قالت العالمة السعودية حياة سندي "إنها لا تزال بعيدة عن "نوبل"، لكنها تتمنى الفوز بجائزة الملك فيصل العالمية، كما أنها تحب أن تسخر علمها للفقراء، بعيداًًً عن استغلال العلم. وكشفت عن أنها تمهد للعودة إلى المملكة، وأنه لابد من توافر أربعة شروط لمراكز البحث حتى تنتج، وأن رجال الأعمال العرب يخشون الإستثمار في العلم والتقنية. وأوضحت أن ما يحدث في جامعة الملك عبدالله ليس اختلاطاً، بل اجتماع لتلقي العلم، أما الاختلاط فيكون في النادي أو الحفلات. وجاءت تصريحات سندي في مقابلة أجراها معها برنامج "في الصميم" بتلفزيون ال "بي بي سي" أمس الاثنين، الذي سألها عن آخر اختراعاتها فقالت إنها "مادة رخيصة مصنوعة من الورق، تقوم بتشخيص الأمراض بوضع قطرة دم أو عرق أو بول، حسب المطلوب، وهي في طور التجربة حالياًً على تشخيص أمراض الكبد". وعما إذا كان مثل هذا الاختراع يؤثر على شركات الدواء الطامحة للربح، قالت إنني "أحب أن أسخر علمي للفقراء، ولهذا السبب أسست شركة مع بروفيسور في جامعة هارفارد لننتج من خلالها أدويتنا". وأكدت سندي أنها اشترطت أن يتبع اسمها بكلمة سعودية، عند ضمها لمنظمة "بوب تك " التي تضم نخبة علماء نوبل، وذلك "لأنني أعتبر عضويتي للمنظمة نجاحاً لبلدي، ولأقول للعالم إن بالسعودية علماء وعالمات من النساء مجتهدات وقادرات على تحقيق النجاح". وعن تعريف نفسها بأنها "مسلمة ملتزمة"، قالت إن "ملتزمة تعني أن أؤمن بعادات الإسلام وأطبقها". وعما أثير بشأن الاختلاط في جامعة الملك عبدالله، قالت "حين يتواجد الطلاب والطالبات في مكان لتلقي العلم عند أستاذ فهذا اجتماع، أما الاختلاط فيكون أمراً آخر، ويكون في النادي أو الحفلات". وحددت سندي أربعة شروط لابد من توافرها لمركز البحث وهى: وجود علماء وتقديم الدعم المعنوي بتقدير العقل والأبحاث، وتوافر مناخ الحرية والإبداع، بالإضافة إلى الدعم المادي. وعن تلقيها عروضاً للعمل بجامعة الملك عبدالله، قالت "كنت مع الجامعة منذ مرحلة التأسيس، ولم أتلق عروضاًً؛ لأن مجالي لم يتحدد حتى الآن، وحين يتم توفير مجال دراسي لي بالجامعة، يمكن أن أقبل العمل". وعن جامعة الملك عبدالله، قالت إن "الجامعة أنشئت لهدف معين وسامٍ وهي تواصل مع جامعات عالمية للتنسيق، ونأمل أن تكون على هذا المستوى". وبسؤالها هل صحيح أن الإناث في السعودية ينجحن في العلوم أكثر من الرجال، قالت "علمياًً المرأة تبدع أكثر من الرجل، وهي بطبيعتها صبورة وتحاول مرات ومرات حتى تنجح، أما الرجل فينتقل من فكرة إلى فكرة بسرعة". وعن عودتها إلى السعودية، قالت إنني "أمهد لذلك، وأحاول أن أخلق أرضية للعمل هناك من خلال النانو تكنولوجي، وفي زياراتي التقي بعلماء ومسؤولين في التعليم والصحة وبنك التنمية". وألقت سندي باللوم على رجال الأعمال العرب لإحجامهم عن مجال التقنية، وقالت إن "رجال الأعمال العرب يخشون الاستثمار في العلم والتقنية، فالمجتمعات العربية لم تزل بعيدة عن مجتمع العلم والمعرفة". وأبدت سندي تفهماًً لعدم معرفة السعودية بها إلا بعد اختراع جهاز "مارس" (جهاز يدرس تأثير الأدوية على الجسم)، وتقديم برنامج عنها في محطة تلفزيونية شهيرة، وقالت سندي " السعودية لم تعرفني إلا بعد أن أبدعت وأنتجت، فأنا كنت مجهولة حتى أنتجت شيئاً". وترفض سندي استغلال العلم ضد الإنسان، وتقول "استغلال العلم ضد الإنسان يتعارض مع عقيدتي ومبادئي، ولهذا رفضت العمل في معامل (سانديا لاب) في تكساس التي تعد من أشهر المعامل في العالم، لخشيتي من استغلال أبحاثي أو علمي في أغراض حربية، ورفضت عرضاًً من أحد الجيوش في دولة غير مسلمة". وعن تقديم خدماتها للجيش السعودي، قالت سندي "أي شيء أقدر أخدم فيه وطني لن أتأخر، وذلك من منطق إعداد العدة لأعدائها". وبسؤالها إن كانت فعلاًً قريبة من الفوز بجائزة نوبل خاصة بعد انضمامها إلى منظمة "بوب تك" التي حصل معظم أعضائها على الجائزة، قالت سندي في تواضع "لا أعتقد أنني قريبة من نوبل، أنا بعيده بكثير". أما عن جائزة الملك فيصل العالمية فقالت "أتمنى الفوز بجائزة الملك فيصل العالمية، فهي غالية علي".