بزغت فكرة تأسيس وإنشاء مركز مكافحة الأمراض الخليجي حيث نوقش الموضوع في المؤتمر الذي عقد في جنيف في شهر مايو 1993م وقد صدر عن مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون قرار في هذا الشأن، وقد تداولت الجهات المعنية وصدر القرار رقم ( 5 ) تضمن أن يبارك المجلس الخطوات الجادة والخطوات التنفيذية لإنشاء المركز السعودي لمكافحة الأمراض CDC وتهنئة المملكة لهذا الإنجاز الفريد في المنطقة. وجاء النظر في إمكانية أن يكون المركز السعودي مركزا خليجيا لمراقبة انتشار الأمراض وذلك منعا للازدواجية وحرصا على الأداء التكاملي ضمن المنظومة الخليجية. واتفق وزراء الصحة في دول المجلس على أهمية دعم خطوة المملكة وطالبوا بأهمية مساندة جهودها للإسراع في بدء العمل فيه يحدوهم الأمل في أن يكون هذا المركز المرجعي مركزا يخدم كل الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي وأن يكون لدول الخليج مثل هذا المختبر المرجعي ويقع مشروع مركز المملكة العربية السعودية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها في منطقة بنبان شمال غرب مدينة الرياض على أرض مساحتها الكلية 130,000 م م شاملة التوسعات المستقبلية، خصص منها مساحة 67,675 م م لإقامة المشروع الذي انتهى من بنائه ما نسبته 85 في المائة. يذكر أن تبني فكرة إنشاء هذا المركز هدفه هو لمراقبة الأمراض والسيطرة عليها على غرار مركز الولاياتالمتحدةالأمريكية CDC، لعديد من الأسباب أهمها تحقيق الأهداف الصحية المرتبطة بالسياسات والاستراتيجيات الوطنية لكل دولة، ورفع وتطوير قدرات العاملين في المراكز والمختبرات الصحية، وتوفير بنك المعلومات الصحية والتقنيات المتعلقة بذلك، والاستعداد والتصدي المبكر للأمراض عند ظهورها، واكتساب القدرات والفرصة للتعرف على ما يكتشف من كائنات جديدة مسببة لتلك الأمراض والتعامل معها وعمل الأبحاث للاستفادة من ذلك بكل الصور مثل عمل الأمصال وغيرها وتقديم الاستشارات للدول الأخرى على المستوى الإقليمي والدولي. ويسعى هذا المركز لتخفيض عبء الأمراض المعدية وذلك عن طريق المراجعة الدورية ووضع الأولويات للأمراض المعدية وتحديث التعريف العملي للأمراض والتدخل السريع حال حدوث أوبئة وعمل الدراسات الميدانية لدعم رصد الأمراض وتدريب أطباء الصحة العامة في جميع أنحاء المملكة ودول الخليج وتصميم وتنفيذ نظام لرصد الامراض المنقولة داخل المستشفيات وتصميم وتنفيذ التبليغ الالكتروني للامراض المعدية وتقييم نظام الرصد لجميع الامراض المبلغ عنها واستخدام تقنيات حديثة في الرصد مثل إدخال برنامج لعرض البيانات على الخرائط GIS. نحن اليوم في صدد الأمراض المعدية من حميات الخنازير والسارس وجنون البقر والطيور وحديثا كرونا لا سيما الأمراض الوبائية مثل الدرن والملاريا والضنك. مضى رمضان بسلام بلطف من الله ونحن الآن في موسم الحج وهناك تصريحات نشرت في هذه الجريدة تحت عنوان «الصحة تطالب حجاج 43 دولة بتقديم شهادات تطعيم ضد الحمى الصفراء». نعم الحمى الصفراء التي كانت في الماضي وباء في بعض الدول من ضمنها بلادنا الغالية وكنا (فعل ماض) جميعا نحمل شهادة التطعيم لهذا المرض قبل السفر إلى الدول الغربية. واليوم الدولة جزاها الله كل خير العطاء أصدرت الأوامر ووفرت المال والأرض وأنجزت الكفاءات فأين نحن من الإعراب عن هذا المركز يا وزارة الصحة وأين العمل من أصحاب المسؤولية من التنفيذ على أرض الواقع. منذ مايو 1993م حتى اليوم أي بعد عشرين سنة أين وصل هذا المركز يا أصحاب المسؤولية؟. للتواصل «فاكس 6079343».