انطلاق "موسم شتاء درب زبيدة 2025" في محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية    الأخضر يختتم تحضيراته لمواجهة ساحل العاج الودية    المنتخبان العراقي والإماراتي يتعادلان ويؤجلان الحسم إلى «موقعة البصرة»    الأمير خالد الفيصل يكتب التاريخ ويفوز بلقب الروّاد في البطولة العربية للجولف بالرياض    المدير الرياضي في الأهلي: غياب توني لأسباب فنية    القبض على (3) يمنيين لتهريبهم (60) كجم "قات" في عسير    برعاية أمير جازان.. ورشة تنفيذية للصحة تستعرض مشروعات 2026    الاتحاد الدولي للصحافة يعتمد كتاب صحافي سعودي كمنهج لتدريب الصحافيين الاقتصاديين    وفد سعودي يشارك في تمرين إيطالي لمحاكاة مخاطر البراكين ويبحث تعزيز التعاون في الحماية المدنية    الذهب يتجاوز 4200 دولار وسط مخاوف الديون الأمريكية وخفض "الفائدة"    تجمع الرياض الصحي الأول يحتفي باليوم العالمي للجودة ويستعرض منجزاته في تحسين الرعاية وسلامة المرضى    اليماحي يثمن الدور الرائد لدول الخليج في تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك والدفاع عن القضايا العربية    مدة غياب بونو وكوليبالي عن الهلال    سوق الموسم ينطلق من منطقة الطوالع التاريخية ب "النجناج"    وزارة الداخلية تحصل على جائزة أفضل جناح وتفاعل ومشاركة في مؤتمر ومعرض الحج 2025    هطول أمطار رعدية على معظم مناطق المملكة من يوم غدٍ الجمعة حتى الاثنين المقبل    نائب وزير الخارجية يستقبل سفير جمهورية فرنسا لدى المملكة    روبيرتو مانشيني مدربًا لنادي السد القطري    خوارزميات الإنسان    مفتي عام المملكة يستقبل وزير العدل    خبراء: السجائر الإلكترونية تقوض حقوق الأطفال الإنسانية    توازن كيميائي يقود إلى الرفاه الإنساني    غرفة القصيم توقع تفاهمًا مع الحياة الفطرية    منسوبو وطلاب مدارس تعليم جازان يؤدّون صلاة الاستسقاء    "محافظ محايل" يؤدي صلاة الاستسقاء مع جموع المصلين    نجاح فصل التوأم الملتصق الجامايكي «أزاريا وأزورا» بالرياض    محافظ صبيا يؤدي صلاة الاستسقاء تأسياً بسنة النبي واستجابة لتوجيه خادم الحرمين الشريفين    التضخم في السعودية يبلغ 2.2% في شهر أكتوبر 2025    أمير القصيم يؤدي مع جموع المصلين صلاة الاستسقاء في جامع الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز ببريدة    تقني الشرقية تختتم "راتك 2025"    شراكة مجتمعية بين ابتدائية قبيبان وجمعية «زهرة» للتوعية بسرطان الثدي    أول اجتماع لمكتب المتقاعدين بقوز الجعافرة    مصرية حامل ب9 أجنة    الثقوب الزرقاء ورأس حاطبة.. محميتان بحريّتان تجسّدان وعي المملكة البيئي وريادتها العالمية    أمير حائل يدشّن عددًا من الحدائق الجديدة بالمنطقة .    محافظ محايل يزور مستشفى المداواة ويطّلع على مشاريع التطوير والتوسعة الجديدة    تحذير فلسطيني من تهجير قسري في قلنديا ينتهك القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف    المصلون يؤدون صلاة الاستسقاء في جميع مناطق المملكة    أمانة نجران تطلق حملة موسم التشجير لعام 1447    ورشة استراتيجية مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة 2026–2030    الشلهوب: الرسائل المؤثرة.. لغة وزارة الداخلية التي تصل إلى وجدان العالم    كمبوديا وتايلاند تتبادلان الاتهامات بالتسبب بمواجهات حدودية جديدة    ذاكرة الحرمين    في دور ال 32 