شن الإعلامي والمشرف على ملحق "آفاق إسلامية" بجريدة "الجزيرة" سلمان العمري هجوماً عنيفاً على "بعض" معبري الرؤى' في عموده اليوم "رياض الفكر" ووصفهم بالجهل وعدم العلم وقلة الوعي والدراية, بل وفجر "العُمري" قنبلة من العيار الثقيل عندما كشف عن قضية خطيرة وهي أن الكثير من معبري الرؤى يقومون بجمع رؤى ترد إليهم ويلجؤون إلى معبرين مشهورين لتفسيرها لهم, ومن ثم يقومون بنقل هذه التفسيرات إلى أصحابها, لينالوا الحظوة والمال والشهرة بأنهم معبرو رؤى. وقال "العمري" مع تعلق الناس بالرؤى والأحلام يظهر كثير من المتطفلين أو ما يسمى بالعامية "الملاقيف" الذين يبدؤون في أول أمرهم بالفزعة خصوصاً للنساء بتعبير الرؤى، ولا يملك أحدهم علماً شرعياً ولا بصيرة ولا رؤية ولا دراية، فيتخبط بالرؤى ذات اليمين وذات الشمال، ثم يصدق هواه ونفسه، وأنه جاء بما لم يأتِ به الأوائل ولا يمنعه ذلك من أن يطلب من المتصلين والمتصلات به أن يحيلوا إتصالاتهم في أوقات معينة يكون فيها في مجالس خاصة أو محفل كبير ليدلل للناس بأنه مشغول بتعبير الرؤى، وما درى أنه غارق في العبث والهوى، وهناك من يلازم أحد المعبرين مدعياً محبته في الله، ويعرض عليه في اليوم عشرين أو ثلاثين رؤيا، وأنها لأحبته وإخوانه، وهو في الحقيقة أهون من سابقيه، فهؤلاء طلبوا منه تعبير رؤياهم، فيعيدها لهم في اليوم التالي محتجاً بأن هذه الرؤيا بحاجة إلى مزيد من التبصر والتأمل، وهو قد سرق إجابتها من معبر الرؤى الأصلي وغالباً ما ينسب تعبير الرؤى إلى نفسه حتى إذا ما كثر عليه الإتصال تبوأ لهذا الأمر من باب الفزعة.. أو من باب الغرور وخداع الشيطان، و(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).
ولعلي في ختام حديثي استشهد بما ورد في كتاب للشيخ عايض العصيمي حول تعبير الرؤى ومما قاله: التعبير والتفسير للرؤى والمنامات له تبعات كثيرة لا يشعر بها إلا من دخل في هذا الميدان، ولن نتكلم عن إيجابياته، واحتساب الأجر والثواب من الله تعالى في ذلك، وما فيه من دعوة الناس إلى الخير والصلاح، كل هذا لا يقدر بثمن، بل سنتحدث عن شيء من سلبياته ومزالقه الخطيرة فمنها:
أولاً: هو باب خطير جداً للشهرة والجاه، فالكثير من المعبرين أكثر شهرة من غيرهم بين الناس حتى من العلماء والأدباء وأهل الجاه والسلطان، وما ذاك إلا لبحث الناس عنهم، فضلاً عن أن جمهورهم متنوع كثير لا يحصى، والمعبر له في كل مكان معرفة، وكلهم يتمنى أن يقدم له خدمة ومعروفاً، وهذا باب خطير قد يكون فيه استدراج من الله تعالى لهذا المعبر، والعياذ بالله تعالى. ثانياً: هو باب خطير أيضاً قد يؤدي إلى هدم بيوت المسلمين، فكم فرق المعبر بتعبيره بين رجل وزوجته؟! وبين قريب وقريبته؟! وكم أدخل الهم والغم والنكد والمرض على الناس؟! والعياذ بالله تعالى. ثالثاً: هو أيضاً باب خطير جداً لفتنة النساء والانزلاق معهن إذا لم يعصم العبد من الله تعالى؛ إذ إن أكثر الذين يسألون عن رؤاهم ومناماتهم هم النساء. والنساء فتنة ينبغي للرجل العاقل الحذر منهن حتى وإن زلت به القدم، قال عليه الصلاة والسلام: (ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن يا معاشر النساء) رواه البخاري. وطالب العمري معبري الرؤى بالحذر وتجنب باب: التعبير للنساء، ويقفله جملةً وتفصيلاً، تجنباً للفتنة وحفاظاً لدينه، وإرضاء قبل ذلك لربه، تبارك وتعالى. وهناك من النساء الداعيات وكبيرات السن من يعبرن رؤى النساء، وبإمكان المرأة أو الرائية أن توكل أخاها أو زوجها أو والدها أو محرماً لها في سؤال المعبر عن مناماتها حفاظاً لدينها. رابعاً: هو باب أيضاً من أبواب الشيطان لإيراده الكبر والعجب بالنفس والفخر بالتعبير وإصابة الحق، حفظنا الله بحفظه وثبتنا على دينه يوم أن نلقاه. انتهى كلام الشيخ عايض العصيمي، وأنا أسوق ما قاله لأصحاب الفزعة لعلهم يتقون الله فيما خاضوا فيه دون علم.