يبدو أن مباراة في كرة القدم مقامة في إحدى الحارات بالرياض قد جذبت انتباه أحد العدادين المشاركين في الإحصاء والتعداد السكاني فأنسته عمله، إذ إنه ما إن شاهد المباراة الحامية حتى ترجل من سيارته تاركاً سجلاته التي تمثل حصاد يومه داخلها، ممنياً نفسه بمشاهدة منافسة رياضية حامية تبعد عنه الإنهاك والتعب والملل الذي تسرب إلى نفسه جراء يوم عمل مضنٍ. وعندما أعلن الحكم نهاية المباراة انطلق نحو المدرسة ليسلم سجلاته إلا أنه فوجئ بعدم وجودها معه، فعاد إلى سيارته معتقداً أنه نسيها، فعقدت الدهشة لسانه عندما لم يجدها، وانطلق مرة أخرى نحو الملعب ولم يعثر عليها. ولكن لحسن حظه وجدها بعد أن أضناه البحث في الطريق بين الملعب والمدرسة بعد أن شابتها الأوساخ جراء مرور السيارات عليها وقام بأخذها ومسحها، ولما ذهب بها إلى المراقب المسؤول رفض استلامها وطلب إعادة كتابتها بحجة توسخ غلافها الأمامي وبادر العداد بكتابة السجلات وسلمها في اليوم التالي مباشرة. وأكد العداد ل "سبق" أن مشاركته في التعداد عادت عليه بدرس لن ينساه طيلة حياته، وأنه استفاد كثيراً من جراء هذا الموقف، مؤكداً أنه يحترم التعداد ويعترف بأفضاله عليه، حيث اكتسب عدة خبرات عملية ودروس، لكنه لن يشارك في تعداد قادم نظير الجهد الكبير الذي استنفده، وشكرجميع زملائه وجميع المشرفين عليه.