في ظاهرة أثنى عليها الخبراء والمتخصصون، جذبت فاعليات كأس العالم بجنوب إفريقيا، اهتمام الأردنيات ليشاركن الأزواج والأسر ذلك الجو الرياضي عبر تأييدهن للمنتخبات التي يشجعنها، حتى أصبح بعضهن يلجأن إلى الإتصال بأزواجهن عبر الجوال أثناء وجودهم في المقاهي، لمعرفة نتائج المباريات. تقول الثلاثينية هند الصباغ لصحيفة "السوسنة" الأردنية إنها أصبحت تحرص على متابعة نتائج مباريات مونديال 2010 ، عبر الجوال من خلال الإتصال بزوجها الذي ينقل إليها حصاد الأهداف لهذا الفريق أو ذاك أولاً بأول، وتقول الصباغ- التي انتقلت إليها عدوى شغف متابعة المباريات من زوجها- "بعد أن ابتعنا أنا وزوجي بطاقة اشتراك لمتابعة المباريات , لم تأت الرياح بما تشتهي السفن , فقد إضطر زوجي إلى الالتحاق بعمل مفاجئ في مدينة العقبة, الأمر الذي حرمني من متابعتها، لأن زوجي أخذ معه البطاقة التي تتيح لنا مشاهدة المباريات الأكثر حماسة, ما إضطرني إلى اللجوء إلى هاتفي النقال لأعرف أحداث المباريات منه أولاً بأول". وتتواصل بعض السيدات مع أزواجهن عبر الجوال أثناء وجودهم في المقاهي، لمعرفة نتائج المباريات. وتدرك نادية, ربة بيت, أن عليها الإتصال بزوجها الذي يتابع المباريات خارج المنزل برفقة زملائه لمعرفة النتائج فقط أثناء الاستراحة، بين الشوطين، وتشاهد الطالبة الجامعية هديل المباريات بصحبة عدد من صديقاتها اللواتي يحرصن أثناء المباريات على التواصل مع أشقائهن أو أقاربهن أو أزواجهن لاطلاعهم على نتائج تلك المباريات، وتشير هديل إلى أن أجواء المونديال ألقت بظلالها على الكثير من العائلات التي ألغت مواعيد ومناسبات تضارب توقيتها مع توقيت بث مباريات هامة. ويرى أستاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة الدكتور حسين محادين: أن الكثير من الذكور نجحوا في استمالة زوجاتهم أو شقيقاتهم إلى الاهتمام بالمباريات ولاحقاً إلى الاهتمام التفصيلي بهذا الفريق أو ذاك، وأن السيدات عندما يلجأن إلى الاتصال الهاتفي لمعرفة نتائج المونديال فإنهن يحرصن على التواصل الاجتماعي الذي يغذي العلاقات الثنائية بنوع من الشغف المشترك. ويقول أستاذ علم النفس الدكتور نبيل النجار إن الاهتمام الذي تظهره السيدات تجاه ميول وهوايات أزواجهن بغض النظر إن كانت رياضية أو ثقافية أو إلكترونية يعكس لغة تواصلية يحرصن على تنميتها في سياق المشاركة التي تعزز الحوار وتوحد أرضيات التفاهم مع أزواجهن.