في عقبة شعار، كل شيء يتحدث بلغة الخوف، إذ تجد كل العابرين يهجسون بالحوداث المرورية التي تشهدها عقبة (الهلاك) بين الحين والآخر، وفي الوقت الذي يطالب فيه أهالي وادي تيه وزارة النقل بإيجاد عقبة بديلة، فإن العابرين يتحدثون عن مآسي هذا الشريان القاتل، مؤكدين أنه حينما تقع حادثة مرورية في العقبة فإن نبض الحركة يتعطل لنحو ثماني ساعات. وأوضح عدد من أهالي وادي تيه والعابرين على طريق أبها - جدة أن عقبة شعار انتهى عمرها الافتراضي وتحولت إلى ساحة للحوادث الفاجعة، وأنه لا يكاد يمر يوم دون إغلاق العقبة. ودعا علي محمد كميح وزارة النقل والجهات المعنية إلى إيجاد عقبة بديلة، لافتا إلى أن الأمر لم يعد يطاق «فلا نستطيع العبور من خلال هذه العقبة إلا بحبس الأنفاس، فالمخاطر كثيرة والطريق ضيق والازدحام عليه شديد، ونحن كأفراد وأسر لا نستغني عن الذهاب بشكل يومي لمدينة أبها ولا نجد أمامنا سوى هذه العقبة». ويرى أحمد شاهر أن عمر العقبة الافتراضي انتهى، وقال: العقبة عمرها نحو 37 عاما ولم تعد تحتمل عبور شاحنات النقل الثقيل والمركبات الصغيرة أكثر من ذلك، فأصبحت متهالكة ولا تتسع لهذا الكم الهائل من العابرين، كما أن حوادثها المميتة مستمرة، وأصبح من الأحلام إيجاد عقبة بديلة في ظل وعود وزارة النقل التي لم تف بذلك. وقال محمد عوضة (أحد عابري الطريق): أعبر هذه العقبة أكثر من ثلاث مرات أسبوعيا لإنجاز ومتابعة أعمالي، ولكنني أعاني بشكل كبير حين أكون في بداية العقبة نزولا وبدايتها عند الصعود فالمآسي كثيرة والحوادث مستمرة وشنيعة والحرائق بها تغطي النسبة العظمى من حوادث المركبات. وقال علي بكري مشرب (أحد الناجين أخيرا من حادثة اصطدام في أحد الأنفاق): الحمد لله الذي أنجاني من هذه الحادثة، ولولا عناية الله لكنت تفحمت كما حدث لصاحب الشاحنة الذي احترق أمامي حيث وقعت الحادثة في أحد الأنفاق الضيقة أثناء نزولي في الصباح الباكر، ولم أكن طرفا بها ولكن لا يوجد مخرج من ذلك إلا لطف الله، مضيفا: أصبت بحروق من الدرجة الثانية في أجزاء عدة من جسمي جراء تلك الحادثة وها أنا أرقد حاليا في عناية الحروق بمستشفى عسير المركزي. من جانبه، أكد مدير عام الطرق بمنطقة عسير المهندس مبارك ناصر المطوع، أن الوزارة تعمل حاليا على إيجاد عقبة رديفة لعقبة شعار لفك الاختناقات والتسهيل على العابرين، لافتا إلى أن مشروع الطريق المزدوج الذي يربط ما بين أسفل عقبة شعار ومحايل عسير بدأ تنفيذه والعمل جار به حاليا.
