أكد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، أن المملكة ومنذ تأسيسها تعمل على خدمة الحرمين الشريفين ورعاية قاصديهما، وتوفير متطلبات أداء هذه الرسالة العظيمة كافة، بما يرضي الله سبحانه وتعالى أولاً، ويمكّن بالتالي ضيوف الرحمن من تحقيق غايتهم في أداء شعائرهم بكل سهولة وأمان. جاء ذلك في تصريح صحفي لولي العهد في ختام رعايته حفلة استعراض قوات أمن الحج المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لموسم حج هذا العام. وبيّن أن المملكة تتعامل مع موسم الحج بطاقاتها وإمكاناتها كافة، وتعمل على توفير الأمن والسلامة للحجاج وفق ما هو معمول به كل عام، وتضع في الحسبان الأوضاع الأمنية كافة، وتتعامل معها وفق خطط أمنية، ووقائية، وتنظيمية مسبقة الإعداد ومحكمة التنفيذ، وتحقق ولله الحمد كل عام نجاحاً متميزاً في أداء الحجاج لشعائرهم بكل سكينة وأمن واطمئنان. عدم مصداقية وحول إلقاء وسائل الإعلام الإيرانية وكبار المسؤولين الإيرانيين اللائمة على المملكة في عدم تمكين الحجاج الإيرانيين من أداء الحج لهذا العام، قال إن ما تثيره وسائل الإعلام الإيرانية وبعض المسؤولين الإيرانيين لا يستند إلى المصداقية والموضوعية. وهم يعلمون قبل غيرهم أن المملكة قدمت للحجاج الإيرانيين -كبقية حجاج بيت الله الحرام- كل التسهيلات، إلا أنه في حج هذا العام تقدمت بعثة الحج الإيرانية بمطالبات تخالف مقاصد الحج، وما تلتزم به بقية بعثات الحج الأخرى، وتعرض أمن الحج والحجاج بمن فيهم الإيرانيون للخطر، وتخالف كذلك قدسية المكان والزمان. والمملكة لا تسمح بأي حال من الأحوال بوقوع ما يخالف شعائر الحج ويعكر الأمن ويؤثر على حياة الحجاج وسلامتهم من قِبَل إيران أو غيرها. والجهات الإيرانية هي التي لا ترغب في قدوم الحجاج الإيرانيين لأسباب تخصهم في إطار سعيهم لتسييس الحج وتحويله لشعارات تخالف تعاليم الإسلام، وتخل بأمن الحج والحجيج، وهو أمر لا نقبله ولا نرضى بوقوعه. ونقف بحزم وقوة ضد من يعمل على الإخلال بالأمن في الحج. تعامل حازم وعن موقف المملكة في حالة حدوث مخالفات لتعليمات الحج من قبل بعض الحجاج بدوافع من مواقف دولهم من السعودية، بين ولي العهد أن للحج قدسيته وشرفه مكاناً وزماناً. وسلامة الحجاج وتيسير أدائهم لمناسك الحج بكل أمن وأمان غاية كل جهد تقوم به المملكة تجاه ضيوف الرحمن. ولذلك فإن التعامل مع من يخالف مقاصد الحج ويمس بأمن الحجيج سيكون حازماً وحاسماً، وسيطبق على كل مخالف ما يصدر بحقه من أحكام شرعية من جهات الاختصاص القضائي. وما نؤمله من ضيوف الرحمن أن يكونوا عند حسن الظن بهم، وألا يصدر عنهم ما يفقدهم فضل أداء هذه العبادة العظيمة ويعكر صفوهم ويعرضهم لتبعات تجاوز حرمة المكان والزمان. وأن ينعموا بما وفرته لهم المملكة بتوجيهات ورعاية خادم الحرمين من خدمات وتسهيلات تعينهم على بلوغ غايتهم وتحقيق أمنياتهم في أداء حج آمن مطمئن لا رفث ولا فسوق فيه. أوضاع اليمنيين وفي ما يخص تعامل المملكة مع الحجاج اليمنيين في ظل الأوضاع الحالية والحرب الدائرة هناك، ومواقف الجهات المعارضة للشرعية اليمنية التي تساندها السعودية، قال: كما أشرت في سياق حديثي، المملكة ترحب بحجاج بيت الله الحرام الوافدين لأداء هذه الفريضة من أي بلد في العالم، والحجاج اليمنيون محل ترحيب دائم من المملكة التي تقدم لهم كافة التسهيلات وتتفهم أوضاعهم، لكن الذي يعيق أداءهم لهذه الفريضة هم الحوثيون وأنصارهم في محاولة لتوظيف أوضاع الحجاج اليمنيين لغايات دعائية باتت مكشوفة ويدركها الشعب اليمني جيداً ولا تخفى على الجميع. والمملكة وهي تؤدي هذه الرسالة الإسلامية الكبيرة تضع في خططها وبرامجها لهذا الموسم العظيم كافة الاحتمالات وتقف أجهزتها المعنية بكامل جاهزيتها للتعامل مع ما قد يطرأ من متغيرات وأحداث وفق ما يتطلبه الموقف. شرف عظيم وفي جانب الاستعدادات والخدمات التي ستقدم لضيوف الرحمن في موسم الحج هذا العام، أوضح الأمير محمد بن نايف أن