- دائماً ما أبدأ بتعريف نفسي على أني مسلمة من أصل سعودي. - لم أنس لغتي العربية وكنت من أوائل من سعوا لإنشاء مدارس إسلامية ومساجد. - سألت ابني عما سيفعله لو نشبت حرب في دولة عربية أو إسلامية وزج به هناك. - الجالية العربية في أمريكا عددها يماثل عدد الجالية اليهودية .
حوار : رولا المسحال- سبق: عندما تتحدث سواء كانت في الرياض أو في كاليفورنيا، فإن أول كلمة ينطق بها لسانها أنها امرأة مسلمة ومن أصل سعودي. ترشحت للكونجرس الأمريكي بعد انتمائها للحزب الديمقراطي، ورغم عدم نجاحها في الوصول إلى مقاعد الكونجرس إلا أن" فريال المصري" تعد وجهاً معروفاً داخل كاليفورنيا وخارجها، ونجحت في تأليف كتاب عن مشاركتها في الانتخابات وعن حياتها بأكملها. ولكنها أعلنتها بصراحة أكثر من مرة أن أكثر الأجزاء التي جذبت القارئ الأمريكي هي فصول حياتها وزيارتها للسعودية. "سبق" حاورت فريال المصري التي تحدثت بلغة عربية لا يشوبها شائبة، وتحدثت عن تمسكها بعادات وتقاليد " بلدها الأم"، وفرحها بزيارته له وبوضع المرأة السعودية، متمنية أن تنقل صورة مشرفة عن وطنها للعالم أجمع. " المرأة السعودية" يعد موضوعاً ثرياً للحديث، ومجالاً خصباً لمنتقدي السعودية، وربما يعد أكثر الموضوعات إثارة التي تذكر عندما يتم الحديث عن السعودية. فريال المصري، التي غادرت المملكة في التاسعة من عمرها، أكدت أنها رأت في زيارتها للرياض لأول مرة الكثير من الأمور التي تتعلق بالمرأة السعودية التي أذهلتها ". وقالت:" هذه أول زيارة لي في الرياض وكثير من الأشياء أذهلتني، أشياء سلبية وأخرى إيجابية"، مشيرة إلى أن المرأة السعودية أصبحت تشغل وظائف مهمة، ولها مكانة ودور في المجتمع، ما أعطاها مجالاً للمساعدة في تقدم المملكة. ووصفت المصري في حديثها مع "سبق" ما يحصل الآن في تاريخ المرأة السعودية يعد خطوات تاريخية، قائلة أحاول أن أدرس ما يحدث الآن وأفهمه أكثر حتى أستطيع أن أنقل هذه الصورة للخارج. وربما تكون فريال المصري أكثر المرشحين العرب السابقين في أمريكا إثارة للجدل، فمن المعروف أن الحزب الديمقراطي هو الحزب الأكثر شعبية بين أبناء الجالية العربية، ولم يكن من المستغرب انضمام المصري له. وأوضحت المصري أنها ألفت كتاباً يحكي تجربتها في خوض المعركة الانتخابية كمرشحة عن الحزب الديمقراطي، ويحكي في ذات الوقت تاريخ حياتها"، مضيفة:" الكتاب يحكي عن معركتي الانتخابية وزيارتي السابقة للسعودية، هذه التجربة جذبت كثيراً من الأمريكان المتعطشين لرؤية السعودية من الداخل ومعرفة ما يدور فعلاً على أرض الواقع ". ورغم زيارات فريال المتباعدة للسعودية، إلا أنها رأت أن أكثر الظواهر سلبية التي رأتها خلال زيارتها هي ظاهرة الطلاق، موضحة" أكثر الظواهر السلبية التي أحزنتني وفاجأتني هي انتشار الطلاق بنسب مخيفة في المجتمع السعودي المحافظ، فالظاهرة محتاجة فيما يبدو إلى حل جذري وإلى نشر الوعي بين الشباب والفتيات في المراحل التعليمية المختلفة". وتصر المصري على أنه رغم خروجها من السعودية وعمرها تسع سنوات، متنقلة بعدها في عدة دول أوروبية وعربية حتى استقرت في أمريكا، إلا أن ذلك لا يعني أن تترك العادات والتقاليد الخاصة ببلدها ، قائلة:" فأنا لم أنس لغتي العربية، وكنت من أوائل من سعوا لإنشاء مدارس إسلامية ومساجد ومسرح للأطفال العرب في أمريكا". وفي ذات الوقت أكدت المصري أن أكثر الموضوعات إثارة بالنسبة للمجتمع الغربي عندما يأتي ذكر المملكة العربية السعودية، هو موضوع المرأة ، منوهة بأن المجتمع الأمريكي لا يرى من هذا الجانب إلا أن المرأة السعودية تغطي وجهها، وتمنع من قيادة السيارة. وأضافت:" كان الجميع يستغرب أني امرأة من أصل سعودي، ولكني دوماً ما أقول إن المرأة السعودية قوية تتخطى العوائق كافة "، معتبرة أن أكبر العقبات التي تواجهها هو انتقالها للقرن الواحد