لكأس العالم للناشئين.. مواجهات صعبة للمنتخبات العربية    تجربة الأسلحة النووية مرة أخرى    تعزز مكانة السعودية في الإبداع والابتكار.. إطلاق أكاديمية آفاق للفنون والثقافة    «مغن ذكي» يتصدر مبيعات موسيقى الكانتري    160 ألف زائر للمعرض.. الربيعة: تعاقدات لمليون حاج قبل ستة أشهر من الموسم    القيادة تعزي رئيس تركيا في ضحايا تحطم طائرة عسكرية    وفد رفيع المستوى يزور نيودلهي.. السعودية والهند تعززان الشراكة الاستثمارية    السعودية تقود اعتماد أول مواصفة عالمية للتمور    وسط مجاعة وألغام على الطرق.. مأساة إنسانية على طريق الفارين من الفاشر    يجتاز اختبار القيادة النظري بعد 75 محاولة    شهدت تفاعلاً واسعاً منذ إطلاقها.. البلديات: 13 ألف مسجل في مبادرة «الراصد المعتمد»    النويحل يحتفل بزواج عمر    وسط جدل سياسي واسع.. الرئيس الإسرائيلي يرفض العفو عن نتنياهو    أوروبا وكندا تدعوان لتنفيذ اتفاق غزة    الوكالة الذرية تفقد القدرة على التحقق من مخزون اليورانيوم الحساس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمير نايف : قوات الأمن أحبطت أكثر من 200 عملية إرهابية وقضت على من ورائها
طالب بعدم مخالفة النصوص الشرعية بأي شكل من الأشكال
نشر في سبق يوم 03 - 03 - 2011

طالب صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية البارحة الإعلام السعودي بالتحرك بشكل أقوى وأضخم ليواجه الواقع ولكن بالتزام ومسؤولية، وبشكل يرفع من واقع الوطن، وقال يجب أن نعلم على ماذا يعتمد وما هو توجهاته في الحاضر والمستقبل وما كان عليه في الماضي.
وأضاف "لا بد أن نلتزم بديننا القويم وألا نخالف نصاً شرعياً بأي شكل من الأشكال فإذا ضمنا هذا فمصلحة الوطن واضحة في إيصال الحقيقة الصادقة النافعة لكل متلق، يجب أن نواجه الواقع ونحتاج إلى الأكثر والأكثر والأقدر في العمل الإعلامي مع الالتزام بمسؤوليته نحو القارئ والمشاهد والمستمع .. وهذا للأسف ينقصنا وكأننا فقط نركز على الاستفادة المادية في نشر بعض الأفكار والمجادلات التي لا نفع منها، حتى نجذب المعلنين عن بضائعهم وعن احتياجاتهم وهذا لا يجوز لنا كمسلمين أولاً ومؤمنين بالله ومتمسكين بكتابه وسنة نبيه ومصلحة الوطن، فليس من مصلحة ديننا ولا دنيانا أن نكون فقط نتلقف الأخطاء بدون أن نتحقق منها.
جاء ذلك لدى رعاية سموه حفل افتتاح مؤتمر الإرهاب الذي تنظمه الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة بالتعاون مع وزارة الداخلية تحت عنوان "الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف"، والذي أقيم البارحة في قاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة.
ورحب سموه بالنقد البناء الموضوعي الذي يعتمد على حقائق مطالبا العاملين في مجال الإعلام بتحمل مسؤولياتهم. وقال إن "العصر عصر علم فإذا كان من يعمل في الطب أو غيره يستعين بصاحب الاختصاص فمن باب أولى أنه لا يكتب عن العقيدة إلا وقد استشار من هو أهل ومؤهل لهذا العلم وأما أن يتحدث بكل بساطة وهو لا يفقه من الأمر شيئاً فهذا لا يجوز، أقول للجميع فلنعمل لأن يكون إعلامنا بمستوى تطلعاتنا ولأن نكون إن شاء الله من أفضل الأمم حاضراً ومستقبلاً وأن نتدبر ماضي أمتنا وأعمالهم الكبيرة الصادقة الصالحة ونجعلها قدوة لنا مع استعمال كل وسائل التقنية الحديثة، لتحمل المسؤولية أمام الله عز وجل ثم أمام هذا الوطن وأبنائه جميعاً".