المملكة قيادة وشعباً تتشرف بخدمة ضيوف الرحمن وتسهيل أدائهم لمناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان، وتوظف كافة إمكاناتها المادية وطاقاتها البشرية لأداء هذه الرسالة الإسلامية العظيمة، وتعمل أجهزة الدولة والقطاع الخاص المعنية بموسم الحج على تقديم مختلف الخدمات والتسهيلات بمستوى رفيع من الأداء والجودة على مدار الساعة منذُ قدوم الحجاج إلى المملكة عبر منافذها المختلفة، وخلال رحلتهم إلى الأماكن المقدسة، وأثناء تنقلاتهم بالمشاعر، وذلك وفق خطط أمنية، وخدمية، ووقائية، وتنظيمية ومرورية شاملة تقدم من خلالها مختلف الخدمات الأمنية، والصحية، والغذائية، والطبية، وخدمات المواصلات والاتصالات، وتهيئة أماكن إقامتهم، وتنقلاتهم، ووضع خطط الطوارئ اللازمة في حالات الأزمات والمتغيرات المناخية، بما يحقق سلامة الحجيج ويُسهل عليهم أداء مناسكهم في أجواء مُفعمة بالسكينة والأمن والإيمان. موقف مشرف من جهة ثانية، ثمّن الأمير محمد بن نايف مشاركة منسوبي القوات المسلحة مع إخوانهم رجال الأمن من القطاعات العسكرية كافة في حج هذا العام، رغم ما يبذلونه من جهود مشرفة من خلال الدفاع عن أرض الوطن والذود عنه، والوقوف سداً منيعاً لكل محاولات التسلل أو إلحاق الضرر بالوطن. وقال ولي العهد خلال استقباله في مكةالمكرمة أمس (الاثنين) مديري وقادة القطاعات الأمنية وقيادات قوات أمن الحج: حاولت إثناء إخواننا في القوات المسلحة عن المشاركة في أعمال حج هذا العام لاحتياج إخوانهم في الحد الجنوبي لهم، إلا أنهم أصروا على المشاركة استمراراً لنهجهم في المشاركة كل عام. وقالوا إن المشاركة شرف لا بد أن نؤديه. وأكد أن هذا الموقف المشرف من منسوبي القوات المسلحة محل تقديره شخصياً. ونوه خلال الاستقبال بما سطّره الجنود الأبطال من تضحيات ودحر للمعتدين، سائلاً الله لهم النصر والتمكين وللشهداء الرحمة والمغفرة. ولفت الانتباه إلى حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على تقديم كل ما يمكن من جهود لخدمة وراحة حجاج بيت الله الحرام، حتى يعودوا إلى أهلهم سالمين. وحث الأمير محمد بن نايف مديري وقادة القطاعات الأمنية والمشاركين من جميع القطاعات الحكومية الأخرى القائمة على شؤون الحج على بذل المزيد من الجهود لخدمة ضيوف الرحمن؛ حتى يتمكنوا من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة. وكان ولي العهد رعى أمس، حفلة استعراض قوات أمن الحج المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لموسم حج هذا العام، بحضور مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، ووكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي الأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي، وأمير منطقة المدينةالمنورة رئيس لجنة الحج بالمنطقة الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز. وألقى مدير الأمن العام كلمة في الحفلة الخطابية رحب في مستهلها بولي العهد وبالحضور، معبرا عن شكره وزملائه المشاركين في تنفيذ خطط أمن الحج من القطاعات كافة، لولي العهد على وقوفه ميدانيا على جاهزية قوات أمن الحج واستعراض وحداتها الرمزية وتطبيق بعض التدريبات والفرضيات التي تظهر ما وصلوا إليه من مستوى تدريب عال ومهارات مهنية. بعد ذلك، بدأ العرض العسكري للقوات المشاركة بمهمات أمن الحج، الذي بين مدى الجاهزية البدنية العالية للمشاركين في حج هذا العام، ثم أظهرت طائرات الأمن والآليات والعربات ما تحتويه من تقنيات عسكرية حديثة للتعامل مع أي ظرف طارئ. وشاهد الأمير محمد بن نايف والحضور عرضا لمهارات الرماية التكتيكية بمختلف أنواعها، إضافة إلى عرض المهارات القتالية، فيما قدمت قوات الطوارئ الخاصة عروضا لعدد من المهارات باستخدام الحبل. بعدها طبقت فرضية استيقاف مركبة مطلوب أمنيا قام بتفجير نفسه، وأخرى للرماية والتسلل واستخدام المدرعات، وثالثة لاستيقاف مركبة مطلوب أمنيا، ثم فرضيتي «قفزة الصقر»، و«أنا متأهب».