العشرين في ذات الوقت الذي تحاول فيه الحفاظ على هويتها الاجتماعية. وترى المصري أن لها دوراً مهماً في نقل الصورة الحقيقية للمجتمع الأمريكي عن السعودية، مشيرة إلى إعجاب الكثيرين بالسعودية ومنهم أكاديميون يتمنون زيارة المملكة للتعرف عليها عن قرب، خصوصاً لما لها من مكانة تاريخية وإسلامية. تجربة فريال المصري السياسية بدت ثرية وهي تتحدث عن نيل المرأة السعودية حقوقها السياسية، قائلة:" نحن لا نريد أن نخلق صراعاً بين الرجل والمرأة ، فالمرأة الغربية لم تأخذ حقها، لأن الرجل أعطاها إياه، بل لأنها مرت بمرحلة التعليم ثم التنظيم لتصل إلى المكانة التي حققتها اليوم". وأضافت:" البلاد العربية اليوم تقفز من فترة قبل المرحلة الصناعية في أوروبا إلى مرحلة القرن الواحد والعشرين، في خطوات سريعة، فطبيعي أن يكون هناك خوف، خصوصاً أن بعض الناس يعتقد أن المرأة مسؤولة عن الحفاظ على العادات والتقاليد"، مؤكدة أن في ذلك ظلماً للمرأة. ورغم عدم نجاحها في الوصول إلى مقاعد الكونجرس الأمريكي، إلا أنها رفضت أن تحمل العنصرية، أو كونها من أصل شرق أوسطي المسؤولية، قائلة:" دائماً ما أبدأ بتعريف نفسي على أني مسلمة من أصل سعودي، ولا أخجل، بل أعدُّ ذلك مصدر قوة". وأضافت:" دائما أقول إني أكون مثل "العلم" لذا أحاول أن أنقل صورة مشرفة عن بلدي وأبذل في سبيل ذلك كل ما في وسعي. ومثل كثيرين، استبشرت المصري بوجود الرئيس الديمقراطي باراك أوباما في البيت الأبيض، وقالت:" أوباما جاء وسط توقعات عالمية بأن يحدث تغييراً كبيراًَ في السياسة الأمريكية، مضيفة" "أوباما" جاء على أنه يريد تغيير سياسية بوش ويخلق اتصالاً مع الشرق الأوسط". وأضافت: " ولكن كرئيس من الطبيعي أن يكون لديه مشاكل من الصعب أن يحلها جميعها في دورته الرئاسية الأولى، وكذلك تغيير سياسته في المنطقة يعتمد على عدة أمور منها موقف الدول العربية من سياسته". وتمنت المصري أن تصل السياسة الأمريكية لمرحلة النضج، متوقعة أن يصنع أوباما حالة من التفاؤل في العالم. وتأثرت المصري بالسياسة الأمريكية في فترة ما قبل أوباما، حيث شارك ابنها في الحرب على العراق، التجربة التي اعتبرتها المصري في حديثها مع "سبق" جزءاً من ضريبة الحياة في أمريكا واندماج العرب في المجتمع الأمريكي. وقالت:" لدي ولدان وابنة، أتوقع أن وسائل الإعلام كلها تحدثت عن التحاق ابني للجيش الأمريكي"، موضحة " ففي عام 1997 وبعد إنهاء ابني المرحلة الثانوية كشاب كان يتشوق لأن يحيا حياة فيها شيء من المغامرة والتغيير، لذا انضم للحرس الوطني". وأضافت:" كأم كنت أخشى على ابني من التحاقه بالجيش، وأذكر أني سألته عما سيفعله لو نشبت حرب في دولة عربية أو إسلامية وزج به هناك، لكنه طمأنني حينها أن الحرس الوطني لا يذهب للحروب". وبحسب المصري، فإنه كان من المفترض أن الحرس الوطني يعمل داخل أمريكا ولا يتوجه للحروب، ولكن ما حصل عند مجيء بوش للحكم أنه أرسل الحرس الوطني لأفغانستان ثم للعراق.
وأكدت أن ابنها لم يشارك في الحرب، ولكن كان يعمل في الجانب المدني والخدماتي في العراق، معتبرة أن إرسال ابنها للعراق كان دافعاً وراء انتمائها للحزب الديمقراطي.
وأشارت المصري إلى أنها واجهت العديد من الانتقادات بسبب ذهاب ابنها للحرب، قائلة: "ولكن لأننا نريد أن نكون عرباً أمريكان وجزءاً من المجتمع الأمريكي، وإذا أردنا أن نؤثر فعلينا أن نؤثر في جميع المستويات. وأضافت:" ابني كان جندياً والجندي يصبح آلة في يد السياسيين، ومن المعروف أن الجندي ليس له رأي". وقالت: "بعض الجاليات العربية في الغرب تتقوقع على نفسها، والجالية العربية في أمريكا عددها يماثل عدد الجالية اليهودية، ولكن لو عقدنا مقارنة على مستوى التأثير، نرى أن العرب أقل تأثيراً، وذلك بسبب تقوقعهم على أنفسهم".
* ابن فريال المصري المشارك مع القوات الامريكية في العراق