وجدد سمو النائب الثاني الدعوة إلى تجفيف منابع الإرهاب، وقال «إذ لم يعمل الجميع على تجفيف المنابع، سيظل الإرهاب قائما». مؤكدا أن رجال الأمن يبذلون جهودا مكثفة لكشف الأعمال الإرهابية ومنع حدوثها بالعمل ليلاً ونهاراً، وقال «إن هناك أكثر من 200 حالة تم إفشالها وليس الإفشال فحسب بل القبض على من وراءها وهم الآن بيد العدالة التي تحكم بشرع الله». كما أكد سموه أن تلك الجهود لم تأت بمحض الصدفة ولكنها بجهود مكثفة من رجال كانوا في مستوى المسؤولية وبمستوى القدرة العلمية والتقنية حتى تمكنوا من تحقيق تلك المنجزات».
وأضاف سموه «نعلم أنه في بداية الأحداث حدثت حالات معلومة لدى الجميع وأقول من موقع المسؤولية إننا ما نزال نواجه هذا الإرهاب ولكننا مستعينون بالله عز وجل، ومعتمدون عليه ومتكلون عليه ونعمل ليلا ونهارا من اجل كشف هذه الأفعال ومنع حدوثها ببلادنا العزيزة والمساهمة مع الآخرين في منع حدوثها في أماكن أخرى ولا أزال عند قولي وستكشف الأيام والمستقبل حقائق هذه الأمور».
وحول دور المرأة في المساهمة في حفظ أمن الوطن ، قال سموه « إن المرأة في المجتمع هي الأم والأخت والزوجة والابنة وهي في كل منزل وهي الحامية لكل ما هو داخل بيتها ودورها كبير».
وطالب سموه الزوجة بأن تكون عوناً للأب في إيصال حقائق الأبناء والبنات حتى يكونوا مطمئنين لهم في تصرفاتهم وتوجهاتهم وأفكارهم وبهذا تحقق سعادتهم. وقال «المرأة لها دور كبير في المساهمة مع إخوانها وأبيها وزوجها في الحفاظ علي شبابنا وبناتنا من الانزلاق في مهاوي الخطر في كل مجال ولحماية أخلاقهم ودفعهم للتمسك بدينهم والذي هو عصمة أمرهم ، وهذا الدور ليس بالهين بل مهم ودقيق وإن شاء الله نساؤنا صالحات وقادرات على ذلك بإذن الله».
وأكد سمو النائب الثاني أن برنامج «المناصحة» أعطى نتائج طيبة وإيجابية، وقال « كل ما يمكن أن يرقى بمستوى هذا العمل لابد من تحقيقه، والحمد لله أن هذا حاز على إعجاب الجهات الأمنية في دول متعددة». وأضاف قائلا « إننا ماضون في ذلك لتحقيق ما يهدف إليه هذا المؤتمر.. إننا نريد أن نحمي شبابنا من الانحراف في هذا المجال الذي لا يرضاه الله ولا رسوله ولا يرضاه كل مسلم مؤمن محب لدينه ثم لوطنه. عملنا ونعمل مع جامعاتنا لشحذ قدرات الرجال القادرين في دراسات في هذا المجال، ووصلنا إلى إستراتيجية الأمن الفكري في جامعة الملك سعود وقدمناها لوزراء الداخلية العرب، وهذا عمل علمي يستطيع أن يستفيد منه الإخوة العاملون في المناصحة، ونرحب بأي دراسات علمية تقودنا إلى إنشاء مركز ثابت للمناصحة.. ونحن لا نتجه إلى المظاهر بل إلى العمل الميداني الفاعل».
