في ظل الرعب الغربي من نقل التنظيمات المتطرفة عملياتها الإرهابية إلى داخل القارة الأوروبية، كشفت صحيفة "الديلي تلجراف" البريطانية، عن أن السلطات الفرنسية نجحت في إحباط محاولة لتفجير برج إيفل ومتحف اللوفر، إضافة إلى مفاعل نووي فرنسي، دبّرها قيادي في تنظيم القاعدة يستخدم حساباً على الإنترنت يحمل اسم "رضوان 18". وحسب موقع "بوابة الأهرام"، أوضحت الصحيفة في تقريرٍ لها أن الشرطة الفرنسية اعترضت رسائل مشفرة متبادلة بين جزار من أصول جزائرية يقيم في جنوبفرنسا وعضو بارز في تنظيم القاعدة الإرهابي يبدو أنه يعيش في المغرب.
وأشار مصدر في الشرطة الفرنسية إلى أنهم تمكنوا من فك شفرة هذه الرسائل المتبادلة بين الجزار الذى يُدعى "على م"، ويبلغ من العمر 29 عاماً، ويقيم في مدينة "فوكلوز" جنوبفرنسا، وقيادي بارز في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب.
وكشفت هذه الرسائل المشفرة، عن أن المتطرفين الإسلاميين كانوا يدبّرون لتفجير متحف اللوفر وبرج إيفل، إلى جانب تدمير مفاعل نووي فرنسي.
وكانت صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية قد نشرت تقريراً في أبريل من العام الماضي حذّرت فيه من أن قياديا في القاعدة يستخدم حساباً يحمل اسم "رضوان 18"، طالب الجزار، وهو متزوج وأب لطفلين، يطلق على نفسه اسم "أبو جاجي" أن يقدم اقتراحات حول كيفية القيام بعمليات تدميرية - أطلق عليها "جهادية" - في المنطقة التي يقيم بها"، حيث اقترح تنفيذ عمليات إرهابية تستهدف أبناء الطبقة المتوسطة والفقراء من أبناء الشعب الفرنسي سواء داخل الأسواق أو في الملاهي الليلية، إلى جانب استهداف دوريات الشرطة في الشارع.
كما اقترح أيضا استهداف الكرنفالات والاحتفالات الشعبية الثقافية التي تقام في جنوبفرنسا ويشارك فيها الآلاف، مثل مهرجان مسرح "أفينيون" الذي يُقام على مدار شهر كامل.. ووصف الجزار الجزائري هذه الاحتفالات بأنها تشهد مشاركة شعبية حاشدة، حتى إن الناس تغطي الشوارع ، مؤكداً أن قنبلة صغيرة ستصيب العشرات، ناهيك عن الإصابات والقتلى التي ستنجم عن تفخيخ الأجهزة.. ورداً على هذه الرسالة، طلب منه القيادي الإرهابي السفر إلى الجزائر بصحبة أحد عناصر القاعدة للاستفادة من التدريبات على تكتيكات عسكرية في الميدان، وهو الأمر الذي رحب به الجزار الجزائري بشدة.
وعلى الرغم من أن المؤامرة كانت في مرحلة الإعداد، إلا أن الشرطة الفرنسية تمكنت من اعتقال الجزار، وهو في طريقه إلى تونس قبل وصوله إلى الجزائر للحصول على التدريبات اللازمة.
ونقلت صحيفة "لوباريزيان" عن دافني بوجليز محامي المتهم تأكيده أن موكله تعرض ل "غسيل مخ"، وأن اعتقاله يأتي بمنزلة إنقاذ له.
ويتزامن الكشف عن هذه الواقعة مع اعتزام البرلمان الفرنسي إقرار مجموعة من القوانين المتشدّدة لمكافحة الإرهاب كان قد أعلنها برنار كازنوف وزير الداخلية الفرنسية في وقت سابق، أهمها منع المشتبه فيهم من مغادرة البلاد في حالة الاشتباه في أنهم يخططون للانضمام إلى صفوف التنظيمات الإرهابية المتطرفة.
