* عندما يأتي الصيف يسيح أكثر الناس في الأرض..حتى الأشجار "تحزم" أوراقها استعداداً لرحيل وشيك...، فالخريف آتٍ، وستذرو ريحه التائهة كل ما إصفرّ من أوراق و"بشر"! * في طقوس المثقفين، الصيف موسم رحيل إن لم يكن حساً، فمعنى!
* هنا نلتقيهم.. بعضهم في محطة مغادرة، وبعضهم في محطة قدوم، وآخرون على جناح سفر، وبعضهم واقفاً على مفترق طرق بين الحل والترحال. * نستوقفهم لنعرف أحوالهم في الصيف، ولنطلعكم على أحوالهم ، طوال شهرين مقبلين.
إعداد : ناصر المرشدي
ضيفنا اليوم الشاعر والإعلامي محمد عابس.
القيظ يفوح وسمومه لها فحيح..إلى أي وجهة ستسيح اتقاء الفيح والفحيح؟ المشكلة أن الإجازة قصيرة والصيف طويل جداً فمهما هربنا سنعود، طبعاً الطائف وأبها والنماص لها نصيب، ولا بد من تغيير الجو بعد رمضان في لبنان أو فرنسا لم تتحدد المسألة بعد، ولكني متأكد أننا سننافس الضبان في تحدي الحر. في حياة الصيف المسافرة.. أين يحط بوحك رحاله؟ الشعر يظل الملجأ الآمن لي في الصيف وغيره، ولعلها فرصة لي لأعيد ترتيب بعض القصائد وتجهيزها والاستعداد للموسم القادم ربما أشارك في بعض الأمسيات الشعرية مع أنها محجوزة سلفاً لأسماء مكررة وبائسة في الغالب! في ترحالك ماذا يسافر معك منك، وماذا يقيم انتظار إيابك؟ لا أعتقد أنه يمكن التجزئة؛ لأنني لست شركة تجزئة أو سوبر ماركت، ولكن مجازاً أقول إنه يسافر معي الأمل والطموح وينتظرني الصبر والرجاء! أيهما أكثر شبهاً بك.. ما يولد منك هناك، أم هنا؟ لا أعلم فهذا شأن نقدي ولكن القصيدة لها علاقة بالمكان وقديماً عدّ العرب محفزات الجمال في الماء والخضرة والوجه الحسن، فلا بد من الرحيل وراء هذه الثلاثية أينما كانت لعلها تساعد في إحلال الهدوء والسلام على ذواتنا واكتشاف ما غاب عنها. الكتاب والشعراء والمثقفون في الصيف، من يمشون في مناكبها، ومن لا يستطيعون ضرباً في الأرض.. أيهم أقرب إلى ذاته وجلب مكنونه؟ من يجيد قراءتها وقراءة الواقع القريب والبعيد هو من يستطيع التصالح مع ذاته واكتشاف مكنوناتها ومكامن الإبداع فيها، والمسألة نسبية، فهناك من سافر إلى أجمل الأماكن في الدنيا ولكن ما يكتبه أجمل مكان له سلة المهملات وهناك من لم يخرج من مدينته وقريحته متقدة بالإبداع! مشروع ضربت له موعداً هذا الصيف لإنجازه، وآخر ستضع أولى لبناته؟ المشاريع المؤجلة كثيرة ولعل أهمها التفكير في بيت للأسرة والبدء في بحث الماجستير قريباً. إلى من تقدم دعوة ليصحبك سائحاً؟ الأصدقاء كثيرون ولكن للصدق ليس كل صديق ينفع للسفر، فالسفر له شروطه التي لا ينجح فيها كل شخص، ولكن الدعوة صعبة لأن الرائعين في حياتي ليسوا بالقليل فمن آخذ ومن أدع، لذلك أتبع سياسة سافر ولا تعلم أحداً، تحسباً للزعل من ناحية وللزقات اللي ما يصدقون على الله إلا لما يخربون أي سفرة من ناحية ثانية. لديك تذكرتان واحدة لك وواحدة لمسؤول تختاره أنت.. من هو، وإلى أين ستتجه به؟ لمعالي وزير الشؤون الاجتماعية والتذكرة مفتوحة لزيارة المدن والقرى البعيدة عن الاهتمام وشمولها بخدمات وزارته ومتابعة المحتاجين الذين يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف. من نجم 2010 على مستوى الوزراء وماذا تقول له؟ بدون شك هو معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجه وأتمنى له المزيد من النجاح في إدارة دفة واحدة من أكثر الوزارات أهمية ومشكلات ولا سيما من الناحية المالية والإدارية، وأقول له واصل المسيرة فإعلامنا وثقافتنا يحتاجان إلى الكثير والكثير فقد تأخرنا كثيراً في هذا المجال.