وشدد سموه على أن الاستقرار الذي تعيشه المملكة لم يأت من فراغ بل بجهود مكثفة وبدعم وتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لرجال أخلصوا لله عز وجل ثم لوطنهم وقيادتهم، وقال «نحمد الله أولاً على ذلك ونشكره عز وجل وندعو الجميع إلى زيادة إيمانهم بالله واعتمادهم عليه والعمل جميعا ولا أحد يتهاون في عمل حتى وإن كان قليلاً فالقليل مع القليل كثير.وأضاف « إن هذا الاستقرار الذي نعيشه والأمن المستتب في بلادنا والنشاط الاقتصادي والتنمية في كل مجال والاستثمار والحرية لكل من يريد أن يخرج أو يأتي من المواطنين أو المقيمين من كل منافذها الجوية والبحرية والبرية لم يأت من فراغ فنحن والحمد لله من أفضل الدول استقرارا وأمناً واقتصادا ليس في منطقتنا بل بالعالم كله وهذا لم يأت مصادفة بل بجهود مكثفة وبدعم من سيدي خادم الحرمين الشريفين ومن سمو ولي عهده الأمين». وعما إذا كان هناك مشروعات وطنية للمعالجة الفكرية داخلياً وخارجياً، قال سموه «هذا ما عملنا عليه ونعمل عليه والأمن الفكري لا يقل أبدا عن الأمن العام بل قد يكون أهم لأنه المحرك للإنسان ولا نستطيع أن نتجاهل المستحدثات في مجتمعنا».وأضاف « إن عالمنا الإسلامي يزخر بقدرات علمية وعليها مسؤوليات في دحض الأفكار الدخيلة على الإسلام الذي ليس فيه أسرار ولا طقوس وهو واضح وله مرجعان لا ثالث لهما كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم».
وكان سمو النائب الثاني ألقى كلمة في بداية المؤتمر قال فيها: إنه لمن دواعي سعادتي وسروري أن التقي بكم في رحاب هذه الجامعة العريقة في مناسبة انعقاد مؤتمر الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف، الذي يأتي انعقاده في إطار اهتمامات وتوجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز أعزهما الله لمحاربة التطرف والغلو والإرهاب الذي يهدد حياة الإنسان وينتهك حرمة الدين ويعرض مقدرات الفرد والأمة للخطر.أيها الإخوة: لقد كانت المملكة العربية السعودية من منطلق واجبها الديني والأخلاقي سباقة في كشف مخاطر الإرهاب والتطرف الفكري ومواجهته بقوة الردع ومنهجية الارتداع كما كانت المملكة أيها الأخوة في مقدمة الدول المتضررة من تطرف الفكر وفكر التطرف الذي وقع فيه بعض من ينتمون إليها، ولم يقتدوا بنهجها ومبادئها المستمدة من كتاب الله الكريم وهدي سنة رسوله الأمين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وهي المبادئ القائمة على الوسطية والاعتدال والعدل والرحمة وحفظ كرامة الإنسان وحماية حياته وحقوقه، أيها الأخوة:إن اجتماعنا في هذا المؤتمر المهم في موضوعه وغاياته ليس لتشخيص الفكر المنحرف وتوظيف مخاطره فذلك معلوم بقدر علمنا وتفهمنا بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ومبادئه الخالدة، ولكن المهم أيها الأخوة هو أن نضع تصوراً عملياً يعزز جهود إعادة المنحرف ومنع المستقيم أن ينحرف وهي مهمة لن تكون بالسهلة ولكنها ليست بالمستحيلة أمام عزائم المخلصين واجتهاد المجتهدين فالغلبة دائماً لأنصار الحق والهزيمة دوماً لأعوان الباطل ودعاة الظلال.
