات التي يموج بها العالم اليوم، سواء بين الدول أو الشعوب. وقال: على الرغم من التقدم الذي أحرزه العالم في المجالات المختلفة، والتفاهم والتشاور, إلا أن الثقافات والأديان والأعراق تتعرض لممارسات سلبية من قِبل البعض؛ من أجل تحويل هذه الاختلافات إلى خلافات بين الشعوب, بدلاً من المظهر الإيجابي للتنوع في صناعة التكامل بينها. وقال السفير الماليزي إن الصراعات التي تفرخ هذه الاختلافات في عالمنا اليوم لا تزال ذات طابع سياسي، وتعكس بعض الفجوات الاجتماعية والاقتصادية في عالمنا المعولم. مطالباً بالتصدي لهذه الأسباب السياسية الجذرية، ومعرفة الأسباب المؤدية إلى هذه الاختلافات وسُبل تلافيها. وحذّر السفير السقاف من محاولة البعض فرض ثقافته على الآخر، وإيجاد أجواء التنافر وانعدام الثقة بين الشعوب. وقال السفير الماليزي: إن ظاهرة الخوف من الإسلام المتزايدة وظاهرة تشويه صورة الأديان تشكلان انتقاصاً من حق الإنسان في اختيار عقيدته. وتحدث السفير النمساوي الدكتور جوهانس ويمير عن الجوانب المشتركة بين الشعوب، من خلفيات ثقافية مختلفة. مشيراً إلى دراسة حديثة عن الهجرة والاندماج في النمسا، نشرها مكتب النمسا لخدمة الإحصاءات الرسمية، التي أكدت أن الأغلبية الساحقة من النمساويين الذين أُجريت المقابلات معهم رفضوا المواقف المعادية للأجانب, وأظهرت تلك الدراسة أن 5% فقط من الذين شملهم الاستطلاع لديهم موقف سلبي تجاه المهاجرين, وفي الوقت نفسه أبدت الأغلبية العظمى من المهاجرين ارتياحهم تماماً لأسلوب الحياة النمساوية. مضيفا أن 11% من سكان النمسا أجانب، ومشيرا إلى أهمية التقارب المشترك بين الشعوب. وقال: "إننا نحتاج إلى بعض الوقت حتى ندرك تماماً أن كل الناس مع اختلاف ثقافاتهم هم في الحقيقة مجتمع واحد، بغض النظر عن مصدر جذورنا".