هتمام لافت، يحظي به معرض "حافة الصحراء" الذي يقيمه فنانون سعوديون في العاصمة الألمانية برلين، ليس فقط لما يضمه من أعمال متميزة، وإنما أيضاً للصورة التي ينقلها عن الحياة في المملكة. وعلى ما ذكر تقرير للإذاعة الألمانية، فإن المعرض يقول: إن السعودية ليست فقط مكة والكعبة أو البترول، ولكنها أيضاً مجتمع حي وحالات إبداع قادرة على التعبير عن حالة التغيير التي حدثت خلال السنوات الماضية. ويقول التقرير: "ليس في السعودية دار سينمائية واحدة، وحتى فترة قريبة لم يكن للفن مكان كبير في هذه الدولة. غير أن الوضع بدأ يتغير، وهو ما يتجلى في مبادرة فنية جديدة تحمل عنوان "حافة الصحراء"، تضم نحو عشرة من الفنانين الشباب والمخضرمين. هذه المبادرة تقدم نفسها للجمهور الألماني في معرض يقام في العاصمة الألمانية برلين ويستمر حتى الثامن عشر من يوليو ". ويقول مدير المعرض سامي فاروق: "بهذا المعرض يريد الفنانون أن يظهروا أزمة الهوية التي تقلق العالم الإسلامي"، مضيفاً: "السعودية هي مركز الإسلام ومهده. إنها قلب الإسلام النابض. غير أني أخشى أن تسود الاتجاهات الإسلامية المتطرفة، وأنا هنا أتحدث نيابة عن الجزء المعتدل من الشعب السعودي، كما أتحدث عن الفن الذي يحتاج إلى الإسلام المعتدل." وتشير الإذاعة الألمانية إلى أن الزائر للمعرض البرليني سيرى لوحات للفنان السعودي أحمد مطر، الذي يستخدم خامات فنية غير مألوفة، مبدعاً لغة جديدة. وتقول: "مطر غير متفرغ للفن، فهو يكسب لقمة عيشه كطبيب. ويرى مطر أن كل شيء في الخليج العربي متوقف على البترول، وكأن النفط هو الذي يترك بصماته على المنطقة وليس البشر، غير أن البترول قد يكون لعنة"، يقول مطر: "علينا ألا نسمح للبترول بأن يملي علينا نمط حياتنا".
وفي أحد أعماله يظهر أحمد مطر صورة عمود وقود في إحدى محطات التزود بالوقود. عبر سلسلة من الصور الصغيرة الزرقاء المصورة بالأشعة السينية، يتحول عمود الوقود إلى رأس إنسان وجذعه. هذا الإنسان يصوب مسدساً إلى رأسه. خرطوم البنزين يغدو سلاحاً قاتلاً. هل هي نبوءة تحذير أم انتقاد للحكومة السعودية التي تلقي بكل ثقلها على تصدير البترول؟ ولعل أكثر الفنانين المشاركين في المعرض البرليني شهرة، هو الفنان عبد الناصر غريم الذي لا يحترف الفن، مثله مثل زميله مطر، وهو يقوم بعمل تجهيزات فنية تشي بِهَمٍّ اجتماعي.