أيها الإخوة..إن ما أرجوه لهذا المؤتمر ولهذا الجمع المبارك هو أن نصل من خلال ما طرح من موضوعات ومحاور لجوانب موضوع تطرف الفكر وفكر التطرف إلى رؤية علمية تسهم بإذن الله تعالى وتوفيقه في نجاح جهود مواجهة الفكر المتطرف وحماية الفرد والأمة من خطره ومخاطره شاكراًً ومقدراً لمعالي مدير الجامعة الإسلامية الدكتور محمد بن علي العقلا، والقائمين على هذا المؤتمر، والمشاركين في أعماله جهودهم المخلصة في إنجاحه وبلوغ أهدافه بإذن الله تعالى. والشكر موصول لكم أيها الإخوة الحضور، وأسأل الله أن يوفقنا جميعا لما فيه صلاح ديننا وصالح دنيانا.وما يحقق توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ويعود بالخير والفلاح على الإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ويشارك في المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام عدد من الأكاديميين والباحثين والمحللين الأمنيين والضباط المختصين في مجالات الأمن الفكري ومحاربة الإرهاب.
من جهته، ألقى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ كلمة رحب فيها بسمو الأمير نايف والحضور. وقال :إن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أمة وسط وعدل "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً"، فهم وسط في شريعتهم، فشريعة الإسلام وسطيتها خالصة فإذا نظرت إلى تعاليمها وأحكامها وجدتها وسطاً بعيداًً عن التطرف والجفاء، هذه ميزة في هذه الشريعة واضحة لمن تأملها، ولكن للأسف الشديد شذت فئة من أبناء المسلمين فتنكبوا الطريق المستقيم فجانبوا الحق وصار لهذا الفكر السيئ منهج فكري يسلكه المفتونون به، وله منظرون يدعون إليه وينشرونه من خلال بعض القنوات التي يستخدمونها، ولا شك أن هذا فكر سيئ، فلقد استحلوا دماء الأبرياء، وسعوا في الأرض فساداً، وفتحوا الطريق أمام أعداء الإسلام للقدح في الشريعة ووصفها بأنها أمة إرهابية. وأضاف سماحته : كان من الواجب مقابلة هذا السيئ المنحرف بالحق الواضح ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق)، (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً )، لقد تجاوز أولئك الحد حتى صاروا مطية لأعداء الإسلام ينفذون على أيديهم ما يريدون بالأمة من مكر وكيد، فكان من الواجب مكافحة هذا الخطر الداهم ومجابهته بالحق الواضح المبين.وأشار سماحة المفتي إلى أن المملكة التي عانت من الإرهاب، قامت بجهد عظيم من خلال تبيان باطلهم ودحض حججهم والدليل على ذلك إقامة هذا المؤتمر برعاية سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز ، وذلك لبيان الحق في هذا الموضوع. وقال سماحة المفتي عبدالعزيز آل الشيخ :فمن أضرار هؤلاء تشويه صورة الإسلام فقد نسبوا الإرهاب إلى الإسلام، والإسلام بريء منه، والإسلام ينهى عن سفك الدماء وانتهاك الأعراض (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام )، عُقد هذا المؤتمر لبيان حقيقة الإرهاب وبيان خطر نسبته إلى الإسلام ليكون غراساً لتبصير الناس والرد على أولئك الخارجين على ولاة أمر الأمة وبيان المنهج الصحيح في البراء والولاء والجهاد ونحوه، وبيان أن الإرهاب جريمة العصر.
