لم يأت لقب " سلطان الخير " ، الذي يحب الشعب السعودي أن يخاطب به ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، من فراغ ، فعلى امتداد خريطة المملكة توجد بصمة حنونة مسجلة باسمه في قلوب البسطاء ، وبسمة فرح على ثغور المحتاجين . ولا يعد ذلك سوى جانب من عطاء طويل وممتد قدمه ولي العهد - ولازال – لصالح أبناء هذا الشعب ، ثم لأبناء أمته العربية والإسلامية وأصبح نموذجا لتعايش القيادات مع مشاكل مواطنيه ، ودليلا على مقدرة الفعل الإنساني على عبور الحدود وإسعاد البشر دون أي غرض ، غير إرضاء الله . لا تخلو مذكرات قادة دول العالم والشخصيات الدولية التي يتحدثون فيها عن السعودية،من ذكر الأمير سلطان ، متحدثين عنه دومًا بصفة الصديق الودود الموثوق، والشخصية السياسية اليقظة، والفطنة الحاضرة، والشخصية القادرة على إشاعة روح التفاؤل في الاجتماعات السياسية. فمنح الأمير سلطان عام 2002 جائزة شخصية العام الإنسانية لم يكن سوى دليلا واضحا على أعماله الخيرة التي سطرت اسمه في سجل التاريخ كأكثر الشخصيات العربية بل والعالمية سعيا في المجال الإنساني، فهو شخصية استثنائية تعد رمزا من رموز المملكة العربية السعودية.
خدمة الإنسانية ومن المعروف أن ولي العهد إنسان نذر نفسه لخدمة الأغراض الإنسانية ليس في المملكة وحسب و إنما عبر امتداد الوطن العربي و الإسلامي. وقد جاء اختيار سموه لنيل الجائزة اعترافاً وتقديراً بسجله الحافل بالعطاء في مجال الخدمات الإنسانية ويتضح أبرز ملامحها في إنشاء مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، ومدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية التي تعد أكبر مدينة تأهيلية من نوعها في العالم. وكان الشيخ احمد بن سعيد آل مكتوم رئيس لجنة جائزة الشخصية الإنسانية في مركز راشد لعلاج ورعاية الطفولة، قال " إن اختيار الأمير سلطان بن عبد العزيز جاء تعبيرا صادقا عن الانجازات الكبيرة التي حققها في مجال العمل الخيري عربيا ودوليا لخدمة الإنسان حيثما كان".
رمز العمل الخيري تمتاز أعمال الأمير سلطان الخيرية، بأنها أصبحت رمزا من رموز العمل الخيري في عالمنا العربي والإسلامي، فمنذ إنشاء مؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية عرفت بأنها مؤسسة ذات أنشطة إنسانية متعددة تتفق في مضمونها مع ما ينشده، الأمير سلطان, بل و يشرف بنفسه على تكوينها وقدم لها الرعاية ومدها بالرؤى وفتح لها مجالات العمل الإنساني الخيري فهو يعتبر رائد هذا العمل في المملكة العربية السعودية. وذكر الكتاب الثالث عن مراكز النمو الذي أصدره مؤخراً المشرف على مراكز النمو بمنطقة عسير عبد الله بن علي بن عفتان إلى العديد من المؤسسات الخيرية في المملكة التي تعنى بمشروعات الإسكان الخيري ومنها مؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز ال سعود الخيرية. وأشار الكتاب إلى أن المؤسسة تسعى في برامجها وخدماتها المتعددة إلى إشباع الجانب الإنساني مع ملاحظة أهمية البعد الاجتماعي لكل عمل خيري تنفذه، فنجد أنها في جانب السكن والمساكن تسعى بما يتفق ورسالتها في هذا المجال (مساعدة الناس : ليساعدوا أنفسهم)، وذلك بتوفير الحياة الكريمة والبيئة الحضارية من مبدأ التكافل الاجتماعي والتعاون على البر وفق مبادئ الدين الإسلامي الحنيف وهذا يتفق في مضمونه مع ما تنشده الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده وذلك بالاهتمام بتنمية الإنسان مع تنمية المكان على أساس من القيم والأخلاق الحميدة والتواد والتراحم بين أفراد المجتمع السعودي.
بصمات الخير وبدت بصمة الأمير سلطان واضحة في كافة قرى ومدن المملكة من جنوبها إلى غربها ومن شمالها إلى شرقها، ففي كل قرية حرص سموه على منح أهاليها مشروعا خيريا، ولا يزال صدى الكثير من المشاريع الخيرية يتردد كل يوم . وكان من ضمن هذه المشاريع تسلم 120أسرة سعودية بقرية يلملم التابعة لمحافظة الليث مساكنهم الجديدة بعد أن احتضنتهم الأمير سلطان بن عبد العزيز ضمن مشروع الأمير سلطان بن عبد العزيز للإسكان الحضاري. و عرف الأمير سلطان في أوساط الشعب السعودي بصاحب الأيادي البيضاء وهو والسباق لعتق الرقاب وبذل الديات المطلوبة لأولياء الدم، وقد تكفل سموه عن طريق لجنة الصلح والعفو في الطائف فقط بدفع ديات لأكثر من عشر رقاب. بالإضافة إلى أعمال سموه الخيرية الأخرى في كثير من القضايا الإنسانية وتوجيهاته السديدة لخدمة أصحاب الظروف الإنسانية الخاصة حيث تكفل سموه وتبنيه برعاية عوائل الصم والبكم بالطائف وتجاوباً مع ما نشرته الصحف السعودية عن معاناتهم . وتبرع الأمير سلطان بمبلغ عشرة ملايين ريال وتوفير الرعاية الصحية والتعليمية لأبنائهم وبناتهم في أرقى المستشفيات والمدارس الخاصة ونقل حياتهم من الفقر والعوز إلى أرقى مستويات الحياة الكريمة وغير ذلك الكثير والكثير من الأعمال الخيرية الإنسانية التي دائما سموه الكريم وراءها وبحق نال أمير الإنسانية. مدينة الإنسانية ويبدو حرص ولي العهد على ترك بصمة ذات أثر في كل مجال إنساني ، فمدينة الأمير سلطان بن عبدا لعزيز للخدمات الإنسانية تمثل صرحاً طبياً فريداً في مجال الخدمات التأهيلية يضاهي أفضل المراكز العالمية المماثلة. فالأمير فسلطان بن عبد العزيز أراد أن يرتبط اسمه بهذه المؤسسة الخيرية العملاقة مجرداً من الألقاب الاجتماعية والوظيفية، لأن العمل الإنساني ذاته يأتي في المقدمة بالنسبة له، وامتدادا لأعمال سلطان بن عبد العزيز الإنسانية أعلن عن تبرعه بإنشاء مركز لعلاج الأورام بمدينة الملك فهد الطبية. وتعتبر مدينة الأمير سلطان الإنسانية مركز تأهيلي طبي يشتمل على 400 سرير ، وافتتحت المدينة رسمياً في 30 أكتوبر 2002 ، حيث تقدم الرعاية المطلوبة لكافة المرضى بلا استثناء. وتقدم المدينة الخدمات العلاجية والتأهيلية , والمساندة ,و تقديم برامج تعليمية وعلاجية للذين في حاجة إلى متطلبات تعليمية خاصة بسبب الإعاقة البدنية والإعتلالات التنموية والمشاكل الصحية المعقدة.