دعا الشيخ الدكتور محمد النجيمي، الرئيس الروسي ورئيس وزرائه، إلى عدم احتساب المسجد المعروض للبيع في منطقة نيزني نوفجورود الروسية ضمن ممتلكات رجل الأعمال الروسي المفلس جمال جيلمانوف. وقال النجيمي ل"سبق" "دعوة مني إلى دولة الرئيس بوتين الصديق العزيز للدول الإسلامية أن يستثنوا المسجد من البيع، ولكن إذا افترضنا أنه حصل إصرار أن المسجد سيباع، فإنني أرى أن التجار المسلمين روساً أو غير روس يجوز أن يفتدوا هذا المسجد ليصلي المسلمون فيه والمبالغ التي ستدفع لا نسأل أين تذهب لأننا استنقذنا مسجداً كما نستنقذ الأسير المسلم". وحول دور الحكومة الروسية، قال النجيمي "روسيا الاتحادية دولة صديقة وتتفهم الأحكام الإسلامية، ويجب على المفتين في روسيا أن يبلغوا حكومتهم بأن في الإسلام لا يجوز بيع المسجد، فنرجو أن يخرج خارج إطار ممتلكات رجل الأعمال والبيع". وحول إمكانية دعوة تجار المسلمين إلى شراء المسجد المعروف للبيع في روسيا من قبل الحكومة نظراً لإفلاس مالكه، قال الشيخ النجيمي "خيارنا الأول هو الإستراتيجي؛ لأن فخامة الرئيس ودولة رئيس مجلس الوزراء لهما علاقة قوية بالدول الإسلامية وهما يتفهمان شرائع المسلمين ولديهما جالية إسلامية كبيرة، فنسبة المسلمين في روسيا 20% على الأقل وأنا أتوقع أن هناك تفهماً كبيراً من قبل فخامة الرئيس ودولة رئيس مجلس الوزراء، وينبغي ألا يضيعها المفتين في روسيا وحتى بقية المفتين في العالم الإسلامي". وأوضح النجيمي أن المسجد وقف والوقف لا يباع ولا يشترى وأنه على مذهب جمهور الفقهاء لا يملك الوقف أحد، أما على قول بعض السادة الحنفية فإنهم يرون أنه غير لازم الوقف، وقال "رجال الأعمال الذين سيشترون المسجد سينقذونه ولا أعتبره شراء بقدر ما هو إنقاذ لهذا المسجد، ونحن نفتدي المسجد كما نفتدي المسلم من الكافر، حينما ندفع فدية لكافر قد يذهب ويشتري ويشرب بها خمر ويأكل بها حرام، ونحن نستنقذ المسجد كما استنقذ الأسير المسلم". وتابعت الصحافة العربية ما نشرته وكالة رويترز عن عرض سلطات الضرائب في روسيا أكبر مسجد في منطقة نيزني نوفجورود الروسية للبيع بالمزاد العلني وطلب مبلغاً يتجاوز العشرين مليون دولار. وكان رجل الأعمال الروسي فايز جيلمانوف قد بنى المسجد وأطلق عليه مسجد الرشادة، وظل المسجد ضمن ممتلكات رجل الأعمال الذي وكما يبدو أنه تورط في القمار "النشاط الرئيسي لرجل الأعمال"، وحينما حظرت روسيا أماكن المقامرة أفلس جمال جيلمانوف وعرض ممتلكاته للبيع لصالح الدولة وضمنها المسجد. وكان الشيخ رامز حضرت إمام مسجد الرشادة المعروض للبيع قد صرح لوكالة رويترز للأنباء أنها كانت صدمة لنا جميعاً ولكل من يعيش في هذه القرية ويتردد على مسجدها، ولم نعرف إلا من الصحف أن مسجدنا عرض للبيع بالمزاد. وأضاف ينبغي ألا يحدث هذا، هذا بيت الله وينبغي ألا يُباع أو يُشترى، الناس يأتون إلى هنا للصلاة. وقال إمام المسجد الشيخ رامز حضرت الدينوف "ليست لدينا موارد كافية لتغطية جميع التكاليف، ونجمع كل عام 250 ألف روبل تقريباً (8500 دولار) من العطايا، لكننا نريد دفع تكاليف الإضاءة والغاز. ولدينا عمال للنظافة والحراسة، لكن السلطات تصر على سداد الديون وتقول لا أحد يستثنى من القانون" .