وخاطب سماحته الشباب قائلا :خطابي لشباب هذا البلد المبارك وشباب الأمة عموماً أن يتقوا الله في أنفسهم، وأن يفكروا في كل فكر يعرض عليهم وينظروا فيه نظر المتأمل ويحذروا من هذه الدعوات ويدرسوا حقيقتها وحقيقة الداعين إليها هل جاءوا بحق أم باطل، فكم من مدعي الإصلاح وهو من الساعين في الأرض بالفساد (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون). حري بكل مسلم يحب الخير والصلاح لأمته ووطنه أن يكون بعيداً عن هذا الإرهاب ولا يتستر على أهله ولا يؤويهم فمن آوى محدثاً فقد لعنه الله ، حريّ بكل مسلم غيور على دينه ألا يرضى بعمل أولئك ولا يقره ولا يؤيّده فهم مجرمون ما أرادوا إلا الشر وكم نسمع في العالم الإسلامي من بلاء وفرقة عظيمة دمروا البلاد وقضوا على كل خير فيها بالإرهاب. إن عالمنا الإسلامي يشكو من هذا الإرهاب، والواجب على المسلمين أن يجرّموا هذا الإرهاب ويقضوا عليه ولا يقروه ولا يسكتوا عليه.وأضاف سماحته :إن الإرهاب في بلادنا قد قضي عليه بعد فضل الله بأسباب إدراك الأمة وفهمها، وحاربوا أهله وكلما أرادوا عملاً هيأ الله لهم رجالاً مخلصين يكشفون أمرهم، وكما قال الله تعالى: (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله)، أسأل الله أن يحفظ على بلادنا دينها وأمنها ورخاءها وقيادتها وأن يجمع القلوب على طاعته.
كما ألقى مدير الجامعة الإسلامية كلمة رحب فيها بسموّ الأمير نايف بن عبدالعزيز والحضور والأخوات الحاضرات في القاعة النسائية وفي مقدمتهم صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز وصاحبة السمو الملكي الأميرة نهى بنت سعود بن عبدالمحسن.
وقال العقلا "نحن عموم المسلمين ندرك يقينا من داخلنا أن إسلامنا الحنيف دين بناء لا هدم ودين سلام لا تفجير ولا تخويف.وإننا وبعد أن ابتلينا بشرذمة ضالة شاذةِ، يتولون كبر بعض العمليات الإرهابية ، ويسيئون بهذه الأعمال إلى الإسلام وإلى شعوبهم وأوطانهم وذويهم ، فإن الجامعة الإسلامية بصفتها مؤسسة تعليمية دينية يقع على عاتقها واجب ديني ووطني تستشعره جيدا إزاء المواجهة الفكرية المستدامة لخوارج هذا العصر ، الخارجين عن تعاليم الدين وعن جماعة المسلمين؛ وذلك من أجل أن تتضافر وسائل العلاج الفكرية مع الجهود الأمنية في اقتلاع جذور الإرهاب من بلادنا خاصة ومن ديار المسلمين عامة. وأضاف معاليه مخاطبا سمو النائب الثاني :يدرك الحاضرون جيدا جهودكم الأمنية المباركة في الذود عن حمى الوطن ، وفي الضرب بيد من حديد على رؤوس خوارج هذا العصر ، وفي تحمل شرف الدفاع عن الدين والوطن ، ولست - الآن - في مقام من يمدحك أو يطريك أو يعدد مناقبك ومنجزاتك ، فأنت أكبر من ذلك ، وما حضورك في هذا المساء ، وما رعايتك لهذا المؤتمر إلا دليل على ما يحمله قلبك الكبير من همِّ الوطن والذود عن حماه إزاء هذا الداء العضال الذي أخذت على عاتقك مواجهته، وتحملت عن اقتدار مسؤولية القضاء عليه بإذن الله ولسوف يتبين للجميع بإذن الله تعالى أن مؤتمرنا هذا مؤتمر للحوار بين الفكر الصحيح والفكر الضال ، مؤتمر لإقرار الصواب وتصحيح الأخطاء ، مؤتمر لتعزيز منهجية الحوار المستنير ، مؤتمر لدفع التهم الجائرة التي طالت بلادنا الغالية، ومواطنيها، وإبراز جهودها في مواجهة هذا الفكر المنحرف ، مؤتمر لإبراز سماحة الإسلام ووسطيته، ودعوته إلى السلم الاجتماعي والعالمي ، مؤتمر لتصحيح مسار فكر الفئة الضالة الباغية التي انحرفت عن وسطية الإسلام ، وأساءت إليه، مؤتمر يدعو إلى الاعتدال على علم وبصيرة ، ويحذر من الفهم السقيم للدين، ومن الانخداع بالفكر المنحرف، مؤتمر يتحمل فيه الجميع مسؤولية البيان لخطر هذا الفكر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.