بصوت قوي لم يغلبه المرض تتحدث ياسمين ابنة الثانية عشرة، فهي لا تريد مالا ولا ألعابا ولكن طلبها الوحيد أن "تموت بجوار والدتها وبين أحضانها". فياسمين طفلة يمنية قصة حياتها لا تتجاوز مشارط وسماعات الأطباء فهي كل ما يحيط بها، فالفشل الذي أصابا كليتيها منذ أربع سنوات يجبرها على الخضوع إلى آلام الغسيل الكلوي أسبوعيا دون توقف أو حتى تحصل على كلية جديدة. بين سبعة أشقاء هي، ووالداها عجز عن توفير علاجها في اليمن لسوء أحواله المادية وخاف أن تفقد طفلته حياتها فانتقل معها إلى المملكة أملا في الحصول على علاج دون تكاليف باهظة , وكان له أن وضعها بمستشفى الملك فهد الطبي في جازان. انتقال ياسمين حرمها من حضن والدتها وأشقائها السبعة، بينما لم يحتمل والدها بقائها وحيدة فرافقها للأراضي السعودية، و ترفض ياسمين أن يزورها والدها كثيرا وتطالبه بأن يعمل دوما من أجل إعالة أشقائها ووالدتها في مدينة تعز الفقيرة. تقول ياسمين التي زارتها (سبق) بصوت أرهقه المرض" لا أريد شيئا سوى أن أرى والدتي.. الغسيل في اليمن يكلف مالا وأبي لا يملكه"، مشيرة إلى أنها تتصل بوالدتها بشكل دائم ليتبادلا حوارا أساسه البكاء والخوف من أن تقضي الطفلة الصغيرة نحبها دون أن ترى والدتها. أوراق مبعثرة وأقلام هي ما تملك ياسمين في غرفتها بالمستشفى تفرغ عليه أحلامها وتحاول أن تستذكر صورة والدتها وأشقائها برسمهم بشكل طفولي فتنجح أحيانا وتفشل في أوقات أخرى، ولكن عزمها يتواصل تحاول أن تكتب وتقرأ رغم أنها تركت المدرسة منذ كانت في الصف الرابع الإبتدائي بسبب المرض. (سبق) إتصلت بوالدة ياسمين والتي قالت :" ياسمين في ذمتكم ونفسي والله أشوفها وبكت حينها"، مناشدة أهل الخير في المملكة لمساعدة طفلتها لتعود لأحضانها.